أفرجت سلطات الانقلاب في ميانمار عن مراسل بي بي سي أونغ ثرا بعد أيام من احتجازه.

وقالت الخدمة البورمية في بي بي سي إن رجالا مجهولين كانوا يرتدون ملابس مدنية نقلوا مراسلها إلى مكان مجهول يوم 19 مارس/ آذار عندما كان يغطي الأحداث خارج إحدى المحاكم في العاصمة ناي بي تاو.

واعتقلت السلطات 40 صحفيا منذ الإطاحة بالحكومة المدنية في انقلاب عسكري يوم 1 فبراير/ شباط.

وألغى العسكر أيضا التراخيص التي كانت ممنوحة لخمس شركات إعلامية.

واعتقل الصحفي، أونغ ثرا، إلى جانب مراسل آخر اسمه، ثان هتيكي أونغ، يعمل لصالح مؤسسة أخبار محلية اسمها "ميزيما"، والتي كانت الحكومة العسكرية قد ألغت رخصتها في وقت سابق من الشهر الحالي.

وكان الرجال الذين احتجزوا الصحفيين قد وصلوا في شاحنة صغيرة لا تحمل أي أرقام في منتصف اليوم تقريبا بالتوقيت المحلي وطالبوا بالالتقاء بهما.

ولم تتمكن بي بي سي من الاتصال بمراسلها بعد احتجازه.

وقالت منظمة الأمم المتحدة إن 149 شخصا على الأقل قتلوا جراء العصيان المدني، بالرغم من أنه يُعتقد أن الرقم الحقيقي أعلى من ذلك بكثير.

وتأكد مقتل 38 شخصا يوم 14 مارس/ آذار وهو من أكثر الأيام دموية في ميانمار.

محتجون في ميانمار
Getty Images
محتجون يتحصنون خلف متاريس في بلدة ثاكيتا بمدينة يانغون يوم الجمعة الماضي

وذكرت التقارير أن عطلة نهاية الأسبوع الأخيرة شهدت أيضا اندلاع احتجاجات جديدة قتل فيها عدة أشخاص.

وأضافت أن رجلا قتل في بلدة مونيوا وسط البلاد، كما تم تداول تقارير أفادت بسقوط ضحايا في مدينة ماندالاي وهي ثاني أكبر مدينة بالبلاد.

ونظم المحتجون في البلد احتجاجات ليلية رافقها إشعال الشموع خلال عطلة نهاية الأسبوع وانضم إليهم في بعض المناطق رهبان بوذيون يحملون الشموع.

وأعلن الاثنين عن تنظيم مزيد من الاحتجاجات، وخصوصا في يانغون وهي أكبر مدينة في ميانمار.

وأدان بيان مشترك صادر عن سفارات الاتحاد الأوروبي وسفارة الولايات المتحدة وسفارة المملكة المتحدة "العنف الوحشي ضد مدنيين غير مسلحين من طرف قوات الأمن".

وطالب البيان الجيش برفع الأحكام العرفية، والإفراج عن المحتجزين، وإنهاء حال الطوارئ واستئناف الحياة الديمقراطية.

وانتقد رئيس الوزراء الماليزي، محيي الدين ياسين، في الوقت ذاته استخدام الجيش للقوة المميتة، داعيا إلى انتهاج "مسار يقود إلى الحلول السلمية".

وكرر دعوة الرئيس الإندونيسي، جوكو ويدودو، الموجهة إلى رابطة دول جنوب شرق آسيا، من أجل عقد قمة بخصوص الوضع في ميانمار.

وتصنف الأمم المتحدة الروهينغا باعتبارهم أقلية دينية ولغوية غربي ميانمار، وتقول إنهم من بين أكثر الأقليات تعرضا للاضطهاد في العالم.

وخلال الأعوام الماضية، حاول الكثير من الروهينغا ركوب قوارب في محاولة للهرب إلى دول أخرى، بحسب وكالة الأمم المتحدة للاجئين.

ولأن كثيرين منهم لم ينجحوا في العثور على دولة مستعدة لاستقبالهم، أصبحوا في الواقع موضع صد ورد في أنحاء جنوب شرقي آسيا دون أن يعثروا على موطن دائم.

نبذة عن ميانمار

•نالت ميانمار استقلالها عن بريطانيا في عام 1948. وحكم الجيش البلاد خلال معظم مراحل التاريخ المعاصر

•وبدأ تخفيف القيود بعد عام 2010 فصاعدا، الأمر الذي أدى إلى تنظيم انتخابات حرة في عام 2015 وتنصيب حكومة بقيادة زعيمة المعارضة المخضرمة أونغ سان سو كي في العام التالي

•في عام 2017، رد جيش ميانمار على الهجمات التي استهدفت الشرطة من قبل مسلحي الروهينغا، وترافق ذلك مع قمع مميت لهذه الأقلية، الأمر الذي قاد إلى ترحيل أكثر من نصف مليون شخص من الروهينغا على امتداد الحدود مع بنغلاديش ووصفت منظمة الأمم المتحدة في وقت لاحق ما حدث بأنه "مثال نموذجي للتطهير العرقي" .