سان سلفادور: يصوت الناخبون في السلفادور الأحد لاختيار نواب ورؤساء بلديات جدد في اقتراع يجري في أجواء من التوتر وهو حاسم للرئيس الشاب نجيب أبو كيلة الذي يأمل في الحصول على أغلبية مطلقة في المجلس التشريعي.

وبعد حملة شهدت أعمال عنف، يفترض أن تفتح مراكز الاقتراع في جميع أنحاء البلاد ابوابها عند الساعة السابعة (13,00 ت غ) لاستقبال الناخبين المسجلين البالغ عددهم 5,4 ملايين شخص لعشر ساعات.

وستجرى عملية الاقتراع بإشراف أربعين ألفا من أفراد قوات الأمن والمراقبين الدوليين.

وستعرف النتائج الموقتة ليلا لكن إعلان النتائج الرسمية قد لا يتم قبل 15 يوما. لن يتولى النواب الجدد مناصبهم قبل الأول من مايو.

وتتنافس عشرة أحزاب من مختلف التيارات السياسية في الاقتراع الذي سيختار فيه الناخبون 84 نائبا و 262 رئيس بلدية وعشرين نائبا ببرلمان أميركا الوسطى، هيئة التكامل الاقليمي.

وسيتم انتخاب الجميع لمدة ثلاث سنوات.

وقد يسمح الاقتراع للرئيس نجيب أبو كيلة (39 عاما) الذي يتهمه معارضوه بالاستبداد، بتعزيز سلطته إذا فاز بالأغلبية في الجمعية الوطنية مع الأحزاب التي تدعمه كما تتوقع استطلاعات الرأي، أي حزب "الأفكار الجديدة" الذي أسسه والتحالف الوطني الكبير الذي رشحه للانتخابات الرئاسية في 2019.

وتشير استطلاعات الرأي إلى نهاية هيمنة حزبي المعارضة التحالف الجمهوري القومي اليميني وجبهة فاربوندو مارتي للتحرير الوطني (تمرد ماركسي سابق) على البرلمان الذي يتألف من مجلس واحد في 2018.

وسيطر هذان الحزبان على الحياة السياسية في السلفادور منذ اتفاقات السلام التي أبرمت في 1992 وأنهت 12 عاما من الحرب الأهلية.

انتخب ابو كيلة في 2019 لمدة خمس سنوات كبديل للحزبين واصطدم بالنواب خلال أول سنتين من ولايته.

وصل الأمر بأبو كيلة إلى حد اقتحام البرلمان قبل عام في التاسع من شباط/فبراير 2020 بدعم من أفراد الشرطة والجيش المسلحين ببنادق هجومية، لفرض تصويت على قرض لتمويل خطته لمكافحة الجريمة المنظمة.

وكان رئيس الدولة قد هدد من المنصة بحل البرلمان لكنه تخلى عن الفكرة بعد صلاة قصيرة صامتة.

وأفاد آخر استطلاع للرأي أجرته جامعة "سنترو اميريكان" التي يدريها اليسوعيون وتتمتع بنفوذ كبير أن "الأفكار الجديدة" يمكن أن يحصل على أغلبية مريحة من 55 نائبا.

وحذر مدير المؤسسة السلفادورية لدراسات إنفاذ القانون شاول بانوس من أنه إذا أكد الناخبون توقعات استطلاعات الرأي، فسيتمكن ابو كيلة من "تركيز السلطة" بين يديه.

وقال بانوس إن الرئيس يمكنه "الموافقة على قوانين أو تعديلها أو إلغاءها كما يراه مناسبا" إذا حصل حزب الأفكار الجديدة الذي أسسه على أغلبية مريحة من 55 نائبا من أصل 84 في البرلمان كما يتوقع آخر استطلاع للرأي أجرته جامعة أميركا الوسطى التي يديرها اليسوعيون.

كما يمكنه بذلك تعيين قضاة في المحكمة العليا وفي النيابة العامة وهما مؤسستان واجهتهما مشاكل بالفعل. منذ توقيع اتفاقات السلام عام 1992 التي أنهت 12 عاما من الحرب الأهلية، لم يحصل أي حزب على الأغلبية المطلقة في البرلمان ما أجبر القوى السياسية على الحوار من أجل التوصل إلى حلول وسط.

من جهته، قال المحلل وأستاذ العلوم السياسية خوان رامون ميدرانو لفرانس برس: "بالنسبة للديموقراطية تركيز السلطة بيد حزب واحد أمر ليس جيدا".

وقبيل الاقتراع دان المؤتمر الأسقفي في السلفادور عنف الحملة التي أودت بحياة اثنين من ناشطي "جبهة فارابوندو مارتي للتحرير الوطني" ودعا الناخبين إلى التفكير في المستقبل.

وشارك الرئيس الشاب (39 عاما) بنشاط في حملة الانتخابات التشريعية حتى أنه تجاوز قانون الانتخابات، حسب معارضيه.

فقد استخدم رئيس الدولة أموالا عامة لا يملك حق التصرف فيها لتوزيع طرود غذائية في أوج الحملة تحت غطاء مساعدات أثناء جائحة كوفيد-19، على حد قول دانيلو ميراندا، أستاذ العلوم السياسية في جامعة آسيا الوسطى.

ويؤكد ميراندا أن أبو كيلة وصل إلى حد "القيام بأفعال محظورة رسميا بموجب قانون الانتخابات مثل تدشين أشغال عامة قبل اقل من شهر من الاقتراع" و"الاعتماد على خطابا عدائي لتشويه صورة خصومه السياسيين".