إيلاف من الرياض: يروي فيلم وثائقي قصير يحمل اسم "اللواء الذهبي.. بين ملحمة الخفجي وميادين العزة بالحد الجنوبي" أحداثاً مهمة في حقبة مفصلية بتاريخ مسيرة الخليج. إذ يرصد الفيلم أحداث ما يعرف بالغزو العراقي للكويت، وما تبعه من أحداث عسكرية لتحريرها، إضافة إلى الدور المحوري والمهم الذي أدته السعودية حينما تدخلت بأمر من العاهل السعودي الملك فهد بن عبدالعزيز ذلك الوقت.

يجسد الفيلم الذي أنتجته وزارة الحرس الوطني السعودي وشاركته عبر منصاته كافة قصة التضامن العميق بين المملكة والكويت في أثناء الحرب على العدوان العراقي مجسدة بذلك روح الأخوة وضاربة أروع الأمثلة في التلاحم والتعاون. حتى تحررت الكويت .

يستعرض الفيلم تفاصيل قصة معركة تحرير الكويت، التي وقعت في عام 1990، والساعات الأولى من الاحتلال، إضافة إلى مشاركة قوات الحرس الوطني في هذه المعركة ممثلة بلواء الملك عبد العزيزالآلي في الأحساء، الذي أُطلق عليه فيما بعد "اللواء الذهبي" إذ أنه بعد 48 ساعة من تأكيد الغزو العراقي للكويت، تحرك لواء الملك عبدالعزيز وهو أحد ألوية جهاز الحرس الوطني تجاه الحدود السعودية الكويتية، ليتخذ المواقع اللازمة، أستعداداً للحرب.

الفيلم يحوي أيضاً عدداً من المقابلات مع عسكريين سعوديين شهدوا تلك الحقبة وشاركوا في الحرب. بدوره، تحدث قائد لواء الملك عبدالعزيز الآلي سابقاً اللواء المتقاعد تركي الفرم، أنه حينما أُنبئنا بحادثة غزو الجيش العراقي للكويت أصبنا بحالة ذهول، مضيفاً أن اجتياح واحتلال الكويت من قبل العراق لم يكن أمراً متوقعاً.

وتحدث اللواء ركن متقاعد محمد عبدالله القرني أحد ضباط اللواء أنه بعد دخول القوات العراقية إلى مدينة الخفجي، أعددنا الكتيبة السابعة لنتوجه إلى المدينة، لبدء معركة التحرير، وقبل البدء كان هناك عدد من الجنود الأميركيين التابعين لقوات المارينز محاصرين من قبل القوات العراقية، بيد أننا تلقينا تعليمات عسكرية بتحريرهم أولًا.

أحداث مهمة وثقها الفيلم أحدها هو ما واجهته قوة الحرس الوطني في بداية عملية التحرير من نيران كثيفة تطلقها القوات العراقية من داخل الخفجي لتمركز القناصة العراقيين أعلى برج المياه، فيما دمر لواء الملك عبدالعزيز ذلك البرج حتى طُهرت المدينة من قوات الغزو العراقي.

وقال قائد اللواء تركي الفرم إننا دمرنا برج المياه الذي تختبئ به العناصر العراقية، وهزمناهم شر هزيمة وحررنا الخفجي، ودخلنا إلى الكويت للمساهمة في تحريرها ونجحنا بذلك.

في المقابل، نوه الجنرال "جيمس تايلور" المستشار العسكري الأمريكي إلى الدور العسكري الذي أدته السعودية في أتون المعركة إذ قال إن المفاجئة هي أنه كلما ترى معركة الخفجي، تعتقد أن المارينز الأمريكان هم من حرروها وهذا أمر ليس بصحيح إذ أن أولئك الأمريكان كانوا يختبئون وراء الجدار ومن حررها هم السعوديون وحدهم.

الحرس الوطني.. تاريخ طويل من الشجاعة والصمود

منذ توحيد المملكة البلاد بدأت مرحلة جديدة وهي بناء المؤسّسات وتطويرالدولة.

فأنشأت الحكومة وقتها مكتب الجهاد والمجاهدين في عام 1949 حينها تشكلت نواة الحرس الوطني، وفي عام 1955 طور المكتب ليواكب المرحلة التي تعيشها المملكة فصدر أمر ملكي بتشكيل الحرس الوطني في سائر أنحاء المملكة.

تولى حينها الأمير عبدالله بن فيصل الفرحان رئاسة الحرس الوطني، وفي عام 1957 تولّى الأمير خالد بن سعود بن عبدالعزيز الرئاسة، ثم تلاه الأمير سعد بن سعود بن عبدالعزيز, وأستمرت المرحلة التأسيسة حتى عام 1962.

وبعدئذ، عُينَ الأميرعبدالله بن عبدالعزيز رئيساً للحرس الوطني وقتئذ، وبدأت حينها الانطلاقة الكبرى بإنتقال الحرس الوطني من مجرد وحدات تقليديّة، من المجاهدين والمتطوعين وثكنات من الخيام، إلى مؤسّسة حضاريّة كبرى وصرح عسكري شامخ.

وبعد أن وضع الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، العاهل السعودي لاحقاً الصورة الشاملة لمستقبل الحرس الوطني كمؤسسة حضارية متكاملة؛ جاءت الخطط الطموحة متوافقة مع تصوره وذلك بإعادة تشكيل الحرس الوطني ليصبح أكثر مرونة واقتدار ويلبي طموحات القادة.

وفي عام 1974 بدأت مرحلة جديدة للقوة العسكرية الكبرى في السعودية، عندما بدأ برنامج تطويره بإعادة تنظيم وحدات الحرس الوطني كافة.

إذ بنيت خطة التطوير على مفهوم الأسلحة المشتركة، فيما تشكلت كتائب الأسلحة المشتركة التي كانت نواة لألوية المشاة الآلية، إذ تتمتع بالعديد من الخصائص القتالية العالية.

كما ساهم البرنامج في تشكيل العديد من وحدات الأمن الخاصة، ووحدات الإسناد مثل الهندسة، والإمداد والتموين، والاتّصالات، ووحدات الإسناد الطبّيّ .

في ديسمبر 2018 تولى الأمير عبدالله بن بندر بن عبدالعزيز وزارة الحرس الوطني ولا زال.

وتذود وزارة الحرس الوطني عن أراضي وحدود المملكة كما تسعى للحفاظ على الأمن والاستقرار الداخلي للبلاد، إذ تعمل كقوة عسكرية مسلحة دفاعية.

وتضطلع الوزارة بعدد من المهام المتثملة في حماية المنشآت الحيوية والاستراتيجية إضافة إلى مشاركة ومساندة الجهات الأمنية الأخرى في حالات الطوارئ والحروب والكوارث الطبيعية إلى جانب تقديم الدعم الصحي في حالة الطوارئ.