ايلاف من لندن: حذر الاتحاد الاوروبي من تحول العراق الى دولة فاشلة مؤكدا ان ذلك سيكون كارثة على المنطقة وخارجها واشار الى ان الاتحاد يسعى الى رفع اسم العراق من قائمة الدول عالية المخاطر، لكن التقارير الأخيرة المتعلقة بالتحقيقات مع البنك المركزي العراقي والمصارف الأخرى لمكافحة غسيل الأموال مقلقة للغاية.

وقال سفير بعثة الاتحاد الأوروبي في بغداد مارتن هوت إن الاستقرار في العراق وازدهاره وسيادته الكاملة شرط أساس للسلام والاستقرار في المنطقة بأكملها مؤكدا أن البعثة تبذل أقصى جهودها من أجل شطب العراق من قائمة الدول عالية المخاطر.

وعن قرار الاتحاد الأوروبي في وقت سابق بوضع العراق في هذه القائمة، اوضح انه من أجل شطب العراق من هذه القائمة، يجب على السلطات العراقية أن تتصدى بفعالية لأوجه القصور المحددة في منظومته الخاصة بمكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب.
ونوه السفير في تصريحات لصحيفة "الصباح" الرسمية العراقية الثلاثاء وتابعتها "ايلاف"، الى انه قد تمت إزالة العراق من قائمة منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ومجموعة العمل المالي في 2018 لكن الاتحاد الأوروبي لديه قائمته المستقلة ولا يركز فقط على الإطار التشريعي والتنظيمي وإنما ايضا على التنفيذ الفعّال.

وأشار إلى أنه يجري حاليا تقييم التقدم الذي أحرزه العراق أو لم يحرزه وهناك حوار مستمر بين السلطات العراقية والأوروبية بشأن هذا الموضوع وتقوم بعثة الاتحاد الأوروبي في بغداد بتيسير إجراء الحوار اللازم وتوفير المعونة التقنية لمساعدة العراق في اتخاذ الخطوات الضرورية التي نأمل أن تؤدي الى شطبه من القائمة حالما يتم استيفاء المتطلبات اللازمة.. مشيرا الى ان التقارير الأخيرة المتعلقة بالتحقيقات مع البنك المركزي العراقي والمصارف الأخرى لمكافحة غسيل الأموال مقلقة للغاية.

الصراع الايراني الاميركي والعراق
وحول الصراع الأميركي الإيراني وتأثيره في العراق، اشار السفير الاوربي الى إنه "في كثير من الأحيان تستخدم القوى الأجنبية العراق كساحة قتالٍ بالوكالة لتنفيذ أجنداتها الإقليمية مما يزيد من عدم الاستقرار الداخلي والإقليمي.
وشدد على ضرورة ان يدرك المجتمع الدولي بأن عراقاً ضعيفا وغير مستقر لا يملك إلا أن ينتهي به الأمر كدولةٍ فاشلة مع تداعياتٍ كارثية في المنطقة وخارجها، وان من مصلحة الجميع أن يسهم في قيام دولة عراقية مزدهرة ومستقرة وقوية وذات سيادة كشرطٍ أساس لاستقرار المنطقة، بلد يزدهر على أساس العلاقات الجيدة مع كل جيرانه على قدم المساواة وأساس السيادة. وبصفتهما جارين، يتشارك العراق وإيران بلا أدنى شك بعلاقاتٍ تاريخية عميقة على عدة أصعد".

وأضاف أن "الاتحاد الأوروبي يؤمن ايمانا قويا بإبقاء الدبلوماسية على قيد الحياة، وبالتحديد بالمحافظة على الاتفاق النووي مع إيران وانقاذه"، مؤكداً أن "الانتقال الى إدارة أميركية جديدة تمتاز بميلها للحوار أكثر يمكن أن يفسح المجال لفرصة فريدة بهذا الخصوص، لذا فإن أي تقدم من المحتمل أن يؤدي الى أجندة دبلوماسية جديدة تستطيع من خلالها أطراف الاتفاق النووي العمل على تثبيت الملف النووي مع الاستفادة من الزخم الناتج لمعالجة قضايا أخرى مع إيران".

الاوروبي والانتخابات العراقية المبكرة
وبخصوص خطوات الحكومة العراقية لإجراء انتخابات مبكرة في يونيو المقبل ومدى مساهمة الاتحاد الأوروبي في مراقبتها وتنظيمها، قال السفير هوت إن الاتحاد الأوروبي يرحب بإقامة انتخاباتٍ مبكرة بوصفها خطوة مهمة في الاستجابة للمطالب الشعبية. وقال "إننا نعمل جنبا الى جنب مع شركاء ومنظمات دولية أخرى لدعم جهود الحكومة العراقية في تنظيم وإجراء هذه الانتخابات.

وكشف عن قرار الاتحاد الأوروبي بتقديم الدعم لمشروع بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) الذي يهدف الى مساعدة المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في الاعداد للانتخابات بمبلغ 5.5 ملايين يورو إلى جانب الدعم الثنائي المقدم من بعض الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي .. مؤكداً "نحن نقدم مساهمة كبيرة في هذه الخطوة المهمة للبلد، وبالإضافة لذلك فقد تمت دعوة الاتحاد الأوروبي للمشاركة في المراقبة الدولية للانتخابات ونحن حاليا بصدد النظر في الخيارات المتعلقة بهذا الأمر".

وبشأن رؤية الاتحاد الاوروبي لإمكانية إجراء الانتخابات بنزاهة و من دون تدخل خارجي، قال هوت إن "الانتخابات البرلمانية النزيهة والشفافة والشاملة بالغة الأهمية لاستعادة ثقة الشعب في المنظومة السياسية وتأسيس حكومة أكثر تمثيلًا".. منوها الى أنه من المهم أن يؤمن الناخبون بحرية ونزاهة العملية الانتخابية، وأن يشاركوا في الانتخابات بأعداد أكبر من انتخابات 2018 .. وقال "إذا صوّت العراقيون بأعدادٍ كبيرة و وضعوا مصلحة البلد نصب أعينهم، فسوف يحمي هذا الانتخابات من أن يتم استغلالها أو التلاعب بها سواء من الداخل أو من الخارج".

دعم التنمية
وعما يواجهه العراق من تفشي لوباء كورونا وانخفاض أسعار النفط، اشار سفير الاتحاد الأوروبي الى ان الاتحاد هو أحد الشركاء الرئيسين للعراق في التنمية وقد بلغت حزمة الدعم الحالية للعراق 159 مليون يورو مخصصة للاستجابة لأثر الجائحة على نطاقٍ أوسع. وأضاف أنه تم مؤخرا تخصيص 35 مليون يورو للاحتياجات الإنسانية العاجلة وتشمل الرعاية الصحية والمياه والصرف الصحي والوقاية، مع منح الأولوية للفئات السكانية الضعيفة وخُصص مبلغ 90 مليون يورو لتوفير دعم إضافي من أجل زيادة قدرة المواطن في الحصول على فرص العمل والحماية الاجتماعية ومن المتوقع أن تبدأ النشاطات قريبا.

وأكد أن الاتحاد الأوروبي مستعد لتعزيز دعمه لا سيما في الإصلاحات الاقتصادية المُلحّة والشاملة والتي تهدف الى تقوية الحوكمة والتنويع وتنمية القطاع الخاص والإصلاح المالي/المصرفي.

وقال "نحن نضطلع بدور رئيس في تنسيق الدعم الدولي مع تولي السلطات العراقية زمام القيادة لتحقيق التعافي الاقتصادي للبلاد وسوف نشارك مع ألمانيا والنظراء العراقيين برئاسة فريق الاتصال الاقتصادي العراقي، الذي تم إطلاقه في اكتوبر الماضي لدعم جهود الحكومة العراقية ضمن إطار ورقتها البيضاء للإصلاح الاقتصادي .

استراتيجة الامن الوطنية في العراق
وبشأن الدعم الذي يقدمه الاتحاد الى العراق في المجالات الأمنية والعسكرية اشار السفير هوت الى انه منذ العام 2017 يدعم الاتحاد الأوروبي العراق من خلال إرساله لبعثةٍ مدنية تعمل ضمن سياسة الدفاع والأمن المشتركة في بغداد وهي البعثة الاستشارية للاتحاد الأوروبي وهي مكلفة بمساعدة السلطات العراقية في تنفيذ الجوانب المدنية من استراتيجية الأمن الوطنية وإصلاح القطاع الأمني.
واضاف ان خبراء الاتحاد الأوروبي يقدمون الاستشارة والمساعدة في مجالات العمل ذات الأولوية، كدعم الإصلاحات والجهود المؤسساتية للمساعدة في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة كذلك تعمل البعثة الاستشارية على تقديم المشورة في إدارة الحدود ومحاربة الجرائم المالية مثل الفساد وغسيل الأموال وتهريب الإرث الثقافي.. منوها الى أن الاتحاد الأوروبي لا يقدم مساعدات عسكرية لأي بلدٍ في العالم.