بروكسل: قالت وزيرة خارجية بلجيكا صوفي فيلمس الخميس إنّ الاتحاد الأوروبي يمكنه "الشعور بالارتياح" حيال مقاربة الرئيس الأميركي الجديد للعلاقات بين ضفتي الأطلسي، مشيرة في الوقت نفسه إلى أنّ للتكتل مصلحة بالاستقلال بنفسه عن الولايات المتحدة.

وقالت فيلمس في مقابلة مع فرانس برس غداة تنصيب بايدن رئيسا للولايات المتحدة "سيكون لتغيير الإدارة الأميركية تأثير على العلاقات التي تقيمها الولايات المتحدة مع باقي العالم والاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه. ثمة ترقب، أمل في القدرة على العمل مع شخصية يمكن التنبؤ بتصرفاتها بشكل اكبر ربما، ولكن من دون سذاجة".

وأضافت "نحن نعلم أنّ الولايات المتحدة ستحافظ على أجندتها، لكن ما سيتغير هي المقاربة لنهج التعددية. تؤمن بلجيكا بالتعددية لأنها تؤمن اننا أكثر قوة عندما نعمل معا".

وتابعت "طبيعي أن نشعر بالارتياح للعودة إلى نهج التعددية ولقرار الرئيس بايدن العودة إلى اتفاق باريس (حول المناخ) وعودة الولايات المتحدة إلى منظمة الصحة العالمية".

وأكدت "لكن علينا الابتعاد عن السذاجة. يتعين على أوروبا الاستمرار في رسم مسارها وعدم انتظار الولايات المتحدة لتقول أي طريق يتوجب اتباعه".

وشددت على أنّ "أوروبا تعلمت من إدارة دونالد ترامب إلى أي مدى لها مصلحة بالاستقلال بنفسها (عن واشنطن) واتباع مسارها الخاص، لا ضدّ طرف معيّن وإنّما لتكون في موقع الشريك الموثوق به".

وقالت "إننا نأسف لاتخاذ بعض القرارات بشكل أحادي ومفاجىء بعض الشيء، وتضع الحلف في موقف صعب" على غرار قرار واشنطن خفض عديد قواتها المشاركة في عملية "الدعم الحازم" لحلف شمال الأطلسي في أفغانستان إلى 2,500 عنصر.

ويقرر الحلفاء في شباط/فبراير ما إذا سيسحبون كتائبهم أم لا. وأضافت "تعتبر بلجيكا انه من الأفضل حالياً الإبقاء على حضور ميداني هناك إذا كان من شأن ذلك الحفاظ على وضع يتسم بما يكفي من الهدوء". ويشارك حوالى 100 جندي بلجيكي في مهمة التدريب في أفغانستان.

وتابعت أن "بلجيكا تأثرت بمواقف دونالد ترامب لأن مساهمتها في نفقات الدفاع أقل من 2% من إجمالي الناتج الداخلي لديها ما اعتبره (ترامب) عدم التزام. لكن قياس التزام بلد فقط من حيث مساهمته المالية افتقار لرؤية استراتيجية". وأكدت أن ذلك يعني عدم احتساب المساهمات في العديد والعتاد في مهمات الحلف الأطلسي.

وقالت الوزيرة "انخرطت بلجيكا دائما في علاقة ثنائية دون سذاجة مع روسيا مع رغبة في الثني والإبقاء في آن على قنوات الحوار مفتوحة".

وأضافت "لكن عندما يكون هناك صعوبات كما هو الحال مع (المعارض الروسي) أليكسي نافالني علينا التفكير في فرض عقوبات. علينا أن نرى كيفية درس الأمور معا على المستوى الأوروبي".

واعلنت فيلمس ان بلجيكا راغبة في حظر "التنقل غير الضروري" خارج الحدود الوطنية حتى انتهاء العطلة نهاية شباط/فبراير. وقالت "علينا أن نفهم اننا في وضع استثنائي" على خلفية مخاوف من العدوى السريعة للنسخ المتحوّرة من فيروس كورونا المستجدّ.

وذكرت أن فرض قيود على السياحة دليل تضامن نظرا إلى الأنشطة العديدة المتوقفة. وتابعت "من غير العادل القول للبعض +كلا لا يمكنكم مزاولة عملكم انه أمر خطير جدا+ وفي المقابل نجيز التنقل لاغراض ترفيهية ليست ضرورية ولا الزامية".

وحول هذه القيود فإنّ "انتهاج مقاربة أوروبية مشتركة سيكون ميزة".

وتولت فيلمس رئاسة حكومة بلجيكا من تشرين الأول/أكتوبر 2019 إلى تشرين الأول/أكتوبر 2020 قبل ان تكلف الخارجية والتجارة الخارجية في حكومة ألكسندر دو كرو، واضطرت المسؤولة الليبرالية لمعالجة بدء تفشي كورونا المستجد وأول اجراءات عزل فرضت في بلادها في آذار/مارس 2020. وهي أم لأربعة أولاد واصيبت بكوفيد-19 في تشرين الأول/أكتوبر وادخلت وحدة العناية الفائقة. وأقرت بأنها واجهت صعوبات لاستعادة نشاطاتها. وقالت "يتم التقليل من صعوبة استعادة المتعافين من كوفيد-19 لزخمهم".