برازافيل: يسعى الرئيس دينيس ساسو نغيسو البالغ من العمر 77 عاما أمضى 36 منها على رأس السلطة، إلى إعادة انتخابه في الدورة الأولى من الاقتراع الرئاسي الأحد في الكونغو برازافيل حيث أبدى أعضاء في المجتمع المدني "تحفظات جدية" على شفافية الاقتراع.

ورفعت بالونات فوق قصر المؤتمرات في برازافيل الذي غطته صورتان عملاقتان للرئيس المرشح.

وكتب على ملصقات حملة مرشح حزب العمل الكونغولي عبارة "ضربة قاضية"، لإثبات عزمه على إعادة انتخابه من الدورة الاولى كما حصل في 2016 أمام منافسيه الستة.

كما كتب على يافطات "الشباب سيكسب من إعادة انتخاب دينيس ساسو نغيسو".

وذكر بانه أرسل أكثر من ألف شاب "إلى كوبا للتدرب في مجال الطب لعلاج شعبنا".

واعلن أن "هذه السياسة التي تفيد الشباب ستستمر بقوة وتصميم خلال الولاية الجديدة" وبفضلهم "ستنظم البلاد نفسها لتنتج محليا الدواجن والبيض" بدلا من استيرادها.

والقضايا الاقتصادية السيئة هاجس سكان البلد البلد الذي يعد خمسة ملايين نسمة ويتوقع تراجع إجمالي الناتج الداخلي ب9% بسبب كوفيد-19.

وحتى قبل الأزمة الصحية بلغ إجمالي الناتج الداخلي 2279 دولارا في 2019 مقابل 3922 دولارا في 2012 في عهد الإيرادات النفطية وفقا للبنك الدولي.

وأمام مأزق الاعتماد على النفط، ركز ساسو نغيسو حملته على الشباب والزراعة معتبرا انه "من المعيب" أن تستورد البلاد القسم الأساسي من السلع التي تستهلكها.

واعلن الناشط فرانك نزيلا "يقر الرئيس بشكل ما بفشله".

"عملية انتخابية هادئة"

لكن الأجواء كانت أقل تلبدا مما كانت عليه قبل خمس سنوات. وقبل أيام رأى فريديريك بنتسامو أن الانتخابات "يجب ألا تكون مناسبة لإيقاظ الانقسامات الماضية".

وحمل شخص يعرف باسم القس نتومي (56 عاما) حمل السلاح في منطقة بول (جنوب) بعد إعادة انتخاب ساسو نغيسو المثيرة للجدل في آذار/مارس 2016. وشنت القوات النظامية هجوما مضادا تسبب بتهجير 140 ألف شخص بحسب مصادر معنية بحقوق الإنسان.

وأعلنت السلطات وقفا لاطلاق النار في كانون الأول/ديسمبر 2017.

كما اجتمع أنصار المنافسين الرئيسيين للرئيس المنتهية ولايته، واثنان من وزرائه السابقين الذين انتقلوا إلى صفوف المعارضة غي-بريس بارفيه كوليلاس وماتياس دزون لاختتام الحملة بتجمعات في برازافيل.

وتعهد كوليلاس الذي وصل في المرتبة الثانية قبل خمس سنوات، بالافراج عن مرشحي العام 2016 الجنرال جان ماري موكوكو وأندريه اوكومبي ساليسا اللذين حكم عليهما في 2018 بالسجن عشرين عاما بتهمة "المساس بأمن الدولة".

وفي منطقة بول، معقل كوليلاس، كان رجل في ال51 ينتظر منذ ساعات قطار بضائع لقطع مسافة 18 كلم. وقال "نريد التغيير".

ويريد المؤتمر الأسقفي اختبار تطبيق لأجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية يسمح بتنزيل محاضر جميع مراكز الاقتراع لتكوين فكرة آنية عن حقيقة ما يحصل في صناديق الاقتراع - إلا في حال قطع الإنترنت.

وكما في كل اقتراع في افريقيا الوسطى، تتحول الأنظار إلى فرنسا قوة الاستعمار السابقة والجهة المانحة الرئيسية.

وفي اعلان للمتحدث باسمه دعا الأمين العام للامم المتحدة أنطونيو غوتيريش "كافة الأطراف المعنية إلى العمل لصالح عملية انتخابية هادئة".

وتولى ساسو نغيسو السلطة في 1979. وهزم أمام باسكال ليسوبا في أول انتخابات تعددية في 1992.

لكن هذا المثال النادر للتناوب السلمي في إفريقيا الوسطى انتهى في 1997 مع عودة ساسو نغيسو إلى السلطة، بعد حرب أهلية مع قوات ليسوبا. في 2015، غير البند الدستوري الذي كان يحدد عدد الولايات الرئاسية باثنتين.

وتسلطت الأضواء على أداء السلطة منذ سنوات إثر تحقيق مدو في فرنسا في 2017.

ووجهت إلى أقارب الرئيس الكونغولي تهمة "غسل أموال عامة واختلاسها" في ما يسمى بقضية "المكاسب غير المشروعة" التي تستهدف أيضا العائلات التي تتولى السلطة في الغابون وغينيا الاستوائية.