ثمة أزمة ثقة بين الشباب البريطاني وحكومته. اليوم، تأخذ ريبيكا ريوفريو، مؤسِّسة الجمعية البرلمانية البريطانية للفنون والأزياء والرياضة وناشرة منصتها الإلكترونية، على عاتقها رأب هذا الصدع، في أوقات بريكست وكورونا الصعبة.

إيلاف من دبي: تتمتع ريبيكا ريوفريو، مؤسِّسة الجمعية البرلمانية البريطانية للفنون والأزياء والرياضة وناشرة منصتها الإلكترونية، بباع طويل في ميادين التعليم العالي والفنون والأزياء، لأكثر من 19 عامًا. وهي تعتقد أن إطلاق هذه الجمعية وإصدار مجلتها أمر بالغ الأهمية، لإظهار الدعم وتثقيف الشباب بشأن الحكومة وعملها، "فمن خلال هذه الجمعية نهدف إلى جعل الشباب أصحاب مصلحة ناشطين ومسؤولين، يتمتعون بالوعي الوطني. وتحقيقًا لهذه الغاية، نأمل في التواصل وبناء جسر من الثقة بين آلاف الشباب في جميع أنحاء المملكة المتحدة"، وفق ما تصف المنصة التي أسستها.

في يناير 2019، تأسست الجمعية البرلمانية البريطانية للفنون والأزياء والرياضة (The UK Parliamentary Society for Arts, Fashion and Sports)، وكان الهدف من تأسيسها دمج العقول الشابة المبدعة في حكومة المملكة المتحدة، لتأليف شراكة وتعاونًا يسعيان إلى حماية وتوجيه مصالح كل فريق منهما، انطلاقًا من منصة محلية وإقليمية ووطنية.

أزمة ثقة
بحسب ريبيكا ريوفريو، في ظل المناخ السياسي الحالي، لا مقر من الملاحظة أن الشباب البريطاني فقد الثقة تمامًا بالحكومة إلى درجة أنه أصيب بالإحباط والانفصال عن الواقع. تكتب ريوفريو: "في عام 2020، جاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وتفشي جائحة كورونا في المملكة المتحدة كالتوأم الشرير من أحد أفلام هيتشكوك المرعبة. بصفتي مديرة للجمعية البرلمانية للفنون، أشعر بالعبء الثقيل على كواهل مواطنينا، خصوصًا فنانينا الذين يخسرون أعمالهم ويشعرون بأنهم تُركوا يخوضون المعركة ضد الجائحة وحدهم".

تضيف ريوفريو: "نعلم جميعًا أن تمويل الفنون ليس شكلًا من أشكال الإنقاذ. إنه ضروري لأمتنا. فإن المهارات الإبداعية في المملكة المتحدة كانت واحدة من أعظم قصص نجاحنا. مع ذلك، خذلتنا الحكومة حين فشلت في تقدير مدى تعقيد نظامنا البيئي الإبداعي. فصحيح أنه تم رصد استثمارات بقيمة 1.57 مليار جنيه استرليني لحماية المؤسسات الثقافية والفنية والتراثية ذات المستوى العالمي في بريطانيا، لكن بلادنا ليست مؤلفة من مؤسسات كبيرة فحسب، بل من العاملين لحسابهم الخاص ومن الشركات المحدودة أيضًا".

انفتاح وصراحة وشفافية
تتمثل إحدى قيم هذه المجلة في أن انفتاحها وصراحتها وشفافيتها من دون عزل سياسي أو إقصاء، ومن دون خوف من أحد أو محاباة لأحد، وهي تظن أنها ستعيد إحياء الثقة المفقودة، وترسخ القناعة بأن صوت "جيل الشباب" يمكن سماعه بشكل فاعل، خصوصًا في أيام صعبة تمر بها بريطانيا، ويمر بها العالم أجمع. لكن ريوفريو لا تتخلى عن تفاؤلها. تقول: "ونمضي قدمًا، فما زلت آمل في أن تتحسن الأمور، وأعتقد اعتقادًا راسخًا أن المملكة المتحدة ستخرج من هذا الوباء ببطء ربما، لكن بثبات"، مذكّرة بأن بريطانيا العظمى نجت من العديد من الحوادث الكارثية، وصمدت في وجه الشدائد، لتنتصر في النهاية انتصرنا.

تؤكد: "انتصرنا لأننا وقفنا معًا، نحتاج فحسب إلى الوحدة والرحمة والحب غير المشروط"، وهذه الوحدة، وحدة الشعب والحكومة، هي التي تنادي بها الجمعية وتروج لها في منشوراتها كلها.

ثمة هدف إضافي للجمعية: رفع المذكرات وفق الحاجة إلى المسؤول الحكومي الملائم بشأن مجموعة متنوعة من القضايا المشكلات التي تواجه الشباب، كالاتجار المتجدد بالبشر، والعبودية المستجدة، والإدمان على المخدرات، خصوصًا أولئك الذين يسعون إلى الحصول على وظيفة في مجالات الفنون والأزياء والرياضة في المملكة المتحدة.