طُعن أربعة أشخاص وأصيب خامس بطلق ناري في اشتباكات خلال مسيرات في مدن أمريكية كبرى خرجت لتأييد مزاعم الرئيس دونالد ترامب بوقوع تزوير في انتخابات الرئاسة.

وقالت شرطة ولاية واشنطن في تغريدة على تويتر في وقت متأخر من يوم السبت إن إطلاق نار وقع بعد اشتباكات بالقرب من مبنى الكابيتول في أولمبيا، وإن أحد المشتبه بهم قد تم اعتقاله.

وفي العاصمة الأمريكية، قال رئيس قسم الاتصالات في دائرة الإطفاء والطوارئ، دوغ بوكانان ، لوكالة فرانس برس إن أربعة أشخاص تعرضوا للطعن ونقلوا الآن إلى المستشفى "بجروح خطيرة". وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن 23 اعتقلوا طوال اليوم.

ولم يكن هناك ما يشير إلى ما إذا كان أي من الضحايا قد شارك في الاحتجاجات المؤيدة أو المعارضة.

وكان اليوم قد بدأ بأجواء احتفالية حيث ملأ الآلاف من المتظاهرين ذوي القبعات الحمراء شوارع واشنطن لدعم الرئيس، ولم يردعهم رفض المحكمة العليا الأمريكية يوم الجمعة لما قد يكون فرصته الأخيرة لإلغاء النتائج.

ووقعت أحداث مماثلة في أولمبيا وأتلانتا وسانت بول، مينيسوتا، وكذلك في مدن أصغر في نبراسكا وألاباما وأماكن أخرى.

وقال المتظاهرون في مسيرة العاصمة، وكانت أصغر بشكل ملحوظ من مظاهرة مماثلة الشهر الماضي، لوكالة فرانس برس إنهم "ثابتون في دعمهم للرئيس".

وقال لوك ويلسون، المتظاهر البالغ من العمر ستين عامًا والذي قطع مسافة كبيرة من ولاية أيداهو للمشاركة في الاحتجاجات: "لن نستسلم".

وأضاف ديل كويك، المنتظم في التجمعات السياسية لترامب، وهو يلوح بعلم يدافع عن حقوق السلاح: "أعتقد أن هناك ظلما كبيرا يلحق بالشعب الأمريكي".

وعلى الرغم من تأكيد نتائج الانتخابات من قبل مسؤولي الانتخابات بالولاية، العديد منهم جمهوري، والقضاة في عدة ولايات رئيسية، إلا أن المتظاهرين المؤيدين لترامب وجدوا تفسيراتهم الخاصة لنتيجة الانتخابات.

وقد صدقت جميع الولايات الآن على نتائج الانتخابات، حيث منحت بايدن 306 أصوات في الهيئة الانتخابية مقابل 232 لترامب، لكن المتظاهرين أصروا على وجود تزوير واسع النطاق في الانتخابات.

وأشار بعض المتظاهرين إلى "تدخل أجنبي"، بينما أشار البعض الآخر إلى البرامج التي زُعم أنها أدت إلى محو ملايين الأصوات للرئيس، ولكن ليس تلك الخاصة بالمرشحين الجمهوريين الآخرين في نفس بطاقات الاقتراع.

وكان من بين الذين خاطبوا الحشد مايكل فلين، مستشار الأمن القومي السابق لترامب، الذي عفا عنه الرئيس مؤخرا بعد أن اعترف بأنه كذب على مكتب التحقيقات الفيدرالي بشأن التدخل الروسي المزعوم في انتخابات عام 2016.

انتخابات "مسروقة"

متظاهرون من حركة "براود بويز"اليمينية المتطرفة
Reuters

وتم البت في العشرات من قضايا المحاكم التي تزعم الاحتيال أو الطعن في النتيجة، وكلها تقريبًا لصالح بايدن، حيث قدم بعض القضاة انتقادات لاذعة لنقص الأدلة.

ورفض ترامب، في تحدٍ صارخ للنتيجة الواضحة والتقاليد الأمريكية، الإقرار بهزيمته أمام بايدن.

وكتب على تويتر في وقت مبكر من يوم السبت "واو! الآلاف من الناس يتجمعون في واشنطن العاصمة لوقف السرقة". "لم أكن أعرف عن هذا ، لكنني سأراهم!".

وبعد ذلك بوقت قصير، أقلعت مروحيته من البيت الأبيض ومرت فوق الحشد، كثير منهم يغنون النشيد الوطني للولايات المتحدة، بينما كان ترامب يتجه إلى نيويورك لحضور مباراة كرة القدم السنوية بين الجيش والبحرية.

وكان من بين المتظاهرين أعضاء الجماعة اليمينية المتطرفة "براود بويز"، وظهروا بملابسهم المميزة باللونين الأسود والأصفر، وبعضهم يرتدون سترات واقية من الرصاص.

وعلى بعد عشرات الأمتار، عقد أنصار حركة "حياة السود مهمة" مسيرة خاصة بهم أصغر حجما مرددين هتاف "ليخرج النازيون!".