ايلاف من لندن: نظم العراق الخميس بمشاركة الرئيسين صالح والكاظمي ونواب ووزراء وحضور شعبي تشييعا وتأبينا رمزيين بنصب الشهيد في بغداد لضحايا الايزيديين وسط دعوات لانصاف ابناء المكون الذين تعرضوا للابادة والتهجير والترويع من قبل تنظيم داعش.

فقد شارك الرئيس العراقي برهم صالح ورئيس الوزراء مصطفى الكاظمي وكبار المسؤولين الى جانب ممثلين عن الفعاليات الايزيدية، اليوم في مراسم رمزية لتشييع وتأبين الضحايا من الإيزيديين والناجيات منهم على يد تنظيم داعش وذلك في نصب الشهيد وسط بغداد .
كما حضر التأبين رؤساء البعثات الدبلوماسية في العراق فضلاً عن عدد من ذوي الضحايا.
وقد طالب ممثلو المكون الأيزيدي خلال التأبين بإنصاف شريحتهم ودعمها بعد ما تعرضت لعمليات ابادة وترويع من قبل تنظيم داعش.

ومن جهته، كتب الرئيس صالح على "تويتر" تغريدة تابعتها "ايلاف" قال فيها "جرت مراسم تشييع لعدد من الضحايا الايزيدين الذين قتلهم داعش الإرهابي والذين سيوارون الثرى في قرية كوجو التي كانت مسرحا لجريمة ارهابية تجسد دموية داعش. ما حصل لأبنائنا وبناتنا من مختلف الاديان والطوائف هو جرح لكل الوطن، الانتصار للضحايا واجب الدولة في انصافهم".

يشار الى انه بعد سيطرتهم على مدينة الموصل عاصمة محافظة نينوى الشمالية في يونيو عام 2014 فقد اجتاح مسلحو داعش في الثالث من أغسطس من العام نفسه قضاء سنجار الذي تسكنه غالبية من الايزيديين حيث ارتكبوا جريمة ابادة جماعية شد الاكراد الإيزيديين واستعبدوا النساء وجنّدوا الأطفال الصغار كما نزح مئات الآلاف الآخرين قبل أن يتم تحريرها في 13 اكتوبر عام 2015.

داعش استهدف بالقتل والتنكيل اتباع الديانة الايزيدية
وكان تنظيم "داعش" قد استهدف اتباع الديانة الايزيدية بشكل وحشي لدى احتلاله مدينة الموصل الشمالية وعثر على مقابر جماعية لهم تضم مئات الجثث بينهم نساء وأطفال من المقتولين دفنوا أحياء.

وكان الكاظمي قد تعهد في أغسطس الماضي بالبحث الجاد عن المختطفين والمختطفات من الأيزيديين وتدويل قضيتهم من أجل إعادتهم الى ذويهم وإبقاء هذه الجريمة حيّة تستحضرها الأجيال. واكد خلال استقباله وفداً يمثل عدداً من الناجيات والناجين الأيزيديين من أبناء قضاء سنجار وقرية كوجو والمناطق المحيطة بشمال العراق فقد اكد على أن ما تعرّض له الأيزيديون شكّل وجعاً عراقياً لن يتكرر ومثّل جريمة بشعة نالت اهتمام وتعاطف الرأي العام العالمي، الذي وقف بأسره مع قضيتهم ولما تعرضوا له من فظائع" .

كما دعت الامم المتحدة بغداد وأربيل الى اتفاقٍ عاجل يوفر الأدوات والبيئة المناسبة للايزيديين المنكوبين لإعادة بناء حياتهم، مشددة على ان محنتهم لم تنته بعد.. وقالت رئيسة البعثة جينين هينيس-بلاسخارت ان الكثير من الايزيديين مازالوا في عداد المفقودين ولا يزال الناجون يتحملون ندوب هذه الصدمة وتعاني النساء بشكلٍ خاص من الوصمة والرفض.

أعداد الضحايا والمختطفين والنازحين من الايزيديين
ومن جهته اشار مكتب انقاذ المختطفين الإيزيديين في آخر احصائية له منتصف العام الماضي الى انه منذ الثالث من اغسطس عام 2014 وحتى الان فأنه من إجمالي 6417 إيزيدياً خُطفوا من قبل تنظيم داعش تم تحرير 3530 منهم ولا يزال 2887 آخرين بقبضته أو أنهم واجهوا مصيراً مجهولاً.

واضاف المكتب في بيان ان عدد النازحين بلغ نحو 360 الف نازح وعدد القتلى في الايام الاولى من جريمة الابادة 1293 ضحية. واوضح ان عدد المقابر الجماعية المكتشفة في سنجار حتى الان 83 مقبرة جماعية إضافة الى العشرات من مواقع المقابر الفردية . واوضح ان عدد الايتام الذين افرزتهم الجريمة بلغ 2745 يتيما ويتيمة وعدد المزارات والمراقد الدينية المفجرة من قبل داعش بلغ 68 مزارا ومعبدا.

وقال ان عدد الذين هاجروا الى خارج العراق يقدربـ100 الف وعدد المختطفين 6417 اما أعداد الناجيات والناجين من قبضة داعش فقد بلغ 3530.. فيما لايزال هناك 2887 مختطفا منهم من الاناث 1308 ومن الذكور 1579 مختطفا او مغيبا.

الايزيديون.. ديانة شرق أوسطية
والايزيديون هم أتباع ديانة شرق أوسطية ذات جذور قديمة وجميع أبنائها هم من الأكراد ويعيش معظمهم حول الموصل وسنجار في العراق وهناك أيضًا مجموعات في سوريا، تركيا وإيران وجورجيا وأرمينيا. ويُقدّر العدد الإجمالي للايزيديّين بحوالي 800 الف إلى مليون.
ويقول الكثير من الباحثين بأنّ اسم الايزيديّين جاء من اسم الخليفة من الأسرة الأموية يزيد الأول ابن معاوية اذ اعتُبر هذا الخليفة في نظر الايزيديّين تجسيدًا للشخصية الإلهية ويُسمّى "سلطان عازي".

وتعتبر الثقافة الايزيدية ثقافة كردية ويتحدّث معظمهم اللغة الكردية "الكورمانجي" فيما يتحدث القليل منهم أيضًا العربية نظرًا لقربهم وعيشهم في ظلّ دول عربية مثل العراق وسوريا.