فيلنيوس: دعت زعيمة المعارضة البيلاروسية سفيتلانا تيخانوفسكايا من منفاها في ليتوانيا القادة الروس خلال مقابلة مع وكالة فرانس برس "للاستماع إلى الشعب" الذي يحتجّ في تظاهرات حاشدة على سجن المعارض أليكسي نافالني.

وقارنت تيخانوفسكايا التي سُجن زوجها في بيلاروس العام الماضي بعدما حاول الترشّح للانتخابات الرئاسية، بين مصيرها ومصير زوجة نافالني يوليا. وحضتها على "الصمود والمحاربة والتحلي بالإيمان".

وأضافت "عندما يسجنون أزواجنا بسبب حملاتهم (الانتخابية) ورغبتهم بتحسين الحياة في بلادنا، نحن الزوجات لا يمكننا سوى أن نحلّ محلهم وأن ندعمهم بقدر ما نستطيع".

ورأت تيخانوفسكايا أن على القادة الروس "قبل كل شيء أن يستمعوا للشعب ومطالبه، أن يكتشفوا ما الذي ليس على ما يرام وأن يحاولوا حلّ هذه المشكلة بطريقة حضارية، بدون عصا ولا مسدس صاعق".

أدى سجن نافالني المعارض الأول للرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي اتهمه بالفساد، إلى موجة تظاهرات في كافة أنحاء روسيا قمعتها السلطات بحزم.

وبوتين هو حليف مقرب من الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو الذي أُعيد انتخابه للمرة السادسة العام الماضي في انتخابات اعتبرها الاتحاد الأوروبي غير شرعية.

وأُرغمت تيخانوفسكايا مرشحة المعارضة آنذاك، على الفرار إلى ليتوانيا المجاورة.

واعتبرت أن النظام السياسي البيلاروسي "يرتعش". وأضافت أن "النظام سينهار من الداخل" مشيرةً إلى أن عدداً متزايداً من المسؤولين في قوات حفظ النظام يكشفون عن معلومات حول انتهاكات مفترضة لحقوق الإنسان ترتكبها الشرطة.

وشددت على أن "ذلك لن يحدث بالسحر. على البيلاروسيين أن يفعلوا ذلك خطوة بخطوة والحفاظ على الضغط بشكل مستمرّ... هذه هي الوسيلة".

وكررت دعواتها للاتحاد الأوروبي إلى فرض عقوبات إضافية "قاسية وعلى نطاق واسع" على بيلاروس مؤكدةً أن العقوبات الموجودة كانت "مدروسة جداً وهذا الأمر خيّب أمل كثير من البلاروسيين".

ترشحت المعارضة البالغة 38 عاماً وهي أمّ لطفلين، للانتخابات عندما مُنع زوجها من الترشح. واستبعدت في وقت سابق الترشح لانتخابات جديدة لكن اليوم لم تعد تعارض مثل هذا الاحتمال.

وقالت "إذا كانت هناك حاجة لي في هذا الوقت، إذا كنت مفيدة للبيلاروسيين (...) إذاً بالطبع سأكون موجودة". وأضافت "لكن إذا رأيت أن كل شيء بأيدٍ أمينة (...) سأعود إلى الحياة الطبيعية وضميري مرتاح، مع ابنَيّ وزوجي".

ولا يزال زوجها سيرغي المدوّن الشهير البالغ 42 عاماً، مسجوناً بتهمة "الإخلال بالنظام العام". ولا يمكن للزوجين أن يتواصلا إلا من خلال محام.

وتقول "لا يمكننا لا التحدث عبر الهاتف ولا رؤية بعضنا، نرسل إلى بعض فقط رسائل" من خلال المحامي. وتضيف "لقد مرت ثمانية أشهر، بالطبع هو متعب... لكنه صامد. يثق بالبيلاروسيين وبي".