إيلاف من لندن: فيما تتواصل في العراق جرائم استهداف الناشطين والاعلاميين فقد شهدت الساعات الاخيرة اغتيال متظاهر واحراق سيارة اعلامي أمام منزله واطلاق ناشطة مسعفة بعد ايام من اختطافها وتعذيبها، فيما تمكنت السلطات من اعتقال قاتلي محامي مرشح للانتخابات المقبلة بعد 72 ساعة من ارتكابهما لجريمتهما وهروبهما الى شمال البلاد.

وأعلنت اللجنة المنظمة لتظاهرات تشرين إطلاق الناشطة انتصار ناهي المسعفة في ساحة التحرير مركز الاحتجاجات وسط بغداد بعد اختطافها من قبل مجموعة مسلحة لمدة أربعة ايّام مارست خلالها التعذيب ضدها بثقب قدمها بمثقب كهربائي.

فيديو لانتصار ناهي تتحدث فيه عن التعذيب الذي تعرضت له

وعلقت اللجنة في بيان الجمعة تابعته "إيلاف" قائلة "سلامات للناشطة المسعفة انتصار ناهي ولا نامت أعين المليشيات".

كما اكدت اللجنة من جهة اخرى اغتيال "المليشيات الجبانة" فجر اليوم للشاب المتظاهر علي الركابي طعنا بالسكاكين بمنطقة الكندي وسط مدينة البصرة الجنوبية اثناء خروجه للعمل" .. وقالت "الرحمة والخلود لشهداء تشرين والخزي والعار لايران ومليشياتها المجرمة".

ودعت اللجنة الشباب الخارجين الى العمل فجرا توخي الحذر قائلة: "هناك مجرمون يتربصون بهم وينتظرون خروجهم لتنفيذ جرائمهم ضد الناشطين".

وعلى الصعيد نفسه، فقد قامت عناصر ملثمة باحراق سيارة مقدم البرامج في قناة العراقية الرسمية أحمد شكري أمام منزله في العاصمة بغداد مساء امس.

وقال المرصد العراقي للحريات الصحافية في نقابة الصحافيين العراقيين إن اعتداء آثما قد طال منزل شكري حين قام مجهولون بإشعال النار في سيارته الخاصة . وطالب المرصد في بيان تابعته "إيلاف" الجمعة وزارة الداخلية "بإثبات قدراتها والقيام بواجباتها في كشف المعتدين وتقديمهم الى القضاء لينالوا جزاءهم العادل مقابل ما إقترفوه من جريمة".

وابلغ شكري المرصد أن كاميرات المراقبة سجلت قيام أحد الأشخاص الملثمين بإشعال النيران في سيارته الخاصة عندما كانت متوقفة أمام داره في حي تونس وسط بغداد عند الساعة الرابعة فجرا وإنه لايريد إتهام أحد ويترك الأمر الى السلطات المختصة لتقوم بدورها في ملاحقة المتورطين ومعرفة ودوافعهم والجهات التي تقف من ورائهم.

وكانت بغداد و9 محافظات عراقية قد شهدت في الاول من اكتوبر عام 2019 انطلاق تظاهرات شعبية احتجاجية غير مسبوقة ضد فساد الطبقة الحاكمة والهيمنة الايرانية على مقدرات البلاد وللمطالبة بتوفير الخدمات وفرص عمل للعاطلين وتحسين الواقع المعيشي.

واعلنت الحكومة العراقية في يوليو الماضي مقتل واصابة 560 شخصا من المتظاهرين والقوات الامنية في الاحتجاجات التي ارغمت رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي على الاستقالة.

القبض على قاتِلَي مرشح للانتخابات
وبالتوازي مع ذلك، فقد اعلن جهاز الامن الوطني تمكنه من القبض على قاتلي احد مرشحي الانتخابات المقبلة خلال 72 ساعة من جريمتهما وهروبهما الى مدينة السليمانية بإقليم كردستان الشمالي.

وقال الجهاز في بيان تابعته "ايلاف" الجمعة إنه "بعد متابعةٍ ميدانيةٍ دقيقة مدعومة بالمعلومات الاستخبارية المتعلقة بحادثة اغتيال المحامي عبد المنعم رشيد السلماني أحد مرشحي الانتخابات البرلمانية المقبلة بمنزله في حي الجامعة في بغداد فقد تمكنت

مفارزه في شمال العاصمة وخلال اثنين وسبعين ساعةً بعد استحصال الموافقات القانونية وبالتعاون مع الأجهزة الأمنية في إقليم كُردستان من اعتقال مرتكبي العملية الإجرامية والبالغ عددهم شخصين اثنين، وذلك بعد تعقبهما اثناء هروبهما إلى محافظة السليمانية وقد ضبط بحوزتهما السلاح المستخدم في تنفيذ الجريمة".

واضاف الجهاز انه قد تم تدوين اقوال المتهمين اصولياً واحالتهما الى الجهات القانونية المختصة لاتخاذ الاجراءات العادلة بحقهما.

وكان المسلحان قد اغتالا مرشح الانتخابات عبدالمنعم السلماني داخل حديقة منزله في حي الجامعة غرب العاصمة بغداد مطلع الاسبوع الحالي.

وجاءت عملية الاغتيال التي لم تعرف دوافعها بعد في وقت يستعد العراق لاجراء انتخابات برلمانية مبكرة في السادس من يونيو المقبل، حيث صادق الرئيس برهم صالح امس الخميس على قانون تخصيص وتمويل نفقاتها.

ونقل المكتب الاعلامي لرئاسة الجمهورية في بيان تابعته "إيلاف" عن الرئيس صالح قوله خلال توقعيه على القانون إن المصادقة تأتي "تمهيداً لإجراء انتخابات مبكرة نزيهة وعادلة ولغرض إنجاح الانتخابات وتمكين المفوضية العليا المستقلة للانتخابات من الاستعداد لإجرائها".

وكان مجلس النواب العراقي قد صادق في جلسته المنعقدة في السابع عشر من الشهر الحالي على "قانون تمول نفقات انتخابات مجلس النواب"، مشيرا الى ان تقديرات نفقات الانتخابات لعامي 2020 و2021 قد بلغت 329.3 مليار دينار (320 مليون دولار) سيتم تمويل 133.3 مليار دينار منها (حوالي 130 مليون دولار) من الرصيد المدور لموازنة عام 2019 الى المفوضية. ويوضح ان المبلغ المتبقي وهو 195.7 مليار دينار (حوالي 190 مليون دولار) سيتم تمويله من الاقتراض المحلي والخارجي من خلال اصدار حوالات الخزينة والقروض المحلية من المؤسسات المالية والدولية والبنوك الاجنبية.