برلين: أعلنت ألمانيا وفنلندا الأحد أنهما أعادتا من شمال سوريا خمس نساء، بعضهنّ مستهدف بملاحقات قضائية في بلادهنّ للانتماء إلى تنظيم الدولة الإسلامية، بالإضافة إلى 18 طفلاً.

ووصف وزير الخارجية الألماني هايكو ماس هذه المبادرة المشتركة التي أُجريت السبت بواسطة طائرة أُرسلت خصيصاً لهذا الغرض، بأنها عملية "إنسانية".

وأشارت وزارة الخارجية الفنلندية من جهتها إلى أن "المخيمات في شمال شرق سوريا تشكل خطراً أمنياً على المدى الطويل، فكلما طالت مدة بقاء الأطفال فيها بدون حماية وتعليم، سيكون منع التطرف أكثر صعوبة".

وقال إن بين الأطفال يتامى ومرضى، ما جعل عملية العودة "ضرورية للغاية" متعهداً القيام بخطوات أخرى مماثلة "في الأسابيع والأشهر المقبلة".

وأعادت ألمانيا ثلاث نساء و12 طفلاً، بينهم أبناء النساء. أما بالنسبة لفنلندا، فقد أعادت ستة أطفال وامرأتين، بحسب وزارة الخارجية.

وكانت هذه المجموعة تقطن في مخيم للاجئين يخضع لسيطرة الأكراد في شمال سوريا.

وقال كمال عاكف وهو متحدث باسم الإدارة الكردية لوكالة فرانس برس إن النساء الثلاث الألمانيات اللواتي تم تسليمهن الى سلطات بلادهن هن "زوجات" جهاديين في تنظيم الدولة الإسلامية و"في حالة صحية سيئة للغاية".

وأضاف "تم نقلهن بسبب حالتهن الصحية التي تتطلب علاجا في الخارج".

ولهذه العملية طابع جديد بالنسبة لهاتين الدولتين اللتين أجرتا حتى الآن عمليات إعادة لكن عبر تركيا، وليس من خلال نقل مباشر من شمال شرق سوريا.

وتبلغ النساء الألمانيات الثلاث 21 و24 و38 عاماً، وهنّ مستهدفات في بلدهنّ الام بملاحقات قضائية بتهمة الانتماء إلى منظمة إرهابية.

وقد وصلن إلى سوريا اعتباراً من العام 2014، اثنان منهنّ للانضمام إلى عناصر تنظيم الدولة الإسلامية في المكان والزواج بهم، والثالثة لمرافقة شريكها الذي قُتل في نهاية المطاف، وفق وسائل إعلام ألمانية.

وأعلنت النيابة الألمانية لمكافحة الإرهاب في بيان أن إحدى النساء الثلاث أوقفت لدى وصولها إلى فرانكفورت ووضعت في الحجز، فيما بقيت الاثنان الأخريان حرّتين.

وبالإضافة إلى الانتماء إلى تنظيم الدولة الإسلامية، يشتبه القضاء بأن تكون الموقوفة التي تمّ التعريف عنها باسم ليونارا إم. وتبلغ 21 عاماً، استخدمت مع زوجها شابة أيزيدية كعبدة في الرقة.

وكان زوجها عضواً في "استخبارات" تنظيم الدولة الإسلامية وأنجبت منه ولدين، بحسب النيابة الألمانية. وغادرت ألمانيا إلى سوريا عندما كانت في سنّ الـ15 عاماً.

وبحسب صحيفة بيلد الألمانية، لا يزال سبعون شخصاً راشداً من الجنسية الألمانية في مخيمات تخضع لسيطرة الأكراد في شمال سوريا، وكذلك حوالى 150 طفلاً متحدرين من مواطنين ألمان.

وأفادت وزارة الخارجية الفنلندية أن حوالى 15 طفلاً وأكثر من عشر نساء من الجنسية الفنلندية لا يزالون في مخيمات في شمال شرق سوريا.

وأوضحت أنه بالمجمل، هناك في هذه المخيمات أكثر من ستة آلاف طفل وحوالى ثلاثة آلاف أمّ من جنسيات أجنبية بينهم 600 طفل و300 امرأة من دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي.

وأضافت أن نصف الأطفال لا تفوق أعمارهم خمس سنوات.