أيدت أغلبية قراء "إيلاف" فتح تحقيق دولي في قضية اغتيال الناشط اللبناني لقمان سليم، إذ يبدو أن المحاكم اللبنانية لا تتحلى بالثقة بين اللبنانيين.

إيلاف من بيروت: كان لخبر اغتيال المفكر اللبناني لقمان سليم وقع الصاعقة على اللبنانيين، وعلى عدد كبير من مثقفي العالم العربي، خصوصًا أنه عرف بمقاومته الشديدة لتحويل أبناء طائفته، أي الشيعة اللبنانيين، إلى رهينة لنزوات حزب الله الاستملاكية المعززة بغرور فائض القوة. وعرف أيضًا برفضه مشروع تحويل مناطق الشيعة اللبنانيين العرب إلى ولاية إيرانية، تقدم فروض الطاعة ليل نهار لولاية الفقيه الإيرانية.

أما وقد قتلوا لقمان سليم بخمس رصاصات في رأسه المفكر، وبرصاصة واحدة في ظهره إذ ما قدروا على مواجهته بالحجة ولا بأي سبيل آخر، سألت "إيلاف" القارئ العربي: "هل تؤيد فتح تحقيق دولي في اغتيال المفكر اللبناني لقمان سليم؟". أتى الجواب "نعم" صارمة وغالبة: 83 في المئة، مقابل 17 في المئة لم تؤيد ذلك.

لا نثق

أول من بادر إلى لفظ عبارة "تحقيق دولي لأننا لا نثق بالتحقيق اللبناني" كانت رشا الأمير، شقيقة المغدور، بعد ساعات من العثور على جثة شقيقها في مكان ما في الجنوب الخاضع مبارشة لسلطان حزب الله.

لكنها، وبعد تفكّر، قررت أنها لا تريد معرفة الحقيقة، كما قالت في تصاريح صحفية، ولا تنتظر أي أمر من القضاء اللبناني الغارق في غيبوبته، ولا تريد قضاءً دوليًا بعد، فلا هذا منزه عن التدخلات السياسية، ولا ذاك في نظرها.

تؤكد أنها لن تلجأ لتحقيق دولي، ليس لأنه يتطلب شروطاً معينة وآلية تمر عبر مجلس النواب وميزانية فحسب، بل لأنها تعرف جيداً حقيقة من قتله، وهذا يكفيها علمًا أنها وجهت إصبع الاتهام منذ اللحظة الأولى إلى الحزب الحاكم في المناطق الشيعية، حيث عاش لقمان، وحيث قتلوه.

جريمة من جرائم

من جانبها، تقول مي شدياق، الإعلامية والوزيرة السابقة والتي تعرضت لمحاولة اغتيال بتفجير سيارتها في 2005، قالت إن حزب الله قتل لقمان سليم، و"هذه الشماعة التي تسمى إسرائيل ليست إلا لتبرير اخطائهم في الداخل. إسرائيل عدو، لكن ألم تجد سوى لقمان سليم لتقتله؟ هذه الاحتمالات هي لتضييع الحقيقة. وأنا مع التحقيق الدولي وآمل أن بقول التحقيق انني مخطئة، وأنا حينها سأعتذر عما قلته".

إلى ذلك، كتب دايفيد أندرز في مجلة "فورين بوليسي" الأميركية مقالة تساءل فيها إن كانت جريمة اغتيال لقمان لسيم ستكون واحدة من الجرائم السياسية التي جرت في لبنان ولم يتم حلها حتى الآن، رغم أن القاتل معروف في أغلبها.

برأيه، الإغتيالات التي لا يتم الكشف عن مرتكبيها أو معاقبتهم أمر عادي في لبنان، ولهذا لن يكون اغتيال لقمان سليم استثناءً. وينسب إلى نديم حوري، مدير مبادرة الإصلاح العربي، قوله إن لا أحد يثق بالنظام القضائي الذي لم يحل أي جريمة اغتيال سياسي. أضاف حوري، وكان صديقًا للمغدور: أتباع الطائفية لا يذهبون بعيدا لحل أي جريمة اغتيال سياسي".