بعد حصار مبنى الكونغرس الأمريكي، بدأ مكتب التحقيقات الفيدرالي في السعي لتقديم المعتدين إلى العدالة.

فقد اقتحم أنصار للرئيس دونالد ترامب مبنى الكونغرس الأربعاء الماضي للتعبير عن رفضهم إعلان فوز جو بايدن في انتخابات الرئاسة، وعاثوا فسادا فيه.

والتقطت الكاميرات صورا لهم وهم يلحقون أضرارا بمكاتب في الكونغرس. وأبلغ أحد معاوني نانسي بيلوسي، زعيمة الأغلبية الديمقراطية في مجلس النواب، عن سرقة جهاز اللابتوب الخاص به.

وألقت السلطات القبض على ريتشارد بارنيت (60 سنة)، وهو مقيم في ولاية أركانساس وأحد المشاركين في الهجوم، وفقا لبيان لوزارة العدل أوضحت فيه أن العثور عليه لم يكن ينطوي على أية صعوبة.

التقطت صورة لبارنيت وهو يضع قدمه على مكتب نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الأمريكي
AFP
التقطت صورة لبارنيت وهو يضع قدمه على مكتب نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الأمريكي

وظهر بارنيت في صورة انتشرت على نطاق واسع جالسا على مقعد نانسي بيلوسي بينما يضع قدمه على مكتبها، وهو الآن يواجه اتهامات بسرقة ممتلكات عامة وجرائم أخرى.

كما وجهت جهات التحقيق اتهامات بالمشاركة في أعمال التخريب لسياسي يدعى ديريك إيفانز بعدما نشر فيديو لنفسه وهو بصحبة أنصار ترامب قبل اقتحام الكونغرس وأثناء دخوله معهم.

ووجهت السلطات اتهامات ذات صلة بالهجوم على مبنى الكونغرس لأكثر من 12 شخصا، وفقا لمسؤولي إنفاذ القانون. كما يتوقع اعتقال المزيد من المتهمين على مدار الأيام القليلة المقبلة.

وتجري السلطات المعنية تحقيقا شاملا ودقيقا مع طلب الاستعانة بما لدى المواطنين من مواد للاستفادة بها في مجريات التحقيق.

وقد يواجه المشاركون في اقتحام مبنى الكونغرس عددا كبيرا من الاتهامات التي تبدأ من التعدي على ممتلكات الغير وغيرها من الاتهامات التي قد تصل إلى مخالفات جسيمة تتضمن حيازة عبوات ناسفة.

وربما يواجه المتهمون أحكاما بالسجن لسنوات طويلة.

وأعلن مكتب التحقيقات الفيدرالي عن وسائل للتواصل معه في حال امتلاك معلومات تساعد في القبض على المشاركين في الهجوم.

ويرى خبراء أن هذه الطريقة فعالة. وقال ستيفن بومرانتز، الذي عمل في الماضي رئيسا لقسم مكافحة الإرهاب التابع لمكتب التحقيقات الفيدرالي، إن "ملصقات تحمل صورا لأخطر الخارجين على القانون الهاربين كانت توضع على جدران مكاتب البريد"، مؤكدا أن هذه الطرق تسفر عن نتائج جيدة.

وتمكنت الشرطة الأمريكية في التسعينيات من القرن العشرين من القبض على تيودور كازينسكي، من ولاية مونتانا، الذي كان يرسل طرود بريد تحمل عبوات ناسفة أدت إلى مقتل ثلاثة أشخاص. وجاء القبض عليه بعد أن قرر مسؤولو مكتب التحقيقات الفيدرالي نشر بيان كتبه المتهم في ذلك الوقت، وهو البيان الذي قرأه شقيقه فتعرف على فكر القاتل وأسلوب كتابته للمنشور فأبلغ الشرطة بأن شقيقه هو القاتل الذي يبحثون عنه.

ونشر الناشط شون كينغ، المعروف باستخدامه المستمر للإنترنت في ملاحقة المجرمين، صورا على حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي للمشاركين في اقتحام مقر الكونغرس وما أقدموا عليهم من ممارسات بهدف ملاحقتهم، من بينهم الرجل الذي التقطت له صورة وهو يضع قدمه على مكتب بيلوسي.

وتم التعرف على بارنيت بسهولة بسرعة بعد نشر الصورة في وسائل الإعلام وتم القبض عليه بالفعل.

ومن المتوقع أن يستغرق التدقيق في المواد التي قدمها المواطنون وقتا طويلا. لكن توجد مخاوف من أن هذه المعلومات قد تأتي بنتائج عكسية.

ففي 2013، انتشرت صور لشخصين كانا يحملان حقائب ظهر ويتجاذبان أطراف الحديث بالقرب من ماراثون بوسطن، وقيل إنهما مشاركين في تفجيرات بوسطن. لكن الحقائق كشفت فيما بعد أنهما ليس لهما علاقة بالهجوم.

ويتلهف الكثير من الأمريكيين لرؤية الضالعين في الهجوم أمام العدالة.

وقال ستيفن سالتزبيرغ، أستاذ القانون في جامعة جورج واشنطن الذي عمل في القسم الجنائي في وزارة العدل الأمريكية، إن المواطنين أبدوا حماسا كبيرا لمساعدة مكتب التحقيقات الفيدرالي.

وأضاف: "الناس يحرصون على الديمقراطية، إنهم يريدون رؤية الناس (المشاركين في اقتحام مقر الكونغرس) أمام العدالة، يريدون عدالة ناجزة".