ريهانا
Getty Images

اتهمت السلطات في الهند "أجانب ومشاهير" بإثارة الرأي العام، عقب تدوين المطربة الشهيرة ريهانا تغريدة على حسابها على موقع تويتر تظهر فيه دعمها للمزارعين المحتجين في الهند، وهي التغريدة التي لقيت اهتماما على المستوى الدولي.

وبعد ساعات من نشر هذه التغريدة، انضمت ناشطة المناخ الشابة غريتا ثنبرغ إلى ريهانا لدعم المزارعين في الهند ومعهما مينا هاريس، ابنة شقيق نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس.

وانتشرت تغريدة ريهانا الداعمة للمحتجين على نطاق واسع، مما جذب اهتمام الكثيرين الذين أرسلوا آلاف الردود عليها.

وينظم المزارعون في الهند احتجاجات على أطراف العاصمة دلهي ضد قوانين جديدة تحكم النشاط الزراعي في البلاد.

وقالت وزارة الشؤون الخارجية في الهند، في بيان أصدرته الأربعاء، إن البرلمان مرر "التشريع الإصلاحي للقطاع الزراعي" بعد حوار ومناقشة لجميع جوانبه وأبعاده.

وأضاف البيان: "المحاولات التحريضية التي تستخدم فيها الوسوم والتعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة عندما يستخدمها مشاهير وغيرهم من المؤثرين، إنما هي ممارسات غير صحيحة وغير مسؤولة".

ونشرت ريهانا الثلاثاء الماضي خبرا عن قطع الإنترنت عن المواقع التي تشهد احتجاجات المزارعين في الهند.

ونشرت مع الخبر تعليقا قالت فيه: "لماذا لا نتحدث عن هذا الأمر؟"، مصحوبا بوسم #FarmersProtest ويعني "احتجاجات المزارعين".

وقطعت السلطات الهندية خدمة الإنترنت عن الهواتف الذكية في مواقع الاحتجاجات، وهي ثلاثة مناطق حول العاصمة دلهي حيث يتجمع الآلاف من المزارعين الذين يعتصمون في تلك الأماكن بمخالفة القانون.

وقالت الحكومة إن قطع الإنترنت جاء بغرض "الحفاظ على الأمن العام".

واحتلت الاحتجاجات في الهند العناوين الرئيسية للأخبار عالميا بعد أن تحولت مسيرة بالجرارات الزراعية إلى صدامات عنيفة خلفت قتيلا من المتظاهرين وإصابات عدة لدى قوات الأمن الأسبوع الماضي.

واقتحم متظاهرون مجمع الحصن الأحمر التاريخي في دلهي واحتلوا المنطقة الأثرية حتى تمكنت قوات الشرطة من إخراجهم من هناك.

وأكد قياديون في جماعات واتحادات عمالية للمزارعين في الهند أنهم لن يشجعوا المتظاهرين على إنهاء الاحتجاجات.

وغردت نجمة البوب ريهانا إلى متابعيها البالغ عددهم 101 مليون متابع على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، مما جعل اسمها بين الأسماء التي تشكل أبرز اهتمامات مستخدمي الإنترنت في الهند.

كما أدت تغريدة ريهانا إلى جذب المزيد من الدعم الدولي للمزارعين المتظاهرين في الهند عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وأعادت الممثلة الهندية المشهورة ريتشا تشادا نشر تغريدة ريهانا الداعمة لاحتجاجات المزارعين. كما أعادت المذيعة بشبكة إن بي سي ليلي سينغ نشر التغريدة على حسابها على موقع التواصل الاجتماعي تويتر.

وواجهت المطربة المشهورة سيلا من الانتقادات التي تتهمها بتوريط نفسها في دعم متظاهرين في احتجاجات ضد قوانين تدعمها الحكومة الهندية وأنصارها.

وأعادت الممثلة الهندية المشهورة كانغانا رانوت، المؤيدة لحزب بهاراتيا جاناتا الحاكم الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء الهندي ناريندرا ميدو، نشر تغريدة ريهانا قائلة: "لا أحد يتحدث عن هذا الأمر لأنهم ليسوا مزارعين، إنهم إرهابيون يحاولون تقسيم الهند".

وبعد ساعات من نشر هذه التغريدة، انضمت ناشطة المناخ الشابة غريتا ثنبرغ إلى ريهانا لدعم المزارعين في الهند، قائلة مع إعادة نشر نفس الخبر عن قطع الإنترنت: "نتضامن مع احتجاجات المزارعين في الهند"، مستخدمة نفس الوسم الذي استخدمته ريهانا، #FarmersProtest.

وشاركت في دعم المزارعين في الهند أيضا مينا هاريس، ابنة شقيق نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، بتغريدة قالت فيها: "لابد أن نعبر جميعا عن غضبنا بسبب قطع السلطات الهندية الإنترنت في أكثر من موقع والعنف شبه العسكري الذي يستخدم ضد المزارعين المتظاهرين".

وأعلنت كلوديا ويب، عضوة البرلمان البريطاني تضامنها مع احتجاجات المزارعين الهنديين، وذلك عبر تغريدة على حسابها على موقع التواصل الاجتماعي تويتر قالت فيها: "نتضامن مع المزارعين الهنديين، شكرا لك ريهانا، لقد أصبحنا في عصر تعجر فيه القيادة السياسية عن إظهار الامتنان لمن يتقدم إلى الأمام" في إشارة إلى المحتجين.

ودخلت احتجاجات المزارعين في الهند شهرها الثالث، مما يجعلها التحدي الأكبر الذي يواجهه رئيس الوزراء مودي. وعرض الحزب الحاكم على المزارعين تعليق العمل بالقانون محل الخلاف مع الحكومة، لكن المحتجين يصرون على إلغاء القانون بالكامل.

ولدى الحكومة الهندية الحالية حساسية شديدة تجاه الانتقادات، وحدث يوم الاثنين الماضي أن استعاد تويتر العشرات من الحسابات بعد وقفها بناء على إشعارات قانونية تقدمت بها الحكومة الهندية استشهدت فيها بأن طلب وقف الحسابات جاء لضرورة الحفاظ على النظام العام.

وتضمن ذلك حسابات لقيادات المزارعين، ونشطاء، علاوة على حساب على موقع التواصل الاجتماعي تويتر لمجلة مرموقة.

ويخفف القانون الجديد الذي يحكم القطاع الزراعي في الهند القواعد المفروضة على بيع، وتسعير، وتخزين المنتجات الزراعية، وهي القيود التي عملت على حماية المزارعين الهنديين لعشرات السنوات من ممارسات السوق الحرة.

ويخشى المزارعون من أن تشكل القوانين الجديدة خطرا على الامتيازات التي تمتعوا بها لعشرات السنوات، والتي حافظت على سياسات التسعير وقللت من قوى المضاربة في أسواق المنتجات الزراعية، علاوة على مخاوف حيال أن تتسبب تلك القوانين في ترك المزارعين فريسة لاستغلال الشركات الخاصة.