ترك رجل نمساوي تركة لقرية فرنسية امتنانا لسكانها الذي حموا عائلته من النازيين خلال الحرب العالمية الثانية.

وتعرف قرية لو شامبون سور لينيون الواقعة في جنوب شرق فرنسا بحماية الآلاف من اليهود في تلك الفترة.

ووصل إريك شوام الذي توفي الشهر الماضي عن 90 عاما إلى هناك مع أسرته في عام 1943.

ويقول عمدة البلدة إنه ترك للقرية "مبلغا كبيرا" من المال في وصيته، من دون أن يؤكد رقما.

لكن سلفه قال لوسائل الإعلام المحلية إن شوام استفسر من المسؤولين قبل سنوات، ويعتقد أن المبلغ الإجمالي يصل إلى مليوني يورو.

وقالت مسؤولة الثقافة والاتصال في قرية لو شامبون سور لينيون، دينيز فالا، إن موثقا اتصل بالبلدة قبل حوالي ثلاثة أسابيع لمناقشة التبرع.

ونقلت "فرانس 3" عنها قولها: "لقد كان رجلا متحفظا للغاية ولم يكن يريد الكثير من الدعاية حول ما قام به"، مضيفة "لا يُعرف سوى القليل عن المتبرع لكننا قمنا ببعض الأبحاث".

ووفقا لهذا البحث، فإن عائلة شوام كانت في الأصل من فيينا، حيث كان والده يعمل طبيبا.

من افتتاح القرية موقع تذكاري لتكريم جهود المقاومة عام 2013
AFP
افتتحت القرية موقعا تذكاريا لتكريم جهود المقاومة عام 2013

ووصل إلى المدينة عام 1943 مع والديه وجدته. ولا يُعرف كيف وصلت عائلة اللاجئين إلى هناك، لكنهم كانوا محتجزين سابقا في معسكر ريفسالت، وهو منشأة عسكرية في جنوب فرنسا كانت تستخدم لتجنيد المدنيين، قبل إغلاقها في عام 1942.

وتشير السجلات إلى أن والدي شوام عادا إلى النمسا بعد الحرب، لكنه انتقل إلى ليون في عام 1950 لدراسة الصيدلة.

وهناك التقى بزوجته المستقبلية وتزوجها وعاش معها. ووفقا للتقارير المحلية، لم يكن للزوجين أطفال كما كان قد أصبح أرمل قبل وفاته في 25 ديسمبر/ كانون الأول.

وصرح رئيس البلدية جان ميشال إيرو لوكالة فرانس برس أن ثروة شوام ستستخدم في تمويل التعليم ومبادراتالشباب.

ويبلغ عدد سكان لو شامبون سور لينيون حوالي 2500 شخص فقط، ولكن لها سمعة كمكان للجوء يعود تاريخه إلى البروتستانت الفرنسيين الهوغونوتيين الذين فروا من الاضطهاد الديني خلال القرن السابع عشر.

خلال الحرب العالمية الثانية، قاد قس محلي وزوجته دعوات لحماية اللاجئين اليهود من النازيين المحتلين والمتعاونين مع فيشي الفرنسيين. انتشر الخبر عبر مجموعات حقوق الإنسان وأصبحت القرية مركزا لحركة المقاومة، حيث استقبل السكان العاديون أولئك الذين فروا وقاموا بإخفائهم.

وفي وقت لاحق، نوهت إسرائيل بلو شامبون سور لينيون لجهودها غير العادية.