بعد الضربة الأميركية لميليشيات إيران عند الحدود السورية-العراقية، هل تجرؤ طهران على استهداف القواعد والمواقع الأميركية شمال شرق سورية بصواريخها التي سلمتها لميليشياتها هناك؟

إيلاف من بيروت: تزامناً مع الضربة الجوية الأميركية الجديدة التي استهدفت ميليشيات موالية لإيران من جنسية عراقية عند الحدود السورية-العراقية، قرب معبر القائم بريف البوكمال شرقي دير الزور، يطرح المرصد السوري لحقوق الإنسان سؤالًا مهمًا: "هل ستجرؤ إيران على استهداف القواعد والمواقع الأميركية شمال شرق سورية، وهل ستتمكن إيران من استخدم أسلحتها التي تستقدمها بشكل دوري إلى مواقعها غربي الفرات ضد القوات الأميركية؟".

مشاركة خجولة

وقال المرصد إنه لطالما أكد أن شحنات الأسلحة التي تعمد إيران والميليشيات الموالية لها إلى استقدامها لها أبعاد أخرى تندرج ضمن الصراع “الأميركي-الإيراني”، لا سيما أن مشاركة إيران خجولة جداً في العمليات ضد داعش، في الوقت الذي تستقدم فيه أسلحة بشكل دوري ورصد المرصد السوري خلال أقل من شهر 4 شحنات للسلاح على الأقل جرى استقدامها من العراق، كما يأتي ذلك في ظل نفي التحالف لتعزيزاته وتدعيم قواعده وإنشاء مواقع جديدة لها شمال شرق البلاد.

أشار المرصد السوري إلى وصول تعزيزات لوجستية وعسكرية لـ”التحالف الدولي” والقوات الامريكية استكمالًا لبناء القاعدة العسكرية الجديدة في محيط حقل العمر النفطي في ريف دير الزور.

وكانت مصادر قد أفادت في فبراير الجاري إلى أن قوات التحالف الدولي تعتزم إنشاء مدرج لهبوط الطائرات الحربية في القاعدة، في حين نفذت تلك القوات تدريبات عسكرية ومناورات في المناطق المجاورة.

وتعد قاعدة حقل العمر النفطي من أكبر القواعد العسكرية الأميركية في شمال شرق سورية، وهي نقطة انطلاق للعمليات الأمنية، والإنزال الجوي ضد خلايا تنظيم داعش، كما تحتوي على أسلحة ثقيلة ومهبط للطائرات المروحية.

صواريخ "فاطميون"

تأتي هذه التحركات الكبيرة لـ”التحالف الدولي” والقوات الأميركية في ظل استمرار دخول التعزيزات العسكرية للميليشيات الإيرانية وتمركزها على ضفاف نهر الفرات المقابل للقواعد الأميركية في المنطقة، حيث كان المرصد قد رصد استقدام الميليشيات الإيرانية لشحنات من الصواريخ أرض - أرض في برادات نقل الخضار والفاكهة من العراق إلى ضفة نهر الفرات في منطقة الميادين، التي تبتعد 14 كيلو مترًا عن أكبر قاعدة عسكرية لـ”التحالف الدولي” في حقل العمر النفطي.

وكان المرصد السوري قد قال إن شحنة أسلحة جديدة وصلت للميليشيات الموالية لإيران إلى مواقعها في غربي الفرات؛ إذ دخلت شحنة أسلحة تابعة لميليشيا “لواء فاطميون” الأفغانية التي باتت على ما يبدو القوى الضاربة الثانية لإيران في سورية بعد حزب الله.

ووفقاً لمصادر المرصد، فإن الشحنة دخلت في شاحنات خضار تجارية محملة بقذائف وصواريخ وذخائر ودخلت عبر معبر غير شرعي قادمة من العراق، وتوجهت إلى منطقة المزارع الواقعة بأطراف مدينة الميادين شرقي دير الزور، أكبر تجمع للإيرانيين والميليشيات الموالية لها في المنطقة.

أضافت مصادر المرصد السوري إلى أن الشحنة جرى تخزينها ضمن أنفاق تحت الأرض في منطقة المزارع، كان تنظيم داعش قد حفرها سابقاً إبان سيطرته على المنطقة، لتقوم الميليشيات الإيرانية باستغلالها خير استغلال بعد سيطرتها على المنطقة.

أسلحة لا فاكهة

وكان المرصد السوري نشر في 20 الشهر الجاري أن شحنة أسلحة جديدة استقدمتها القوات الإيرانية والميليشيات الموالية لها إلى الأراضي السورية قادمة من العراق، حيث دخلت 3 شاحنات مدنية من المفترض أن تحمل خضار وفاكهة، إلا أنها كانت محملة بأسلحة وذخائر تابعة للإيرانيين دخلت برفقة سيارتين دفع رباعي، من معبر غير شرعي بين العراق وسورية قرب قرية العباس التابعة لمنطقة الجلاء في ريف مدينة البوكمال شرقي دير الزور، حيث تستخدم إيران هذه المعابر لنقل السلاح والذخائر، وجرى إفراغ الشحنة في تلك المنطقة، فيما لم ترد معلومات حول إذا جرى نقلها بعد ذلك إلى مواقع إيرانية أخرى.

واشار المرصد في 11 فبراير الجاري إلى أن طيرانًا مسيرًا مجهول الهوية عمد إلى استهداف سيارة تحمل شحنة أسلحة قادمة من العراق، لقرب معبر عسكري غير شرعي بين العراق وسورية تستخدمه الميليشيات، وذلك قرب مدينة البوكمال بريف دير الزور الشرقي وسط دوي انفجارات عنيفة بالمنطقة عقب استهداف السيارة المحملة بذخيرة وسلاح، ما أدى إلى تدمير الشحنة ومقتل 4 من الميليشيات.

كذلك، أشار المرصد السوري في 29 يناير إلى وصول صواريخ أرض – أرض قصيرة ومتوسطة المدى إيرانية الصنع لحزب الله العراقي المتمركز في محيط بلدة التبني الخاضعة لسيطرة قوات النظام غربي دير الزور، حيث جرى إدخالها عبر معابر غير رسمية بين سورية والعراق، عبر شاحنات مدنية وبلغ عدد الصواريخ 56 صاروخ وفقاً لمصادر المرصد السوري.