ايلاف من لندن: اعلنت وزارة الخارجية الايرانية الاثنين عن وصول وفد عراقي برئاسة مستشار رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي حاملا رسالة الى القادة الايرانيين، قالت مصادر عراقية انها تتعلق بتصاعد التوتر الايراني الاميركي ومواصلة المليشيات العراقية الموالية لطهران استهدافها لمؤسسات عراقية ومنشآت وقواعد اميركية بينها سفارة واشنطن في بغداد.

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده خلال مؤتمر صحافي في طهران اليوم بحسب وسائل اعلام ايرانية تابعتها إيلاف" إن مستشار رئيس الوزراء العراقي وصل الى طهران لبحث مختلف القضايا والتطورات في المنطقة ذات الاهتمام المشترك من دون ذكر اسم رئيس الوفد، لكن مصادر عراقية اوضحت انه ابو جهاد الهاشمي المقرب من ايران. واضاف زادة "لدينا زيارات منتظمة مع الاخوة العراقيين وهذا طبيعي بين ايران والعراق".

واكد رفض ايران "أي اعتداء على الأماكن الدبلوماسية والسكنية، منوها الى انه في السابق تعرضت المنشآت الدبلوماسية الإيرانية في العراق للهجوم.

واعتبر توقيت ومضمون تصريحات وتغريدات الرئيس الاميركي دونالد ترمب ووزير خارجيته بومبيو عن دور ايران في مهاجمة المليشيات العراقية للمصالح الاميركية في العراق، مشبوهة ومضللة، وقال "نحن لا نسعى للتوتر وندافع بكل قوتنا عن مصالح ايران الوطنية والولايات المتحدة ستكون مسؤولة عن أي عمل عدائي".

وأشار زاده الى ان ايران "لن تجر خلافاتها الى منطقة أخرى - في اشارة الى العراق- ولا تتردد لحظة في الدفاع عن مصالحها". ونوه الى ان طهران حذرت الادارة الاميركية من القيام بأي مغامرات جديدة في ايامها الاخيرة مؤكدا "اننا لم ولن نسعى وراء التوتر في المنطقة لكننا في الوقت ذاته لا نتردد لحظة واحدة في الدفاع عن البلاد".

وتعتقد مصادر عراقية ان رسالة الكاظمي الى القادة الايرانيين تتعلق بالتطورات الامنية في العراق وتزايد التهديدات بين واشنطن وطهران على خلفية استمرار مليشيات ايران العراقية باستهداف للسفارة الاميركية في بغداد بصواريخ الكاتيوشا.

وتشير المصادر الى ان الرسالة تتحدث عن تجاوزات المليشيات التي تصفها السلطات العراقية بالجماعات الخارجة على القانون واستعداداتها لتنفيذ عمليات ضد القواعد والمصالح الاميركية في العراق، ما يهدد بتفجر صراع عسكري اميركي ايراني على الاراضي العراقية مع قرب احياء المليشيات للذكرى الاولى لاغتيال طائرة اميركية مسيرة لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقية ابو مهدي المهندس قرب مطار بغداد الدولي في الثالث من يناير الماضي.

والاسم الحقيقي للمهندس هو محمد الهاشمي وشغل منصب مدير مكتب رئيس الوزراء العراقي السابق عادل عبد المهدي بدرجة وزير وفقا للقانون العراقي اذ يتمتع شاغله بصلاحيات واسعة.

وشهدت بغداد ليل الجمعة توترا أمنيا خطيرا اثر اعتقال قيادي مليشياوي متهم بالارهاب وتهديد جماعته للحكومة بالانتقام، بينما حذر الكاظمي من مغامرات عبثية متحديا بالقول: "مستعدون للمواجهة الخاسمة".

جاء ذلك حين دفعت مليشيا عصائب اهل الحق الموالية لايران بزعامة قيس الخزعلي بعناصرها المسلحة الى الانتشار في مناطق من العاصمة احتجاجا على اعتقال السلطات لثلاثة من مسؤوليها، بينهم مسؤول كتيبة الصواريخ حسام الزيرجاوي، لضلوعهم في قصف المنطقة الخضراء وسط بغداد، مستهدفين السفارة الاميركية بداخلها، بصواريخ الكاتيوشا، الاحد الماضي.

وفي مقابل ذلك، تم الدفع بتعزيزات من القوات الامنية بعجلاتها وعناصرها المدججة بالسلاح في مناطق العاصمة المهمة لمنع اي اختراق أمني، خاصة بعد ان هددت هذه المليشيا الحكومة بتنفيذ عمليات مسلحة ضد مقار أمنية في حال عدم اطلاق الثلاثة.
وعلى الفور تحدى الكاظمي المليشيات التي وصفها بالجماعات المغامرة الخارجة على القانون، مشددا بالقول "مستعدون للمواجهة الحاسمة إذا اقتضى الأمر"، ما ارغم الخزعلي على التراجع وتوجيه مسلحيه بعدم التصعيد والانسحاب من الشوارع لكي لا تخرج الأمور عن السيطرة، الامر الذي اعاد الهدوء الى شوارع بغداد.