باريس: حذّرت فرنسا وبريطانيا وألمانيا والولايات المتحدة الخميس إيران من تداعيات "خطيرة" لمضيّها قدما في تنفيذ تهديدها بفرض قيود على مفتّشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مؤكدة ضرورة عودة طهران للتقيّد التام ببنود الاتفاق النووي.

وأكدت الدول الأوروبية الثلاث ومعها الولايات المتحدة عقب محادثات بينها أنها "موحدة في التحذير من خطورة أي قرار من شأنه أن يقيّد عمل مفتّشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، وذلك مع قرب انقضاء مهلة بهذا الصدد حدّدها مجلس الشورى الإيراني تنهي في 21 شباط/فبراير.

واستضاف وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان الخميس نظيريه الألماني هايكو ماس والبريطاني دومينيك راب في باريس حيث أجروا محادثات شارك فيها عبر الفيديو وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن.

وحضّ البيان الأوروبي-الأميركي "إيران على الأخذ في الاعتبار تداعيات خطوة خطيرة كهذه، خصوصا في هذا التوقيت الذي يوفر فرصة دبلوماسية"، معربا عن توافق الدول المجتمعة على ضرورة عودة طهران "للتقيّد التام" ببنود الاتفاق النووي.

ويشير محللون إلى أنه لا تزال هناك فرصة لإنقاذ الاتفاق التاريخي الذي تلقّى ضربة شبه قاضية عندما أعلن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب انسحاب بلاده منه عام 2018، وأعاد فرض عقوبات على الجمهورية الإسلامية.

وأعربت إدارة الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن عن استعدادها للانضمام مجددا إلى الاتفاق والبدء برفع العقوبات إذا عادت إيران للوفاء بكامل التزاماتها المنصوص عليها فيه، وهو شرط بدت إيران التي يشهد اقتصادها تدهورا، غير راضية عنه.

وتعتزم إيران فرض قيود على بعض عمليات التفتيش التي تجريها الوكالة الدولية للطاقة الذرية في حال لم ترفع واشنطن عقوباتها التي فُرضت منذ 2018، وهي حدّدت مهلة لذلك تنتهي في 21 شباط/فبراير.

وجدد بلينكن التأكيد على أنه إذا "عادت إيران للوفاء التام بالتزاماتها" المنصوص عليها في الاتفاق النووي، فإن "الولايات المتحدة ستقابلها بالمثل وهي (واشنطن) مستعدة للانخراط في محادثات مع إيران لهذه الغاية".

وأعربت الدول الأربع عن قلقها إزاء الانتهاكين الإيرانيين الأخيرين للاتفاق النووي، المتمثّلين بإنتاج طهران اليورانيوم المخصّب بنسبة 20 بالمئة واليورانيوم المعدني.

وجاء في البيان أن "هذه الأنشطة ليس لها أي مبرر مدني ذي مصداقية"، موضحا أن "إنتاج اليورانيوم المعدني يشكّل خطوة أساسية على صعيد تطوير سلاح نووي".