نيس (فرنسا) : ألغى القضاء الفرنسي وثائق مسجلة لدى كاتب عدل قدمها الاتحاد الروسي في 2014 تثبت انتقال ملكية كنيسة أرثوذكسية ومقبرة في مدينة نيس (جنوب شرق) إليه، وأكد أن الموقعين اللذين يتمتعان بطابع رمزي كبير، يعودان إلى جمعية دينية محلية.

ويرفض النص الذي اطلعت وكالة فرانس برس عليه الخميس طلبا من الدولة الروسية بطرد الجمعية.

وخلال جلسة استماع مدنية عُقدت في 17 نوفمبر قالت الجمعية الدينية الأرثوذكسية الروسية إنها تمتلك هذين العقارين منذ عشرينات القرن الماضي وأن الوثائق المسجلة التي قدمها الاتحاد الروسي غير صالحة.

وأقرت المحكمة بأن الجمعية الدينية المحلية هي المالكة بالاستحواذ عليها "بالتقادم" - أي الاستحواذ بعد فترة زمنية محددة على ملكية في غياب نزاع - لـ"كنيسة القديس نيكولاس وسانت ألكسندرا"، المعروفة باسم "الكنيسة القديمة" الروسية الأرثوذكسية وكذلك المقبرة الروسية التي يرقد فيها العديد من أحفاد الروس الذين فروا من الثورة البلشفية.

لكن المحكمة رفضت في الوقت نفسه استئنافا تقدمت به هذه الجمعية بشأن ثلاثة عقارات متاخمة لكاتدرائية القديس نيكولاس، وهي مبنى تمكن الاتحاد الروسي من استرداده في عام 2013 بعد معركة قانونية طويلة. كما رفضت طلبات تعويض قدمتها الجمعية الدينية.

وقال رئيس الجمعية أليكسيس أوبولينسكي "نحن مرتاحون وسنكون قادرين على تنظيم العبادة ودفن موتانا". إلا أنه عبر عن أسفه لأن القضاء "يحرمنا من أراض ندفع لها ضرائب على الممتلكات منذ 1927" وكذلك من "إمكانية تحقيق دخل" عبر صفقة عقارية كانت قيد الإعداد.

من جهته، قال محامي الجمعية إنه "يشعر بخيبة أمل من تساهل المحكمة مع كاتب العدل" الذي صاغ الوثائق في 2014. وقد اعترفت المحكمة بأنه ارتكب خطأ لكنها رفضت طلب الجمعية الحصول على تعويض.

أما محامي الاتحاد الروسي فلم يوضح ما إذا كان موكله سيطعن في القرار. وقال "إنه قرار دولة وهذا لا يتم خلال دقائق"، مرحبا برفض طلبي التعويض وإلغاء سند ملكية الأراضي الواقعة بالقرب من الكاتدرائية.

وعلى هامش جلسة الاستماع، أكد محامي الاتحاد الروسي في نوفمبر أن روسيا لم تجعل ملكية هذه العقارات قضية دبلوماسية أو مالية. وقال إن "المهم ليس القيمة السوقية للموقع بل قيمته الدينية".

لم تعترف رعية نيس الروسية الأرثوذكسية التي تديرها الجمعية يوما بالإشراف الديني لموسكو مفضلة حتى 2019 بطريركية القسطنطينية ثم أبرشية الأسقف جوزيف مطران بطريركية رومانيا.