إيلاف من لندن: أكدت المملكة المتحدة ضرورة ضمان انتقال مأمون ومستدام إلى بعثة الأمم المتحدة للمساعدة الانتقالية المتكاملة في السودان.

أشادت مندوبة بريطانيا الدائمة السفيرة باربرا وودوارد في إحاطة مجلس الأمن حول بعثة الأمم المتحدة للمساعدة الانتقالية المتكاملة في السودان، بالإصلاحات الهامة التي أجريت، والتقدم تجاه المصادقة على المعايير الدولية لحقوق الإنسان.

كما أشادت بالتزام حكومة السودان التي يرأسها المدنيون بمواصلة إحراز تقدم نرحب به نحو هدفهم المنشود، وهو التحوّل إلى دولة ديمقراطية بكل معنى الكلمة.

وقالت السفيرة وودوارد في إحاطتها قبل يومين، لقد أجرى رئيس الوزراء حمدوك وحكومته عددا من الإصلاحات الهامة. وتجدر الإشارة هنا بشكل خاص إلى إلغاء دعم الوقود وإحراز تقدم نحو المصادقة على المعايير الدولية الرئيسية لحقوق الإنسان.

وإننا نحث حكومة السودان على الاستمرار في هذا النهج من خلال تنفيذ جميع الإصلاحات الاقتصادية اللازمة، وضمان الاحترام الكامل لحقوق الإنسان الأساسية.

اتفاق جوبا

كما ترحب المملكة المتحدة بتوقيع اتفاق جوبا للسلام في الثالث من أكتوبر. إن هذا الاتفاق دليل واضح على أولويات السودان الجديد.

ونحث جميع الأطراف المعنيّة على دعم هذا الالتزام بالسلام من خلال التنفيذ السريع والكامل للاتفاق. ونشير هنا إلى ما ورد في الاتفاق من مطالب تتعلق بالحصول على دعم من الأمم المتحدة، وندعو إلى مزيد من التواصل بين الحكومة والأمم المتحدة في هذا الصدد.

وأضافت المندوبة الدائمة: وبينما تم اتخاذ خطوات مهمة للتغلب على العديد من التحديات، كما سمعنا، فإنه ما زال هناك الكثير مما يتعين القيام به. فالوضع الاقتصادي الذي تفاقم سوءاً بفعل جائحة كوفيد-19 استمر في التدهور، والاحتياجات الإنسانية مستمرة بالازدياد، والعنف يتصاعد في مناطق الصراع.

وقالت: "على صعيد معالجة الحالة الاجتماعية-الاقتصادية، ترحب المملكة المتحدة بدعم البنك الدولي وصندوق النقد الدولي للجهود الحكومية للتخفيف من الوضع الاقتصادي الصعب. ومن شأن ما سيقدمه البنك الدولي من مساعدة لبرنامج دعم الأسرة في السودان أن يخفف من الأثر السلبي الناجم عن بعض الإصلاحات الاقتصادية. وبصفتنا أكبر مانح ثنائي للبرنامج، فإننا سنلتزم من جهتنا بتعهد مالي قدره 105 ملايين دولار".

الصعيد الأمني

أما على صعيد الوضع الأمني، فإن المملكة المتحدة تشيد بالتزام الحكومة بالوفاء بمسؤوليات حماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون قيود.

مع ذلك، لا يمكننا تجاهل التحديات الأمنية الكبيرة الأخرى. فهناك العنف المستمر بين الجماعات المختلفة، فضلا عن استمرار الاشتباكات المتقطعة بين جيش تحرير السودان وفصيل عبد الواحد والقوات الحكومية. وعليه، نكرر دعوة أمين عام الأمم المتحدة لحكومة السودان للإسراع في استعداداتها لحماية المدنيين بما يتماشى مع استراتيجيتها الوطنية لحماية المدنيين.

قالت السفيرة وودوارد: وفي الوقت الذي تستعد فيه البعثة المختلطة للاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة في دارفور (يوناميد) للانسحاب، فإننا نحث الحكومة على تطوير مؤسسات سيادة القانون بشكل تكون فيه أكثر استجابة وتمثيلاً من أجل بناء الثقة مع السكان المحليين وضمان الاستقرار في مناطق الصراع.

تم إنشاء بعثة الأمم المتحدة للمساعدة الانتقالية المتكاملة في السودان (يونيتامس) لدعم المرحلة الانتقالية في البلاد. وعليه، فإن التأخر في تعيين ممثل خاص للأمين العام لقيادة بعثة يونيتامس يحول دون تقديم هذا الدعم. ونحث الأمانة العامة على الانتهاء من عملية التعيين ومواصلة العمل مع حكومة السودان لتسريع التأسيس الكامل للبعثة في جميع أنحاء السودان.

بعثة يوناميد

أشيد هنا بالدعم المستمر الذي تقدمه بعثة يوناميد إلى حكومة السودان، ولا سيما في مجالات بناء السلام وتعزيز القدرات.
وندعو الأمم المتحدة، من خلال عملها مع حكومة السودان ومع الفريق القُطري، إلى ضمان أن يكون الانتقال من بعثة يوناميد إلى بعثة يونيتامس انتقالاً مسؤولاً ومتسلسلاً ومستداماً.

في هذا الصدد، اسمحوا لي أن أكرر ما يتوقعه مجلس الأمن بأن تكون بعثة يونيتامس وفريقها القُطري المتكامل هم المستفيدين الأساسيين من أصول وممتلكات بعثة يوناميد.

في خلاصة مداختها، قالت مندوبة بريطانيا الدائمة لدى الأمم المتحدة: أودّ التعليق بإيجاز على تأثير الصراع في تيغراي، في إثيوبيا، على السودان. ونحن نشيد هنا بالتزام السودان بتمكين وصول المساعدات الإنسانية إلى اللاجئين الفارين من العنف في تيغراي، علماً بأن التمويل المقدم حالياً من المملكة المتحدة يساعد اللاجئين الجدد من إثيوبيا على تلقي مواد الإغاثة الطارئة.

مع ذلك، تظل هناك حاجة إلى المزيد. وبدورنا، نشجع الدول الأعضاء على دعم الأمم المتحدة في مساعدة السودان على الاستجابة لهذه الاحتياجات المتزايدة.