اتهم وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، الحكومة الإيرانية بالسماح لتنظيم "القاعدة" بتأسيس "مقرّ رئيسي جديد" له في إيران.

وفي حديث أمام أعضاء بالرابطة الوطنية للصحفيين، قال بومبيو: "على عكس أفغانستان، حين كان تنظيم القاعدة مختبئا في الجبال، يعمل تنظيم القاعدة اليوم تحت غطاء صلب في حماية النظام الإيراني".

ولم يقدم بومبيو أي دليل على مزاعمه، التي وصفها وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بأنها "أكاذيب مروّجة للحرب".

وفي نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، نفت إيران مضمون تقرير عن مقتل الرجل الثاني في تنظيم القاعدة، عبد الله أحمد عبد الله المعروف أيضاً بأبو محمد المصري، على أراضيها خلال الصيف، في عملية نفذها عملاء إسرائيليون، بطلب من الولايات المتحدة.

وقال بومبيو الثلاثاء إنه يستطيع لأول مرة تأكيد مقتل المصري في السابع من أغسطس/ آب، دون أن يقدم المزيد من التفاصيل.

وشدد على أن الناس كانوا مخطئين في الاعتقاد بأن قوّة شيعية (إيران) وجماعة سنيّة متطرفة عدوّان لدودان.

وأضاف: "وجود المصري داخل إيران يشير إلى سبب وجودنا هنا اليوم. تنظيم القاعدة لديه مقرّ جديد: الجمهورية الإسلامية الإيرانية".

"ونتيجة لذلك، فإن الكيان الشرير لـ(مؤسس التنظيم الراحل أسامة) بن لادن، مهيّأ لاكتساب القوة والقدرات".

وزعم بومبيو أن إيران سمحت منذ عام 2015 لأعضاء تنظيم القاعدة الموجودين في البلاد بالتواصل بحرية مع أعضاء آخرين، وبأداء العديد من الوظائف التي كانت تصدر من أفغانستان وباكستان، بما فيها التفويض بشنّ هجمات، والدعاية، وجمع الأموال.

وأضاف أن "محور إيران-القاعدة يشكل تهديداً جسيما لأمن الدول وللوطن الأمريكي ذاته، ونحن نتخذ إجراءات".

وقال إن الولايات المتحدة تنوي إدراج قياديين في تنظيم القاعدة، مقرهما في إيران، في قائمة الإرهابيين العالميين، وهما محمد أباتي، المعروف بعبد الرحمن المغربي، وسلطان يوسف حسن العارف.

كما قررت الولايات المتحدة تخصيص مكافأة مالية تصل إلى سبعة ملايين دولار لمن يقدم معلومات من شأنها تحديد مكان عبد الرحمن المغربي أو رصده. وسبق أن عُرضت مكافآت لمن يقدم معلومات عن اثنين من أبرز أعضاء القاعدة، يزعم أنهما مقيمان في إيران، هما سيف العدل وياسين السوري.

وكان عدد من مقاتلي تنظيم القاعدة، بالإضافة إلى أفراد من عائلة أسامة بن لادن، فرّوا إلى إيران بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة لأفغانستان في عام 2001. وقال مسؤولون إيرانيون إنهم عبروا الحدود بطريقة غير شرعية، وأن السلطات أعادت تسليمهم إلى بلادهم بعد توقيفهم.

وشدّد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، بعد شيوع خبر مقتل أبو محمد المصري العام الماضي، على أنه لا وجود لـ"إرهابيين" من تنظيم القاعدة على الأراضي الإيرانية.

وقال متحدث لوسائل إعلام رسمية إيرانية الثلاثاء إن "إيران كانت ضحية إرهاب دولة الولايات المتحدة والجماعات التابعة على مدى لسنوات، ولها سجل واضح في القتال ضدّ القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية".

ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول كبير سابق في الاستخبارات الأمريكية قوله إن السلطات الإيرانية لم تكن يوماً على صداقة مع تنظيم القاعدة قبل أو بعد هجمات 11 سبتمبر/ أيلول، وأنه يجب النظر "بحذر" إلى أي مزاعم بشأن التعاون الحالي.

وتساءل محلّلون عن توقيت إعلان بومبيو، ووصفوه بمحاولة وضع صعوبات أمام الرئيس المنتخب جو بايدن، في إعادة التواصل مع إيران، والعودة إلى الاتفاق النووي الذي وقّع عام 2015.