يخشى مراقبون من ارتفاع أعداد القتلى جرّاء حريق ضخم شبّ في مخيم للاجئي الروهينجا بمنطقة كوكس بازار في بنغلاديش.

وتأكد حتى الآن مقتل سبعة أشخاص، بينما تشرّد عشرات الآلاف من سكان المخيم هربا من الموت احتراقا.

ونقلت المنظمة الدولية للاجئين عن شهود عيان القول إن الأسلاك الشائكة التي تسوّر المخيم تركت سكّانه محاصرين وبينهم أطفال.

ويعتبر مخيم كوكس بازار ملاذاً لأكثر من مليون لاجئ كانوا قد نزحوا من ميانمار عام 2017.

وتقدّر جماعات إغاثية أن الحريق الحق الضرر بسكن ما بين 40 إلى 50 ألف من سكان المخيم.

ولجأ كثيرون، ممن كانوا يسكنون القطاع الذي أتت عليه النيران في المخيم، إلى قطاعات أخرى قريبة، أو أصدقاء أو مراكز تعليمية، بحسب برنامج الغذاء العالمي الذي أفاد باحتراق عدد من منافذه.

امرأة تلتقط ما تبقى من النار من ممتلكاتها
BBC
كثيرون من سكان المخيم عادوا إليه يوم الثلاثاء لالتقاط ما تركته النار من ممتلكاتهم

وقال مسؤول في خدمة الإطفاء بالمخيم لبي بي سي، إن ألسنة الدخان لا تزال تتصاعد من أماكن عديدة رغم السيطرة على الحريق.

"آلاف البيوت تحوّلت إلى رماد"

قال شهود عيان لبي بي سي، إن النيران التي اندلعت أمس الاثنين، اجتاحت القطاع بسرعة مروّعة.

أشخاص في أطلال خيمة
BBC
العديد من بيوت المخيم مصنوعة من سيقان البامبو أو من الأخشاب

وقالت موينا خاتون إن النيران شبّت فجأة من الجنوب.

وأضافت: "في البداية ظننت أنهم سيخمدونها، فلم أحضر متعلقاتي من داخل البيت. ولما اشتدت النيران لجأتُ إلى حديقة قريبة. لم أشهد في حياتي نيرانا بهذه الشراسة".

حريق ضخم
BBC
حريق ضخم يجتاح مخيما للاجئين الروهينجا في بنغلاديش

وقال سيد علام، أحد سكان المخيم، إن "آلاف البيوت تحولت إلى رماد".

وقالت شوبي ميراج لبي بي سي: "زوجة ابني حامل. وقد بعت ذهبي لإدخالها المستشفى. كل أموالي احترقت. وها هي زوجة ابني قد فُقدت".

وقال مدير مكتب منظمة أنقذوا الأطفال في بنغلاديش، أونو فان مانين: "لم يكن ينقص لاجئي الروهينجا المزيد من الحوادث الأليمة، بعد ما شهدوه على مدى العامين الماضيين. إنهم بالفعل يعيشون في ظل ظروف بالغة الصعوبة".

ويعدّ مخيم كوكس بازار الذي اشتعلت فيه النيران الأكبر من نوعه في العالم. ويؤوي المخيم أكثر من مليون من الروهينجا الذين نزحوا من ميانمار مع حملة شنّها الجيش هناك ضدهم.

ويشكّل مسلمو الروهينجا أقلية في ميانمار ذات الأغلبية البوذية، ويعانون اضطهادا منذ أجيال.

وبدأت آخر موجات نزوح الروهينجا إلى بنغلاديش في أغسطس/آب 2017، إثر حملة وحشية شنّها جيش ميانمار ضدهم. وقال الجيش حينها إن الحملة جاءت رداً على هجمات ضد مراكز للشرطة في البلاد نفذّتها مجموعات مسلحة من الروهينجا.