إيلاف من لندن: رفضت رئيسة المفوضية الأوروبية العليا أورسولا فون دير لاين التوقيع على نداء من أكثر من 20 من قادة العالم للمطالبة بمعاهدة عالمية جديدة بشأن التأهب لمواجهة الأوبئة في المستقبل.

وكان رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من بين الشخصيات البارزة التي وضعت اسمها في مقال مشترك يحث على مزيد من التعاون لضمان قدرة البلدان بشكل أفضل على الاستجابة لأزمة صحية في المستقبل.

تذكرة صارخة
وقالت الوثيقة إن فيروس كورونا Covid-19 كان بمثابة "تذكرة صارخة ومؤلمة بأن لا أحد بأمان حتى يصبح الجميع بأمان، وحددت الالتزام بـ "ضمان الوصول الشامل والعادل إلى لقاحات وأدوية وتشخيصات آمنة وفعالة ومعقولة التكلفة".

وقال تقرير إنه من المرجح أن يؤدي غياب توقيع رئيسة المفوضية الأوروبية عن المقال إلى إعادة إشعال المخاوف من أنها قد تعود إلى تهديدها بحظر تصدير لقاحات فيروس كورونا إلى المملكة المتحدة.
وقال مسؤول في الاتحاد الأوروبي لصحيفة (التلغراف) البريطانية: "في الواقع، أُبلغت المفوضية بمقالة الرأي ونطاق معاهدة الأوبئة لكنها اختارت عدم المشاركة في التوقيع".

لندن وبروكسل
ووقع النداء (الوثيقة) تشارلز ميشيل رئيس المجلس الأوروبي. وردًا على سؤال حول وجود تناقض بين موقفي رئيسة المفوضية ورئيس المجلس، قالت نائبة المتحدث باسم المفوضية: "اسمحوا لي أن أؤكد أن هناك تعاونًا قويًا يجري بين الرئيسة ورئيس المجلس الأوروبي بشأن الاستعداد للوباء في المستقبل".

ولا يزال الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة عالقين في محادثات بشأن إمدادات اللقاح بعد اندلاع خلاف حاد حول تهديد حظر التصدير من السيدة فون دير لاين.

وبدا أن الجانبين تراجعا عن حافة الهاوية الأسبوع الماضي بعد أن أصدروا بيانًا مشتركًا قال فيه "إننا جميعًا نواجه نفس الوباء".

وقال البيان إن بروكسل وبريطانيا ستناقشان "ما يمكننا القيام به أكثر لضمان علاقة مفيدة متبادلة بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي بشأن كورونا Covid-19".

وكانت فون دير لاين أصدرت تهديدها بحظر التصدير وسط ضغط متزايد بشأن طرح الكتلة الفاشلة للقاح والخلاف حول الإمدادات بين بروكسل وأسترازينيكا.

الحرب العالمية
وإذ ذاك، قال النداء (الوثيقة) الذي وقعه جونسون وزملاؤه من قادة العالم أنه بعد "الدمار الذي خلفته الحرب العالمية الثانية، اجتمع القادة السياسيون معًا لتشكيل نظام متعدد الأطراف". ودعت إلى عرض مماثل للوحدة في أعقاب جائحة الفيروس التاجي.

وقال: "اليوم، لدينا نفس الأمل، حيث نكافح معًا للتغلب على جائحة Covid-19، يمكننا بناء هيكل صحي دولي أكثر قوة يحمي الأجيال القادمة".

وأضاف المقال: ستكون هناك أوبئة أخرى وحالات طوارئ صحية كبرى أخرى. لا يمكن لأي حكومة أو وكالة متعددة الأطراف أن تتصدى لهذا التهديد بمفردها. السؤال ليس إذا، ولكن متى؟.

وأكد موقعو النداء: معًا، يجب أن نكون أكثر استعدادًا للتنبؤ بالأوبئة ومنعها واكتشافها وتقييمها والاستجابة لها بشكل فعال بطريقة منسقة للغاية.

وقالوا: لقد كانت جائحة كورونا Covid-19 بمثابة تذكير صارخ ومؤلم بأنه لا يوجد أحد آمن حتى يصبح الجميع آمنين. ولذلك، فإننا ملتزمون بضمان الوصول الشامل والعادل إلى اللقاحات والأدوية ووسائل التشخيص الآمنة والفعالة والميسورة التكلفة لهذه الأوبئة والمستقبلية.

وأكدوا: "التحصين هو منفعة عامة عالمية وسنحتاج إلى أن نكون قادرين على تطوير وتصنيع ونشر اللقاحات بأسرع ما يمكن."

وخلص المقال إلى التأكيد على أن الدول "يجب أن تعمل معًا من أجل معاهدة دولية جديدة للتأهب للوباء والاستجابة لها".

موقعون
يشار إلى من بين الذي شاركوا في التوقيع على النداء لإعداد العالم بشكل أفضل لمواجهة الأوبئة في المستقبل، كل من بينيماراما رئيس وزراء فيجي، أنطونيو لويس سانتوس دا كوستا رئيس وزراء البرتغال، كلاوس يوهانيس رئيس رومانيا، بوريس جونسون رئيس وزراء المملكة المتحدة، بول كاغامي رئيس رواندا، أوهورو كينياتا رئيس كينيا، إيمانويل ماكرون رئيس فرنسا، أنجيلا ميركل مستشارة ألمانيا، شارل ميشيل رئيس المجلس الأوروبي، كيرياكوس ميتسوتاكيس رئيس وزراء اليونان، مون جاي إن رئيس جمهورية كوريا، سيباستيان بينيرا رئيس تشيلي، كارلوس الفارادو كيسادا رئيس كوستاريكا، إيدي راما ، رئيس وزراء ألبانيا، سيريل رامافوزا رئيس جنوب إفريقيا، كيث رولي رئيس وزراء ترينيداد وتوباغو، مارك روت رئيس وزراء هولندا، قيس سعيد رئيس الجمهورية التونسية، ماكي سال رئيس السنغال، بيدرو سانشيز رئيس وزراء إسبانيا، إرنا سولبرغ رئيسة وزراء النرويج، ألكسندر فوتشيتش رئيس صربيا، جوكو ويدودو ، رئيس إندونيسيا، فولوديمير زيلينسكي رئيس أوكرانيا، والمدير العام لمنظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس.