ايلاف من الرياض: مازالت مقالة الكاتب خالد المالك (على رسلك معالي الوزير ) والتي رد فيها على الوزير عبدالعزيز خوجة، الذي طالب باقفال الصحف الورقية، تثير الجدل، وتحدث ردود فعل كثيرة متتالية ما بين مؤيد ومعارض لما قال حول جدوى بقاء الصحف الورقية.

سعود بن كاتب: البعض يقاوم التغيير تمسكاً بالورق وبرستيجه الزائل

كتب الدكتور سعود بن كاتب رداً على المقال: " يؤسفني جدا القول بأن المقال مليءٌ بالمغالطات لدرجة الإذهال ، بمطالبات الصمود ورقياً أي تشغيل مطبعة قيمتها أكثر من 150 مليون ريال ومصاريف تشغيل ثابتة كبيرة وذلك لطباعة ثلاثة أو خمسة آلاف نسخة مبيعاتها لاتتجاوز نصف ذلك الرقم وبحجم إعلانات محدود جدا !!"

وواصل الدكتور سعود بن كاتب هجومه على الصحف الورقية وكتب في حسابه :" لكل شيء عمر، ولو كان لنا الأمر لحافظ المرء على والديه ولم يوارِهما الثرى يوما. الصحافة الورقية قامت بواجبها خلال فترة من الزمن نالت فيه من الوطن اضعاف ما قدمته بل أكثر، وهي اليوم في مرحلة تجاوزها فيه الزمن، بل أن بعضها تفرغ لمقاومة التغيير والتطوير تمسكا بذلك الورق وبرستيجه الزائل"
وختم الدكتور سعود بن كاتب تغريداته حول هذا الموضوع بأنه مع الدعم الحكومي المشروط:

"أنا قلباً وقالباً مع الدعم المشروط للمؤسسات الصحفية، بحيث تتخذ كل الضمانات لتوجيهه تحديدا لعملية التطوير الرقمي. وللمعلومية، المؤسسات الصحفية هي من كانت ترفض الدعم المشروط وتريد دعما تنفقه على الحبر والورق والمرتبات الفلكية"

مشاري الذايدي: هل الصحافة (الورقية) هي الصحافة كلها؟
من جانبه، كتب الكاتب مشاري الذايدي حول هذا الموضوع وبين:" أن النقاش مفيد وضروري ويجب أن يكون ما قاله الوزير السعودي السابق، خوجة، ورئيس هيئة الصحافيين السعوديين، المالك، فاتحة لا خاتمة للنقاش والبحث وتقليب الرأي"
وختم مقالته وتساؤلاته :" الميديا تمرُّ بتحولات خطيرة، بل ثورة كبرى، وحالة سيلان وتداخل في الأدوار، وتحول الجمهور لصانع محتوى، وصانع المحتوى لجمهور، وأحياناً يحلُّ هؤلاء مكان هؤلاء، في ذوبان كامل للملامح والهويات.
هل الصحافة «الورقية» هي الصحافة كلها؟ أم أن الورق، هو أداة عابرة من أدوات الإعلام، لكن الإعلام قصة أخرى مختلفة، هو محتوى في المقام الأساس، يعني هو "المظروف" وليس "الظرف".

هاني الظاهري: يجب أن تتدخل الدولة بشكل مباشر أو غير مباشر

الكاتب هاني الظاهري كان له مقترح كتبه منذ سنوات وأعاده مؤخرا وهو : "أؤكد أهمية تدخل الدولة بشكل مباشر أو غير مباشر لإنقاذ مؤسساتها عند الأزمات، وفي حالة الصحافة السعودية العريقة التي تضربها الآن أزمة تراجع الإعلان، ينبغي برأيي أن تتخذ الدولة خطوة علاجية طارئة، تتمثل في إجبار كافة الشركات والمؤسسات المتعاقدة مع الحكومة على صرف نسبة معينة من قيمة كل عقد ومشروع على الإعلان في الصحف السعودية الورقية، وهذا حل وسط ويغني الدولة عن التدخل المباشر بدعم مالي لهذه الصحف، التي هي في نهاية المطاف سلاح وطني إستراتيجي لا يمكن المقامرة بمصيره".

صحافتنا بحاجة الى جيل شاب يفهم هذا العصر

الكاتب غسان بادوك طالب بتغيير عقليات الإدارات الصحفية وكتب: " أعتقد أن الإدارات الصحفية بتركيبتها الحالية لا تناسب عملية التحوّل الرقمي المطلوبة، تلك الإدارات استنفذت كامل فرصها، ولم تُحسِن إستثمار أرباحها السابقة المرتفعة، ولا كفاءتها البشرية، صحفنا بحاجة الى جيل شاب، يفهم هذا العصر.

مساهمة الدولة

الكاتب والباحث الأكاديمي وعضو مجلس الشورى عبدالعزيز الصويغ قال إن "المطلوب أن تكون مساهمة الدولة في دفع تلك المنابر لتمشي الخطوات الأولى ثم تتركها للعمل في ضوء مفهوم الاعلام الالكتروني الحر، دون قيود. هذا، في رأيي، ما يحدث اليوم في مجال الترفيه. الدولة تعمل على النهوض في هذا المجال الذي يحتاج الى بنية اساسية .. ثم تتركه لاحقا للقطاع الخاص".

يذكر أن مقالة خالد المالك كُتبت رداً على مقابلة الوزير الأسبق للإعلام السعودي عبدالعزيز خوجة في برنامج السطر الأوسط في قناة mbc، حيث اقترح الوزير الأسبق اقفال كل الصحف، واستبدالها بشركات ومؤسسات خاصة إعلامية تشمل الرقمي والإذاعة والسينما. وطالب بوقف المطالبات الدائمة من رؤساء تحرير الصحف المحلية بدعم الدولة واصفاً هذه المطالبات أشبه "بالشحاذة".