ريجويل
BBC
خلص تحقيق إلى أن المتهم مذنب بـ"سوء السلوك الخطير"

قررت شرطية بريطانية متقاعدة رفع قضية ضد شرطة العاصمة لندن، زاعمة تعرضها لتحرش جنسي وتمييز عنصري، بعد تلقيها "مئات" الرسائل من هذا القبيل من زميل أعلى رتبة.

وتقول الشرطية السابقة، وهي من أصل آسيوي، إنها أحست بأنها "منتهكة" بعد أن أرسل لها ستيفن ريجويل صورا ذات طابع جنسي على مدى سنتين.

وقالت شرطة لندن إنها تنتهج سياسة "لا تهاون" مع أي سلوك عنصري أو جنسي.

التحرش: السر المعلن في حياة صحفيات عربيات

حملة "مي تو": متدربة تتهم مذيعا مشهورا بالتحرش الجنسي أمام القضاء الصيني

وكان ريجويل، البالغ من العمر 54 عاما، قد استقال في عام 2018 عقب تقارير عن ممارسته الجنس داخل مقر اتحاد شرطة لندن.

وتوصل "المكتب المستقل لمتابعة سلوك الشرطة" الخميس إلى أن ريجويل تصرف على نحو "افتراسي" بسعيه الدخول في "علاقة غير لائقة" مع شرطية كان يقدم لها الدعم في مسألة متعلقة بالعمل بين عامي 2015 و2017.

وقالت شرطة لندن إنه لو لم يقدم استقالته لكان طرد من الجهاز بسبب سوء السلوك.

واطلعت بي بي سي على عشرات من 2000 رسالة بعثها روجويل إلى الشرطية، التي لا يمكن نشر اسمها لأسباب قانونية.

وفحص "المكتب المستقل لمتابعة سلوك الشرطة" هذه الرسائل ضمن تحقيقاته.

وخلصت السلطات إلى أن الرسائل بها طابع جنسي، ومعاداة للسامية، وعنصرية، ومعاداة للمثليين، وتمييز جنسي.

وعلى نحو متكرر، ظل ريجويل يبعث إلى الشرطية صورا ذات طابع جنسي تحمل اسمها.

واحدة من الصور
BBC
دأب ريجويل على إرسال صور ذات طابع جنسي إلى الشرطية

كما خاطبها بأوصاف مثل "عصفورتي الآسيوية" و"مسلمة متسلطة"، ودعاها إلى هجر زوجها.

وقالت الشرطية السابقة لبي بي سي "أحسست بالقذارة، وبأن عليّ الكثير من القذارة. كنت أريد أن أنزع جلدي. كان شعورا مقززا. أحسست أنني منتهكة ومنحطة الشأن".

وأضافت الشرطية السابقة، التي تعاني من اضطراب ما بعد الصدمة في ما يتعلق بحادث آخر بالعمل، إنها أصيبت بإعياء شديد لدرجة أنها فقدت الكثير من الوزن على نحو غير صحي.

واتهمت المرأة، وهي في الثلاثينيات من العمر، جهاز الشرطة بعدم أخذ شكواها على محمل الجد في حينها.

وقالت الشرطية، التي تقاعدت من الخدمة، إنها تعتقد أن الضابط تمكن من الاستمرار في مضايقتها "بسبب الفساد الداخلي والعنصرية والعداء للمثلية" داخل الجهاز.

وطالبت الشرطية السابقة الجهاز باتخاذ إجراءات سلامة لحمايتها بعد أن اتصل بها ريجويل مرتين وسط الليل، لكنها تقول إن طلبها قوبل بالتجاهل.

وكتبت "طوال العملية أحسست بأني بلا قيمة، لكن الآن لم يعد الأمر يسبب لي إحساسا بالعار أو عبئا، بل ألقيته على أولئك الذين سهلوا ما حصل".

وقال لورانس ديفيز ، من رابطة "محامي العدالة للجميع" الذي يمثل الشرطية، إنه "بالرغم من الجهود التي بذلها المكتب المستقل، فقد سُمح لريجويل بالتقاعد قبل جلسة الاستماع بخصوص تهمة سوء السلوك الخطير، بالرغم من أنه استغل مركزه لملاحقته الشائنة للشرطية التي كانت تحت رحمته".

من جهته قال بول بيتس، من "إدارة المعايير المهنية"، إن جهاز شرطة لندن لا يتهاون بأي درجة مع السلوك العنصري أو الجنسي أو معاداة المثلية.

وقالت شرطة لندن إنه من غير اللائق التعليق على "قضية ما زالت قيد التحقيق".