ايلاف من الرياض: عانت كبرى اقتصادات الدول تحت من وطأة جائحة فايروس كورونا إذ عصف بأسعار الأصول العالمية ومقدرات البلدان. وأكتست بفعله شاشات الأسهم العالمية اللون الأحمر القاني.

السعودية عانت مثل بقية دول العالم بفعل تداعيات الجائحة، إلا أن هناك بصيص أمل يلوح في الافق بالرغم من الوباء، إذ عمل صندوق الاستثمارات العامة الذراع المالي للحكومة السعودية على اقتناص الفرص الاستثمارية لتحقيق عوائد مالية كبيرة في خضم الأزمة الخانقة التي تعيشها اقتصادات العالم.

ففي حين أن الاقتصاد العالمي يتباطأ بفعل كوفيد -19 بدأت المملكة الاستثمار في وقت لم يرغب فيه أحد بالمغامرة بحسب ما وصفت فاينانشل تايمز، كما شكل صندوق الاستثمارات العامة السعودي فريقا للبحث عن فرص واعدة للاستثمار في الأسواق العالمية التي تضررت من الجائحة للقيام بالاستحواذ وشراء عدد من الأصول.

ويشير تقرير لوكالة بلومبيرغ إلى أن الصندوق اقتنص بالفعل بعض الفرص الاستثمارية خلال الأزمة، وأظهرت بيانات الوكالة قيام الصندوق بعدد من الصفقات ودخوله في صفقات أخرى خلال العام الماضي.

وبدأ أنها محاولة للحصول على أصول ذات قيمة بأسعار زهيدة لتكون حجر زاوية آخر في توجه المملكة نحو تنويع اقتصادها بعيداً عن النفط في خطوة من الرياض لمواكبة الأزمات.

ويتضح جلياً دور قناص الفرص السعودي في كيفية استغلاله للفرص من أجل تنويع الاقتصاد في المملكة، وذلك من خلال تنمية وتعظيم استثمارات الصندوق، الذي يسعى لجعله واحداً من أكبر صناديق الثروة السيادية في العالم ورافداً اقتصادي مهماً.

ماذا تعرف عن صندوق الاستثمارات العامة ؟

هو صندوق الثروة السيادي والذراع المالي للمملكة، يمتد تاريخه إلى نحو أكثر من 46 عاماً ظل طيلتها رافداً اقتصادياً رائداً في تطوير العديد من الكيانات الاستثمارية الوطنية؛ فقد أسس عدد من كبريات الشركات في المملكة منذ نشأته عام 1971م .

وحدثت نقلة نوعية لمسيرة الصندوق في عام 2015؛ إذ رُبط الصندوق بمجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، وأعيد تكوين مجلس إدارته ليصبح برئاسة ولي العهد الامير محمد بن سلمان في خطوة بالغة الأهمية، ويعد الصندوق وأحد مـن أكبر الصناديق الســيادية علــى مســتوى العالـم، ويعمـل علـى بناء محافـظ اسـتثمارية متنوعـة علـى الصعيدين المحلي والدولي.

ويحمل الصندوق فلسفة خاصة مفادها أن يكون قوة محرّكة للاستثمار والجهة الاستثمارية الأكثر تأثيراً على مستوى العالم، ويدعم إطلاق قطاعات وفرص جديدة تساعد على رسم ملامح مستقبل الاقتصاد العالمي، وأن يدفع عجلة التحول الاقتصادي في المملكة العربية السعودية.

​رسالة الصندوق دائماً هي الاستثمار بفاعلية على المدى الطويل لتعظيم العائدات المستدامة، وترسيخ مكانته ليكون الشريك الاستثماري المفضل عالمياً، وأن يدعم جهود التنمية والتنويع الاقتصادي في البلاد.

أن يستثمر بفاعلية على المدى الطويل لتعظيم العائدات المستدامة، وأن يُرسخ مكانة الصندوق ليكون الشريك الاستثماري المفضل عالمياً، وأن يدعم جهود التنمية والتنويع الاقتصادي بالمملكة العربية السعودية.

قناص الفرص بالأرقام

يبلغ حجم أصول صندوق الاستثمارات العامة 1.5 تريليون ريال فيما يتصدر الترتيب الثامن بين الصناديق السيادية العالمية، وفي خلال السنوات الأخيرة أنشئ 26 شركة محلية جديدة في حين تبلغ نسبة الاستثمارات العالمية من أصول الصندوق نحو 30في المائة وساهم الصندوق بخلق 331.000 وظيفة مباشرة وغير مباشرة، فيما يطمح بخلق 1.8 وظيفة متوقعة بحلول 2025، من جهة أخرى بلغت مساهمة صندوق الاستثمارات العامة بـالناتج المحلي الإجمالي في عام 2016 بـنحو 4.4 في المائة، وفي العام الماضي وصل إلى 6.3 في المائة.

المبادرات المقدمة من قبل الصندوق

لتحقيق أهدافه الاستراتيجية، قدم برنامج صندوق الاستثمارات العامة 30 مبادرة مقسمة على عدد من المحافظ الاستثمارية أهمها المحفظة الأولى وهي محفظة الاستثمارات في الشركات السعودية التي تهدف إلى تعظيم أصول الصندوق في الشركات السعودية وتنشيط دور الصندوق فيها.

ونتج عن المحفظة الأولى إطلاق الشركة الوطنية للخدمات الأمنية "سيف" وانتقال ملكية مشروع مركز الملك عبدالله المالي من المؤسسة العامة للتقاعد إلى الصندوق، واســتحواذ الشــركة الســعودية لأمن المعلومات " علم" “ المملوكــة للصنــدوق علــى الشــركة الســعودية لتبادل المعلومات إلكترونياً ”تبادل“ المملوكة له أيضاً.

فيما قدمت المحفظة الثانية وهي محفظة الاستثمارات الهادفة إلى تطوير القطاعات الواعدة وتنميتها، إذ تمخض عنها الاستحواذ على شركة الإليكترونيات المتقدمة إضافة إلى شركة المعدات المكملة للطائرات المحدودة وتوقيع عقد بقيمة 900 مليون يورو مع شركة "نافانتيا" لتوطين 60 بالمائة من الصناعات البحرية ونقل التقنية والإعلان عن تصنيع عربات الدهناء محلياً.

وأنشئ الصندوق محفظة ثالثة حول تنمية التحول الصناعي في المملكة تهدف إلى إطلاق قطاعات جديدة وتوفير فرص العمل بجانب تنويع الاقتصاد والصادرات غير النفطية. من جهة أخرى أعلن الصندوق عن مشــروع "ذا لاين " المدينــة

المليونيـة الذكيـة والصديقـة للبيئـة إذ يعد "ذا لاين" المشروع العملاق الذي أطلقه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في منطقة نيوم مدينة ذكية كبرى وسلسلة من المجتمعات الإدراكية المترابطة والمعززة بالذكاء الاصطناعي، وخالية من الانبعاثات الكربونية، كما أنه عمل على مبادرة مشروع البحر الأحمر الذي يهدف إلى صناعة وجهات سياحية مختلفة.

إلى جانب العمل على مشروع القدية الذي يهدف إلى العمل على جعلها وجهة ترفيهيه رائعة لتعمل على تغيير مفهوم الترفيه والسياحة الداخلية. من جهة أخرى قدم الصندوق إحدى أكبر مشاريعه الرائدة وهو مبادرة صندوق رؤية سوفت بنك الذي يستهدف الاستثمار في الشركات المبتكرة وتقنيات المتطورة.

ويتبع صندوق الاستثمارات العامة في الاستثمارات التي يساهم ويشارك بها- معاييراً وآليات منبثقة من سياسات استثمارية تهدف إلى ضمان تنوع محفظة الصندوق الاستثمارية وتحقيق التوافق الاستثماري فيما يبين تلك الاستثمارات من حيث مستوى المخاطر المتعلقة بها ونسبة عوائدها المتوقعة.