ايلاف من لندن: شدد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الاربعاء على ضرورة ابقاء القوات الامنية مهنية ومستقلة بعيدا عن الوضع السياسي وضغوطه عليها مشيرا الى ان قوى قامت بخطف شخصيات دينية وقومية لاستغلالها في اجندات سياسية ضد العراق وجعله ساحة لتصفية الحسابات، منوها الى ان الحروب استنزفت مقدرات البلاد وسببت ازمتها الاقتصادية الحالية.

وقال الكاظمي وهو القائد العام للقوات المسلحة خلال اجتماعه مع أعضاء لجنة الأمن والدفاع النيابية انه "منذ اليوم الأول لتأسيس النظام العراقي الحالي لعبت بعض القوى دوراً أدى الى أن يكون العراق ساحة لتسوية حسابات وهذا سبب خسائر كثيرة لأولادنا وأهلنا، حيث عاش العراق سنوات من حرب استنزافية خسرتنا الكثير، ولم تكن هناك حرب أهلية في العراق، بل كانت هناك جماعات حاولت ان تصنع أوهاما، وخطف عناوين دينية وقومية ليستغلوها في أجندات سياسية ضد العراق"، كما نقل عنه مكتبه الاعلامي في بيان صحافي تابعته "إيلاف"..

واضاف أن الحرب استنزفت من العراق الكثير وكانت السبب الرئيس وراء الأزمة الاقتصادية حيث لم نستطع ان نبني أنفسنا طوال السنوات الماضية لأننا انحصرنا في زاوية واحدة.

وشدد الكاظمي بالقول "كفى دماءً .. فالدم العراقي يجب أن يكون غاليا .. موضحا "حين ازور وادي السلام (يضم اكبر مقبرة في العالم) في مدينة النجف الجنوبية قلبي يتفجر غصة.. دماء شبابنا دماء عزيزة علينا، شبابنا لديهم شغف بحب الوطن، الموت عندهم رخيص من اجل محاربة الجماعات الإرهابية، ولكن يجب أن نحميهم بقوانين وإجراءات وتدريب ودعم، ولا نسمح بتعرضهم لخطر يمكن تجنبه بالتدريب والإجراءات والخطط".

وشدد على المؤسسات الأمنية بضرورة الاهتمام بمنتسبيها وان تقوم بتدريبهم وحمايتهم ومن ثم تقدم لهم الرعاية الاجتماعية الكريمة.. منوها الى وجود" تلكؤ وعدم كفاية في هذا المجال، فاجهزتنا الأمنية تحتاج الدعم منكم واسنادكم".
وزاد قائلا "نواجه التحديات بقوة وباستمرارية، لدينا عمليات استباقية كل يوم، كانت لدينا يوم أمس عملية مهمة استهدفت أربعة أهداف منها ما يسمى بوالي الجنوب، وقتلنا قبل أسبوع ما يسمى بوالي العراق في عملية بطولية عراقية بامتياز ، ونجحت قواتنا الأمنية قبل شهر بتدمير جماعة كاملة ومقتل اكثر من 42 إرهابيا جنوب نينوى".

ابعدوا القوات الامنية عن الوضع السياسي وضغوطه عليها
واضاف الكاظمي ان الاجهزة الامنية العراقية قادرة ولديها الإمكانية الكاملة لمواجهة التحديات، ولكنها تحتاج الدعم والحماية وأن تبقى مستقلة ومهنية "فالوضع السياسي يجب أن لا ينعكس على الوضع الأمني، فالأجهزة الأمنية يجب أن تكون مستقلة حتى لا تخضغ للضغوط".

واكد قائلا "يجب أن نبني دولة ناجحة تحمي أولادنا وتوجههم نحو المساهمة البناءة للمجتمع لان العراق مسؤولية مشتركة، وليس لدينا غير العراق، فبلدنا يستحق منا الكثير ومدننا كلها مدن كريمة، وأهلنا طيبون. لم أرَ اطيب واذكى من العراقيين".

واشار موضحا "جئت مؤتمناً على إجراء الانتخابات وما يهمني هو اجراء انتخابات عادلة نزيهة، فالأزمات السياسية في العالم كلها تأتي من مشكلات في الانتخابات لذا يجب ان نتعاون جميعاً على إنجاح الانتخابات المبكرة" التي ستجري في العاشر من اكتوبر المقبل.

وكان الكاظمي قد اعلن مساء الثلاثاء قتل والي الجنوب في تنظيم داعش المشرف على عملية التفجير المزدوج في ساحة الطيران وسط بغداد في 21 من الشهر الماضي ونقل منفذيه الانتحاريين الاثنين، فيما قال الناطق العسكري بإسمه اللواء يحي رسول انه تم القصاص منهم بضربة جوية لطيران التحالف الدولي في قضاء ابو غريب غرب بغداد.

وفي تغريدة له قال الكاظمي على حسابه بشبكة التواصل الاجتماعي "تويتر" وتابعتها "ايلاف" انه "استكمالاً لعهد أبطالنا بالقضاء على قادة عصابات داعش ووفاءً لدماء شهداء العراق، تم اليوم القضاء على الإرهابي أبو حسن الغريباوي مايسمى قائد جنوب العراق في التنظيم والإرهابي غانم صباح، المسؤول عن نقل الانتحاريين وآخرين من عناصر الارهاب. قواتنا الأمنية رفعة رأسنا.. عاش العراق".
ومن جهته، اشار اللواء يحي رسول الناطق العسكري للقائد العام للقوات المسلحة الى انه قد "تم توجيه ضربة جوية دقيقة في قضاء أبو غريب غربي بغداد أسفرت عن قتل الإرهابي جبار علي فياض المكنى ابو حسن الغريباوي الذي يشغل منصب ما يسمى الوالي العسكري العام لقاطع جنوب العراق وهو الذي أشرف على العملية الإرهابية في ساحة الطيران (ادت الى مقتل واصابة 142 مدنيا) كما قتل في هذه الضربة الإرهابي غانم صباح جواد المسؤول عن نقل الإرهابيين الانتحاريين اللذين فجرا نفسيهما العفنة في هذا الحادث الأليم".

وكان العراق قد اعلن النصر على داعش عام 2017 بعد حرب استمرت ثلاث سنوات وحظيت بدعم من التحالف الدولي ورغم ذلك لا يزال التنظيم يشن هجمات خارج المدن الرئيسية وخاصة في شمال وغرب البلاد وصولا الى العاصمة التي نفذ فيها التفجير الانتحاري المزدوج في 21 من الشهر الماضي.