إيلاف من لندن: أدين رجلان بقتل 39 مهاجرا عثر عليهم موتى في حاوية شاحنة في مقاطعة إسيكس في جنوب شرق إنكلترا في العام الماضي.

وقُدم إيمون هاريسون وجورجي نيكا للمحاكمة في محكمة أولد بيلي الجنائية في لندن، بتهمة القتل غير العمد للمواطنين الفيتناميين الذين اكتُشفت جثثهم في منطقة صناعية في منطقة غرايز في أكتوبر 2019.

واستمعت المحكمة إلى أن درجات الحرارة في الوحدة وصلت إلى 38.5 درجة مئوية "لا تطاق" حيث تم إغلاق الرجال والنساء والأطفال، الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و44 عامًا، بالداخل لمدة 12 ساعة على الأقل.

وكان كل واحد من الضحايا دفع كل منهما أكثر من 10000 جنيه إسترليني ليتم تهريبه إلى المملكة المتحدة، وحاول يائسًا دق ناقوس الخطر أثناء اختناقهما داخل وحدة التبريد ذات اللون الأسود القاتم، والتي تم إغلاقها، على حد قول المحلفين.

محاكمة لشهرين
وبعد محاكمة استمرت شهرين في محكمة أولد بيلي، أُدين سائق الشاحنة "هاريسون" بـ 39 تهمة بالقتل غير العمد، بينما أدين المنظم "نيكا" بنفس التهم.

وأدين هاريسون، وهو من مقاطعة داون، أيرلندا الشمالية، أيضًا بالتآمر للمساعدة في الهجرة غير القانونية - وهي تهمة اعترف بها نيكا، من باسيلدون بمقاطعة إسيكس، رغم أنه نفى تورطه في الرحلة المميتة.

ووجد متهمان آخران هما كريستوفر كينيدي وسائق الشاحنة فالنتين كالوتا مذنبين بالتآمر للمساعدة في الهجرة غير القانونية.
وكان سائق الشاحنة موريس روبنسون ورئيس النقل رونان هيوز قد اعترفا في وقت سابق بالقتل غير العمد للمهاجرين.
واستمعت المحكمة كذلك، إلى أن روبنسون، الذي اكتشف الجثث بعد جمع المقطورة عند وصولها إلى بورفليت، في إسيكس كان تلقى رسالة من هيوز نصها: "امنحهم الهواء بسرعة، ولا تسمح لهم بالخروج".

ويُعتقد أن معظم المهاجرين صعدوا إلى حاوية الشاحنة في شمال فرنسا قبل نقلها إلى زيبروغ في بلجيكا وتحميلها على سفينة شحن متجهة إلى بورفليت البريطاني في 22 أكتوبر من العام الماضي.
وكان من بين المهاجرين الضحايا، خريجو جامعات، وعمال مطاعم، وعاملين في المقاهي، وبنّاء ومصفف شعر، واقترضت بعض أسر الضحايا آلاف الجنيهات الإسترلينية لدفع ثمن الرحلة المميتة.

اكتشاف الجثث
وكانت لقطات كاميرات المراقبة أظهرت اللحظة حين أوقف روبنسون الشاحنة وفتح المقطورة ليجد 39 شخصًا ميتًا في الداخل وذلك بعد منتصف ليل أكتوبر 2019 بقليل.

وكان هيوز ونيكا اتصلا قبل الاتصال برقم الطوارئ 999 بعد حوالي 23 دقيقة من اكتشاف الجثث. وبعد تقديم الدليل، نفى هاريسون (23 عامًا)، معرفته بوجود أشخاص في مقطورته في 22 أكتوبر أو في رحلتين ناجحتين في وقت سابق لتهريب الأشخاص.
وابلغ هاريسون المحلفين أنه يعتقد أنه كان يتعامل مع "بضائع مسروقة" وكان يشاهد مسلسلا على قناة Netflix وهو في السرير في الوقت الذي تم فيه تحميل المقطورة في 22 أكتوبر.

واعترف نيكا (43 عاما) بترتيب النقل لرحلتين ناجحتين سابقتين لتهريب البشر في 11 و18 أكتوبر من العام الماضي، لكنه أنكر تورط في المأساة ليل 22 - 23 أكتوبر.