إيلاف من لندن: دعت المملكة المتحدة إلى إصدار قرار جديد عن مجلس الأمن لوقف إطلاق النار في جميع مناطق الصراع موقتا وتنسيق جهود توزيع لقاحات كوفيد-19.

وترأس وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب، يوم الأربعاء، اجتماعا افتراضيا لمجلس الأمن، حيث قدم الاقتراح، كما حث الأعضاء على العمل معاً والاتفاق على قرار بشأن التفاوض لوقف إطلاق نار لإتاحة التطعيم، ومساندة التوزيع العادل للقاح حتى يمكن حماية المعرضين للإصابة من آثار الفيروس.

وقال وزير الخارجية إن توفير التطعيم في العالم أجمع ضروري للقضاء على فيروس كورونا. لذا ندعو إلى وقف إطلاق نار لغرض التطعيم حتى يمكن إيصال لقاحات كوفيد-19 إلى الذين يعيشون في مناطق الصراع، وإتاحة بذل جهود جماعية عالمية أكبر لتوفير اللقاحات بشكل عادل.

وقال راب: هناك اليوم أكثر من 160 مليون إنسان معرضين للحرمان من التطعيم ضد فيروس كورونا بسبب الاضطرابات والصراعات في مناطق شتى، من بينها اليمن وجنوب السودان والصومال وإثيوبيا.
وأضاف راب: حيث نحن نعلم في الوقت الحالي بأن هؤلاء معرضون لخطر استبعادهم من حملات التطعيم بسبب الصراع وعدم الاستقرار. وبالتالي أمامنا تحدٍ حقيقي في مواجهة النقص وتأمين الإمدادات من اللقاحات، ومن ثم توفيرها للجميع على الأرض.

جائحة فظيعة
وقال وزير الخارجية البريطاني: يسرني ويشرفني جدا مخاطبة هذا الاجتماع الأول لمجلس الأمن بشأن اللقاحات. وأعتقد أنه من الصواب وضع ثقل مجلس الأمن ونظام الأمم المتحدة عموما وراء القضاء على هذه الجائحة الفظيعة.

وأضاف: ما زال الفيروس يزداد انتشارا في أنحاء العالم، وظهرت سلالات جديدة منه وأسرع انتشارا، والتي بدورها تسببت في زيادة العدوى بالفيروس في أغلب المناطق. لكن باتت أمامنا الفرصة لمكافحة الفيروس بفضل إقرار استخدام اللقاحات المضادة له والبدء في حملات التطعيم.

وقال راب: أخيرا يمكننا القول حقا بأننا نرى النور في نهاية النفق، أو على الأقل نرى النور يقترب منا. لكن لا بد وأن تكون الجهود عالمية. لكن لا يمكن اعتبار الجائحة تحت السيطرة في أي مكان في العالم إلى أن تصبح تحت السيطرة في كل مكان، وعلينا أن ننظر إلى أنفسنا كفريق يعمل معا في مواجهة عدو قاتل مشترك.
وتابع وزير الخارجية: ذلك هو واقع كفاحنا. لن يكون أي بلد آمنا من الفيروس إلى أن نصبح جميعا آمنين منه.

مناطق صعبة
وقال: ذلك يعني بالنسبة لنا أن علينا العمل لأجل ضمان توفير اللقاحات في جميع أنحاء العالم – بما في ذلك في المناطق التي يصعب الوصول إليها، بما فيها مناطق الصراع وغيرها من المناطق التي ينعدم فيها الأمن.

وقال وزير الخارجية البريطاني: لكن تحقيق ذلك يواجه العديد من التحديات – من تأمين طرق شاملة للوصول للمجتمعات لأغراض إنسانية، وحتى إدارة سبل تخزين اللقاحات.

وأكد راب أن التغلب على جميع تلك التحديات، والتحدي المركب الذي تشكله يتطلب تعاونا وطنيا وإقليميا ودوليا أكبر، وأن تلعب الأمم المتحدة دورا أساسيا في التنسيق لأجل الجمع بين تلك الجهود.

وقال إن وقف إطلاق النار محلياً ضروري لإتاحة توفير لقاحات منقذة للأرواح. كما إنه ضروري لحماية جميع العاملين الشجعان في الرعاية الصحية والإغاثة الإنسانية في ظروف صعبة للغاية في مناطق الصراع، والذين يحرصون على تقديم المساعدة الحيوية المنقذة للأرواح لمن هم في أشد حاجة إليها.

وقال الوزير البريطاني في بيانه: لقد استُغل وقف إطلاق النار في ما مضى لتطعيم المجتمعات الأكثر حاجة للقاحات، وما من سبب يمنعنا من فعل ذلك، وما من سبب يمنع تكاتفنا - بكل الإرادة التي يمكننا حشدها، للتغلب على التحديات. فقد شهدنا ذلك في ما مضى في حملات التطعيم ضد شلل الأطفال في أفغانستان، وهذا مجرد مثال واحد.

تطعيم غير كورونا
وبالمثل، أعتقد بأن تعليق أو تأجيل حملات التطعيم الروتينية ضد أمراض غير كوفيد أثناء هذه الجائحة يعتبر مسألة أخرى تثير قلقنا جميعا، وبالتالي يجب ألا يؤدي التطعيم ضد كوفيد إلى تأخير برامج التطعيم الأخرى تلك: بل يجب أن تسير حملات التطعيم المختلفة يدا بيد.

وأشار وزير الخارجية البريطاني إلى أن مجلس الأمن كان أصدر في الأول من يوليو من السنة الماضية قراره رقم 2532 بشأن مكافحة كوفيد-19 في البلدان الأكثر حاجة للمساعدة، وتوجد حاجة الآن إلى إجراء آخر يتخذه المجلس للمطالبة بوقف إطلاق النار في كل مكان خصيصا لإتاحة تقديم التطعيم ضد كوفيد في المناطق المتضررة بشدة من الصراع. لهذا السبب نقترح قراراً جديداً لينظر فيه مجلس الأمن.

وقال من المتوقع أن يبدأ مرفق كوفاكس في توزيع اللقاحات في الشهر الجاري. ونحن نفتخر باستضافتنا لإطلاق هذه المبادرة خلال القمة العالمية للقاحات التي استضفناها في شهر يونيو الماضي – كما نفتخر بكوننا واحدة من أكبر المانحين لتحالف غافي للقاحات والتحصين. وسوف نواصل تقديم دعمنا هذا.

جميع الشعوب
وشدد راب على القول: من خلال المطالبة بوقف إطلاق النار لغرض التطعيم، والمطالبة بأن تشمل خطط التطعيم ضد كوفيد-19 جميع الشعوب الأكثر عرضة لخطر الإصابة به، بمن فيهم اللاجئون، فإن أمامنا فرصة من خلال هذا القرار ومجلس الأمن بالمساعدة في توزيع اللقاحات على المجتمعات الأكثر حاجة للمساعدة في العالم.

وقال غنه من شأن هذا القرار أن يساعد في فتح المجال تماما أمام أفراد الفرق الإنسانية والطبية. كما يساعد في حمايتهم بينما يؤدون عملهم الصعب هذا.

وختم راب كلمته بالقول: لذا أود أن أختتم كلمتي، نيابة عن المملكة المتحدة، بالإهابة بجميع أعضاء مجلس الأمن للتأييد السريع والتام للقرار. لقد بذل علماؤنا جهودا هائلة في تطوير اللقاح. وعلينا أن نعمل معا الآن لإيصال اللقاحات إلى المجتمعات التي يصعب الوصول إليها.

وأكد: لا يمكننا أن ندير ظهورنا بينما يُحرم من يعيشون في مناطق الصراع من الحماية الضرورية والحيوية من هذا الفيروس. وأمامنا جميعا في هذا المجلس فرصة – وأعتقد بأن يقع على عاتقنا واجب أخلاقي – للعمل الآن.