ايلاف من لندن: فيما اعلنت محافظة عراقية جنوبية حدادها واتشاحها بالسواد لوفاة رجل مصري عاش وعمل فيها 41 عاما وتزوج من احدى نسائها فقد خرج الالاف من مواطنيها في تشييعه فيما اعتبره مدونون تأكيدا لوفاء اهلها وانسانية مواطنيها وحبهم للعرب.

فقد شيع الالاف من أهالي قضاء الفهود شرق الناصرية عاصمة محافظة ذي قار (375 كم جنوب بغداد) مساء الثلاثاء جثمان رجل مصري هو "سيد محمد المصري" توفي فيه بعد ان أقام بين ابنائه منذ ان وصله من اجل العمل في عام 1980 الى حين رحيله امس اثر وعكة صحية.

وكان الرجل الذي يحمل الجنسية المصرية يعمل صباغا منذ قدومه الى القضاء الذي احتضنه أهله وعاملوه كأحد ابنائهم وزوجوه من احدى نسائهم.

وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي تابعتها "ايلاف" وبشكل واسع صور تشييع الالاف لجثمان سيد المصري ومجالس العزاء التي اقامها ابناء القضاء له وصوره التي انتشرت في احياء مدينة الفهود.

وقال مواطنون في القضاء لشبكة "أخبارالناصرية" في تصريحات اطلعت عليها "ايلاف". إن الرجل المصري توفي أمس اثر وعكة صحية فاقام الاهالي مجالس عزاء لقراءة سورة الفاتحة على روحه في ظاهرة تلاحم لفرد عاش بينهم وتزوج من احدى نسائهم وشاركهم افراحهم واحزانهم وبقيَ ملازما للهجة المصرية ومتابعا لدوري كرة القدم المصري وكان قد اوصى بدفنه في مقبرة وادي السلام بمدينة النجف وهو ما تم فعلا وبشكل اكد وفاء السكان هناك.

يشار الى ان قضاء الفهود يقع جنوب شرق محافظة ذي قار قريبا من نهر الفرات ويسكنه حوالي مائة الف نسمة ويعد من المناطق الزراعية ويوجد فيه ملعب لكرة القدم يستوعب حوالي الفي متفرج ويسمى ملعب الفهود المركزي.

مواقع التواصل الاجتماعي: وفاء وإنسانية
وقد ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بتعليقات لمدونين وناشطين تابعتها "ايلاف" على الحادث وتصرف اهالي قضاء الفهود تجاه الفقيد، مؤكدين انه يؤكد وفاء وانسانية المواطن العراقي.

وكتب المحلل السياسي الدكتور باسل حسين تغريدة قال فيها "كيف شيع اهل الناصرية مواطنا #مصريا؟ سكنها قبل 41 سنة.. هل تعرفون من المتوفي؟ انه المواطن المصري (سيد) الذي استقر في العراق منذ العام 1980 في قضاء الفهود بمحافظة ذي قار توفي فيه فاتشحت الفهود بالسواد وخرج الاهالي لتشييع اخيهم سيد بحزن وأسى .. هكذا هم أهل العراق".

أما كريم السيد فقال "أهالي الفهود في الناصرية يشيعون (سيد).. الرجل المصري الذي عاش بينهم 41 عاما، حتى أصبح واحدا منهم وجزءا من مدينتهم، ودفنوه في النجف بناء على وصيته..تشييع يليق بإحترامهم ومحبتهم للإنسان".

ومن جانبه، علق حسام خضير بالقول"الناس صنفان اما اخآ لك بالدين أو نظيرآ لك بالخلق".. بينما كتب جاهد العسكري "رحمه الله واسكنه فسيح جناته .. اهل الناصرية عز و فخر لكل عراقي".

وكتبت ام محمد "هؤلاء هم العراقيون حب للعرب وعزهم" .. بينما قالت أمينة "العراقيون لن ينسلخوا عن اصولهم مهما حاول غربان الشر".

يشار الى انه خلال فترة سبعينات القرن الماضي وما اعقبها حتى الغزو الاميركي للعراق عام 2003 فقد عمل في العراق حوالي اربعة ملايين مصري في مختلف قطاعات العمل في البلد حيث جرى التعامل معهم باعتبارهم مواطنين من الدرجة الأولى ومن دون تمييزهم عن العراقيين وشكل اندماجهم الاجتماعي معهم ظاهرة انسانية ملفتة خاصة وان العديد منهم قد تزوجوا من عراقيات.