أديس أبابا: قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد إن جيش بلاده يحارب "على ثماني جبهات" في بؤر توتر بينها منطقة تيغراي حيث اعتمد خصومه تكتيكات "حرب عصابات".

تشير تصريحات أحمد إلى تواصل القتال العنيف في تيغراي في شمال البلاد، بعد أربعة أشهر من إعلانه الانتصار.

وأرسل حائز جائزة نوبل للسلام العام 2019 الجيش الفدرالي إلى تيغراي في وفمبر لنزع سلاح قوات جبهة تحرير شعب تيغراي الحاكمة حينها في الإقليم.

وبرر رئيس الوزراء تحركه بمهاجمة قوات الجبهة معسكرات للجيش الفدرالي.

سرعان ما سيطر الجيش الفدرالي، مدعوما بقوات من منطقة أمهرة وإريتريا المجاورة، على مدن وبلدات تيغراي. لكن لا يزال قادة الجبهة طلقاء، والقتال متواصل.

من جهتها، نبهت مجموعة الأزمات الدولية الجمعة من أن النزاع بصدد التحول إلى حالة جمود مطوّلة.

وقال أبيي أحمد السبت في إشارة إلى جبهة تحرير تيغراي، إن "المجموعة العسكرية التي أزحناها خلال ثلاثة أسابيع حولت نفسها إلى قوة حرب عصابات، اختلطت بالمزارعين وبدأت التنقل من مكان إلى آخر".

وأضاف "حاليا، لا يمكننا القضاء عليها في غضون ثلاثة أشهر".

وتابع أن "القضاء على عدو مرئي والقضاء على عدو مختبئ ويعمل من خلال الاختلاط مع الآخرين أمران مختلفان. إنه أمر صعب للغاية ومرهق".

يحارب الجيش الإثيوبي أيضا مجموعة متمردة في منطقة أوروميا حمّلتها الحكومة مسؤولية عدة مجازر في حقّ مدنيين، جرت إحداها الأسبوع الماضي وخلّفت عشرات القتلى.

وصرّح رئيس الوزراء الإثيوبي في هذا الصدد أن "قوات الدفاع الوطني والقوات الفدرالية تخوض حاليا قتالا كبيرا على ثماني جبهات في الشمال والغرب ضد أعداء معادين للفلاحين والمدنيين ويثيرون الفتنة بين الإثيوبيين".

وقلّلت الحكومة الفدرالية من قدرة جبهة تحرير تيغراي على شنّ تمرد واسع. وقال أحمد السبت إن القوات الفدرالية "نفّذت عمليات واسعة في الأيام الثلاثة الأخيرة" أوقعت "أضرار جسيمة بأعداء الشعب"، وتوعد بأنه سيتم "تعزيز ومواصلة" تلك الجهود.

من الصعب تحديد عدد القتلى نتيجة القتال في تيغراي بسبب القيود المفروضة على وصول العاملين في المجال الإنساني والباحثين والصحافيين.

لكن نشرت تقارير عديدة عن مذابح وعمليات قتل خارج نطاق القضاء وعنف جنسي. ويواجه أبيي ضغوطا متزايدة لضمان انسحاب الجنود الإريتريين من تيغراي، وقالت وزارة الخارجية الإثيوبية مساء السبت إن هذه القوات "بدأت الانسحاب".