ايلاف من لندن: فيما بدأت قيادة الحشد الشعبي العراقي الاعداد لفعاليات استذكار لمقتل سليماني والمهندس فقد كشفت وثيقة استخبارية عراقية عن اعداد مليشيا مسلحة لعملية قصف قاعدة اميركية في بغداد، في وقت وضع قادة اميركيون أمنيون خيارات امام الرئيس ترمب للرد على اي استهداف للسفارة الاميركية خلال هذه الذكرى، بينما حذرت طهران واشنطن من خوض ما اسمتها بمغامرة خطيرة ضدها.

وحذرت وثيقة استخبارية لوزارة الداخلية العراقية من ان معلومات توفرت لها تشير الى نية عناصر خارجة عن القانون في اشارة الى المليشيات المسلحة استهداف القاعدة العسكرية الاميركية في مطار بغداد الدولي خلال الايام القليلة المقبلة.

وتقول الوثيقة المعنونة سرية وموجهة الى الجهات الامنية في البلاد والصادرة عن جهاز العمليات في الداخلية ونشرتها وسائل اعلام عراقية واطلعت على نسختها "ايلاف" الخميس، إن استهداف القاعدة سيتم بصواريخ متطورة سيتم اطلاقها من منطقة الشيحة التابعة لقضاء ابو غريب (غرب بغداد) حيث سيكون وقت تنفيذ العملية قبل الثالث من الشهر المقبل الذي يصادف الذكرى السنوية الاولى لاغتيال طائرة اميركية مسيرة لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي ابو مهدي المهندس قرب مطار بغداد الدولي.

ويوضح جهاز العمليات انه لم تتوفر معلومات اضافية عن الموضوع في الوقت الحاضر "وسنزودكم بالمستجدات حال توفرها".
ويأتي ذلك مترافقا مع حملة بدأتها قيادة الحشد الشعبي تحت شعار "الشهادة والسيادة :الذكرى الاولى لاستشهاد قادة النصر .. 3 يناير 2021. وتستعد قيادة الحشد لتنظيم مسيرات للمليشيات استذكارا للحادث وسط مخاوف من عمليات مسلحة تستهدف قواعد ومواقع ومصالح اميركية في العراق ترغم واشنطن على تنفيذ عمليات عسكرية انتقامية ضد مقار ومصالح هذه المليشيات.

خيارات للرد على ايران ومليشياتها العراقية
ويأتي الكشف عن هذه المعلومات، فيما قال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية إن كبار مسؤولي الأمن القومي الأميركيين اتفقوا على مجموعة مقترحة من الخيارات لتقديمها إلى الرئيس دونالد ترمب بهدف ردع أي هجوم على أفراد عسكريين أو دبلوماسيين أميركيين في العراق.

وقال المسؤول إن "ما يسمى بمجموعة المسؤولين في اللجنة الرئيسة بما في ذلك وزير الدفاع بالإنابة كريس ميلر ووزير الخارجية مايك بومبيو ومستشار الأمن القومي روبرت أوبراين ناقشوا الوضع في البيت الأبيض". واضاف أنهم اتفقوا على "مجموعة من الخيارات" ستعرض قريبا على ترمب لكن المسؤول الذي نقلت عنه وكالة رويترز هذه المعلومات لم يكشف محتوى الخيارات أو ما إذا كانت تتضمن خيارات عسكرية غير انه اشار الى انه "تم تصميم كل واحدة بحيث تكون غير تصعيدية وردع المزيد من الهجمات".
ونوه المسؤول الكبير في الإدارة الأميركية الى أن الهدف من اجتماع البيت الأبيض هو "تطوير المجموعة الصحيحة من الخيارات التي يمكن أن نقدمها للرئيس للتأكد من ردع الإيرانيين والميليشيات الشيعية في العراق عن شن هجمات على أفرادنا".

وكانت مليشيا عراقية مسلحة مرتبطة بايران قد اطلقت في 20 من الشهر الحالي 21 صاروخا باتجاه المنطقة الخضراء وسط بغداد وتسببت في اضرار لمبنى السفارة الاميركية فيها.
وفي وقت سابق هددت واشنطن التي تخفض ببطء من قواتها البالغ عددها 5000 جندي في العراق، بإغلاق سفارتها ما لم تكبح الحكومة العراقية الفصائل المتحالفة مع إيران.

القيادة المركزية الاميركية تتهم المليشيات المدعومة من ايران
واليوم الخميس قالت القيادة المركزية الأميركية إن الهجوم الصاروخي الذي استهدف المنطقة الخضراء في بغداد الأحد الماضي "قامت به بالتأكيد ميليشيا مارقة مدعومة من إيران".

وأكدت القيادة في بيان عدم وقوع أي ضحايا أو إصابات بين أميركيين في الهجوم، الذي تسبب بأضرار للمباني، مشيرة إلى أنه "كان من الواضح أنه لم يهدف إلى تجنب وقوع إصابات".

واشارت القيادة الى أن الجماعات التي استهدفت السفارة، "مدعومة من إيران التي توفر لهم الدعم المادي والتوجيهات".. منوهة الى انها "خارجة عن القانون لأنها في الواقع تعمل نيابة عن المصالح والتوجهات الإيرانية"، وهو ما "يشكل خيانة مباشرة للسيادة العراقية".
ودعت القيادة المركزية الأميركية الشعب العراقي للادراك أن الهجمات التي شنتها ميليشيات مارقة مدعومة من إيران في الماضي "تسببت في مقتل مدنيين وأفراد وقوات أمن عراقية أكثر من الأميركيين".

وحملت القيادة إيران مسؤولية مقتل أي أميركي نتيجة أعمال "هذه الميليشيات الخارجة عن القانون والمدعومة من إيران".

ايران تحذر ترمب من خوض "مغامرة خطيرة" ضدها
ومن جهتها، حذرت وزارة الخارجية الايرانية الخميس الرئيس الاميركي دونالد ترمب مما اسمته "خوض مغامرة خطيرة" نافية وقوف طهران وراء الهجوم الذي استهدف سفارة واشنطن في بغداد مؤخرا.

وقال المتحدث باسم الخارجية سعيد خطيب زاده إن "الحكومة الاميركية مسؤولة عن عواقب أي عمل غير حكيم تقوم به في المرحلة الحالية".. معتبرا ان "الاتهامات الاميركية تهدف للتغطية على الظروف الصعبة التي يعيشها ترمب".

واضاف ان "الاتهامات الأميركية لإيران مفبركة من قبل البيت الأبيض ومكررة ولا أساس لها من الصحة".. وعن اتهام ترمب لطهران بالمسؤولية عن استهدف السفارة في بغداد، قال المتحدث الايراني "نكرر رفضنا لاستهداف الأماكن الدبلوماسية والسكنية". واضاف "على النظام الأميركي استخدام سيناريوهات أكثر منطقية لتبرير فتنة التي يسعى إليها ونحذر ترمب من خوض المغامرات الخطيرة في الأيام الأخيرة من وجوده في البيت الأبيض".

وامس الاربعاء، قال ترمب إنه "سيحمّل إيران المسؤولية" في حال حدوث هجوم يستهدف أميركيين في العراق مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى لاغتيال سليماني.

وأرفق ترمب صورة لصواريخ مع تغريدة على تويتر قال فيها إن السفارة في بغداد تعرضت الأحد الماضي لهجوم بعدة صواريخ أتت من إيران. واضاف إن "ثلاثة صواريخ فشلت في الإطلاق. خمن من أين أتت: إيران".. مردفا "نسمع أحاديث عن هجمات إضافية ضد أميركيين في العراق". وحذر ترمب قائلا "نصيحة ودية لإيران: إذا قتل أميركي فسأحمل إيران المسؤولية. فكروا مليا".