أدانت وكالة أنباء رويترز اعتقال مصورها في إثيوبيا كوميرا غيميشو، مؤكدة أن السلطات لم تعلن أية أسباب لاحتجازه.

وقالت أسرة مصور رويترز إن الشرطة وضعت الأصفاد في يديه واعتقلته من منزل العائلة في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا الخميس الماضي، وصادرت هاتفه وجهاز الكمبيوتر الخاص به.

ولم تعلق الشرطة الإثيوبية على ما نشرته وكالة الأنباء العالمية بشأن إدانة اعتقال مصورها.

وكان كوميرا غيميشو يغطي الصراع في إقليم تيغراي الإثيوبي، لكن لم يتضح بعد ما إذا كان لاعتقاله صلة بعمله، وفقا لرويترز.

وأضافت ان أسرته أكدت مصادرة عدد من الأجهزة الخاصة بالمصور الصحفي علاوة على بعض الأوراق التي صودرت أثناء القبض عليه على يد عشرة من الضباط المسلحين.

وأشارت وكالة رويترز إلى أن غيميشو يعمل لديها كمصور مستقل منذ حوالي عشر سنوات.

وأكدت أن القبض عليه جاء بعد أسبوعين من اعتداء رجال شرطة على المصور الفوتوغرافي لرويترز تيسكا نيغيري.

شهادات من إقليم تيغراي الإثيوبي ترد لأول مرة وسط التعتيم الإعلامي

إثيوبيا تعرض مكافأة مالية للقبض على قادة تيغراي

لماذا تتصاعد المخاوف من اندلاع حرب أهلية في إثيوبيا؟

وقال ستيفن إدلر، رئيس تحرير وكالة رويترز: "لابد ان يُسمح للصحفيين بنقل الأخبار لتحقيق الصالح العام دون خوف من التعدي عليهم أو إلحاق الضرر بهم مهما كانت الأخبار التي ينقلونها. ولن يهدأ لنا بال حتى نتمكن من تحرير كوميرا".

"ابنته تعلقت برجلي أبيها أثناء القبض عليه"

اعتقل كوميرا في منزله أمام زوجته وأطفاله الثلاثة، وفقا لما نقلته رويترز من تصريحات زوجته هاوي ديساليغن. وأضافت أن ابنته الكبرى، 10 سنوات، تعلقت برجلي والدها وأخذت تصرخ أثناء اصطحاب قوات الأمن له.

وظهر مصور رويترز في جلسة استماع قصيرة يوم الجمعة الماضي دون حضور محامي يمثله.

وأمر قاضي التحقيقات بحبسه 14 يوما على ذمة التحقيق من أجل إعطاء الشرطة المزيد من الوقت للتحقيق. كما لم تعلن حتى الآن أية اتهامات لكوميرا رغم استمرار حبسه، وفقا لتصريحات من أسرته لرويترز.

وقالت لجنة حماية الصحفيين، ومقرها الولايات المتحدة، إن "اعتقال كوميرا يعد المثال الأحدث للسرعة التي تتآكل بها حرية الصحافة في عهد رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد بعد ظهور بصيص أمل لم يدم طويلا في الإصلاح".

ونفت الحكومة الإثيوبية ما تواجهه من اتهامات بقمع حرية الصحافة.

وفاز أبي أحمد بجائزة نوبل للسلام العام الماضي لجهوده في التحول الديمقراطي في بلاده بعد ثلاثة عقود من الحكم السلطوي علاوة على جهوده التي أدت إلى التوصل إلى اتفاق سلام تاريخي مع دولة الجوار إريتريا بعد الحرب التي نشبت بين البلدين في الفترة من 1998 و2000 بسبب نزاع حدودي.

واندلع صراع مسلح في إقليم تيغراي الشهر الماضي بعد أن احتلت قوات جبهة تحرير شعب تيغراي، وهي الحزب الحاكم في إقليم تيغراي، القواعد العسكرية الفيدرالية في المنطقة وسط خلافات مع رئيس الوزراء أبي أحمد حول مسار إثيوبيا في المستقبل.

وكان رد رئيس الوزراء هو إصدار أوامر بشن غارات جوية وهجوم بري، وهي الإجراءات العسكرية التي أدت إلى الإطاحة بالحزب الحاكم في تيغراي.

كما فرضت الحكومة قيودا صارمة على دخول وسائل الإعلام، والمساعدات الإنسانية، والمنظمات الحقوقية إلى الإقليم.

وليس من المعلوم حتى الآن عدد الضحايا والجرحى والمشردين الذين خلفهم ذلك الصراع. إلا أن بعض الإحصائيات تشير إلى أن حوالي 50 ألف إثيوبي فروا إلى السودان جراء الصراع.