ايلاف من الرباط: في اختراق دبلوماسي جديد يحققه المغرب، أعرب المشاركون في "المؤتمر الوزاري لدعم مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية"، الذي التأم الجمعة عبر تقنية التواصل عن بعد، بمشاركة 40 دولة من مختلف القارات، عن دعمهم القوي للمبادرة المغربية باعتبارها الأساس الوحيد لحل عادل ودائم لنزاع الصحراء.
وجاء في خلاصات المؤتمر، الذي دعت له المملكة المغربية والولايات المتحدة، ان المشاركين فيه التزموا بمواصلة دعوتھم لإیجاد حل على أساس خطة الحكم الذاتي المغربیة كإطار وحید نزاع الصحراء .


ترحيب بمشاريع التنمية في الصحراء
وأضاف المصدر ذاته أن المشاركين في هذا المؤتمر الذي انعقد تحت الرئاسة المشتركة للمغرب والولايات المتحدة، رحبوا بالمشاریع التنمویة التي تم إطلاقھا في المنطقة، بما في ذلك مبادرة المغرب "النموذج التنموي الجدید للأقالیم الجنوبیة".
وذكر المشاركون بإعلان الولایات المتحدة الصادر في 10 ديسمبر الماضي تحت عنوان "الاعتراف بسیادة المملكة المغربیة على الصحراء الغربیة"، والتي أكدت مجددا على دعم اقتراح المغرب الجاد وذي المصداقیة والواقعي للحكم الذاتي باعتباره الأساس الوحید لحل عادل ودائم لنزاع الصحراء. كما حث الإعلان المذكور الأطراف على الانخراط في محادثات بالتنسیق مع الأمم المتحدة دون تأخیر.


الاعلان الاميركي يعزز الاجماع الدولي
وأكد المشاركون أيضا على أن الإعلان الرئاسي الأميركي یعطي توجیھات للجھود المبذولة لدفع العملیة السیاسیة تحت الرعایة الحصریة للأمم المتحدة، بھدف التوصل إلى حل سیاسي دائم، بناء على مبادرة الحكم الذاتي كأساس واقعي وحید لحل النزاع حول الصحراء. وسيعزز الإعلان الأميركي، تضيف خلاصات المؤتمر، الإجماع الدولي لدعم العملیة السیاسیة تحت الرعایة الحصریة للأمم المتحدة.
وسلط المؤتمر ايضا الضوء على قرار 20 دولة عضوا بالأمم المتحدة فتح قنصلیات عامة في مدینتي العیون والداخلة المغربیتین، معتبرا أن مثل ھذه الخطوات ستعزز الفرص الاقتصادیة والتجاریة للمنطقة، وستدعم دور منطقة الصحراء كمركز اقتصادي للقارة بأكملھا وإحراز تقدم نحو التوصل إلى حل سیاسي نھائي لھذا النزاع الذي طال أمده. وعرف المؤتمر مشاركة 27 وزيرا للخارجية من مجموع ممثلي 40 دولة.

مشاركة دول التعاون الخليجي
وتميز المؤتمر بمشاركة السعودية والامارات وقطر والكويت وسلطنة عمان (مجلس التعاون الخليجي) ومصر وفرنسا.
من جهته، قال ناصر بوريطة، وزير الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، إن النزاع الإقليمي حول الصحراء يشكل بقايا حقبة ماضية هي الحرب الباردة، حيث استمر لفترة طويلة معيقا بذلك آفاق التكامل الإقليمي.

تفوق مبادرة الحكم الذاتي
وأشار بوريطة إلى الزخم الذي تشهده قضية الصحراء المغربية، من خلال تسارع التطورات أخيرا، بهدف إنهاء النزاع على أساس خطة الحكم الذاتي المغربية، والذي يشمل مجلس الأمن، الذي كرس 17 قرارا متتاليا، يعكس تفوق المبادرة المغربية للحكم الذاتي كأساس جاد وموثوق لتحقيق حل سياسي وواقعي، فضلا عن موقف واشنطن بشأن الاعتراف بسيادة المغرب على منطقة الصحراء، وكذا قرار فتح قنصلية أميركية في مدينة الداخلة، ثاني اكبر مدن الصحراء المغربية، نتيجة لعقود من الدعم القوي لمبادرة الحكم الذاتي المغربية.
وأضاف بوريطة قائلا: "هذا الزخم يتضح أيضا من خلال الدعم الواسع للحكم الذاتي في جميع أنحاء العالم، في إطار اتجاه عالمي لصالح الحل الواقعي والقابل للتحقيق للحكم الذاتي، وهو ما عبر عنه أعضاء مجلس الأمن، ورحبت به العديد من الدول في أوروبا وآسيا وإفريقيا وأميركا اللاتينية".
وأشار بوريطة الى افتتاح 20 دولة لقنصليات عامة لها في مدينتي العيون والداخلة المغربيتين، إلى جانب إدراج الصحراء في نطاق اتفاقيات التجارة الحرة المبرمة مع المغرب وشركائه الاقتصاديين في بريطانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.


تمهيد الطريق لمزيد من التكامل المغاربي
وقال بوريطة إن المبادرة المغربية للحكم الذاتي تمهد الطريق لمزيد من التكامل الاقتصادي والأمني في منطقة المغرب العربي والاستقرار في القارة الإفريقية ككل، مما يترجم التزام المغرب باستئناف العملية السياسية من خلال الاستجابة الإيجابية لمساعي الأمين العام للأمم المتحدة لتعيين مبعوث شخصي جديد، في مقابل عرقلة الأطراف الأخرى للجهود الأممية وتصعيد التوترات عن طريق الخروج عن وقف إطلاق النار.

بوريطة يدعو لتعزيز الزخم الحاصل
ودعا وزير خارجية المغرب إلى ضرورة تعزيز الزخم الحاصل في تطور قضية الصحراء بتنفيذ المبادرة المغربية للحكم الذاتي كإطار عملي وحيد لهذا النزاع الإقليمي على النحو المنصوص عليه في قرارات مجلس الأمن السبعة عشر الماضية.
من حانبه ، قال ديفيد شينكر، مساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إن الاعتراف الأميركي بسيادة المغرب على الصحراء يشكل تأكيدا لموقف واشنطن بأن المبادرة المغربية للحكم الذاتي هي الأساس الوحيد لحل عادل ودائم للنزاع.

شينكر :الخيار الأكثر واقعية لتسوية النزاع
وأشار شينكر الى ان جميع الإدارات الأميركية، منذ الرئيس بيل كلينتون، أكدت دعمها للمبادرة المغربية للحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، و"التي تمثل الخيار الأكثر واقعية لتسوية النزاع حول الصحراء".
وأبرز المسؤول الأميركي أن واشنطن تحث الأطراف المعنية والأمم المتحدة والمجتمع الدولي على دراسة مخطط الحكم الذاتي المغربي بجدية باعتباره الأساس الوحيد ذا المصداقية والواقعي للمفاوضات.
وخلص شينكر الى أن المفاوضات السياسية هي وحدها الكفيلة بإيجاد حل لنزاع الصحراء. داعيا إلى تنشيط المفاوضات في إطار خطة الحكم الذاتي المغربية تحت رعاية الأمم المتحدة لإيجاد حل سلمي للنزاع.