صوفيا: أكدت النتائج الجزئية للانتخابات التشريعية البلغارية الإثنين فوز المحافظين بزعامة رئيس الوزراء بويكو بوريسوف لكن حجم أصوات المحتجين، المنقسمين بين عدة أحزاب، يفتح مرحلة عدم استقرار في البلاد.

وحل حزب "شعار النبالة" (غيرب) بزعامة بوريسوف في المقدمة مع حوالى 25% من الأصوات يليه حزب شعبوي جديد، "هناك مثل هذا الشعب" 18% من الاصوات بحسب الارقام الرسمية التي تتفق مع تقديرات أصدرتها الاحد معاهد استطلاعات الرأي.

وهذا الحزب الجديد بقيادة مقدم البرامج التلفزيونية الساخرة سلافي تريفونوف أثار مفاجأة عبر تقدمه بشكل كبير على الاشتراكيين الذين نالوا 14,9% فقط من الأصوات.

هذا المغني البالغ من العمر 54 عاما استفاد من حركة الاحتجاج ضد الفساد التي شهدتها البلاد الصيف الماضي فيما لم يشارك بأي تظاهرة.

وقام بحملته الانتخابية حصرا من استوديو القناة الخاصة به وأثار إعجاب "الشباب غير المسيسين كثيرا الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و30 عاما" كما قالت المحللة ميرا راديفا. كما أيده البلغاريون المقيمون في الخارج وأعطوه حوالى 30% من أصواتهم.

وحققت حركة "بلغاريا الديموقراطية" (يمين) التي تضم أشخاصا كانوا وراء التظاهرات المناهضة للحكومة، أداء أفضل من المتوقع (10%).

والحزب الآخر من المحتجين "انهض! لترحل المافيا" (يسار) نال حوالى 5% من الاصوات.

وحل حزب الأقلية التركية "حركة الحقوق والحريات" الذي يعد عادة صانع الملوك في المرتبة الخامسة مع 9% من الاصوات بسبب سوء سمعة النائب ديليان بيفسكي الذي جمع ثروته سريعا وضغوطه المفترضة على الطبقة السياسية والنيابة ووسائل الاعلام.

وقرر هذا الحزب سحب اسم النائب عن لوائحه لكن ذلك لم يكن كافيا لاقناع الناخبين برغبته في التجديد.

وأخيرا لم يتمكن القوميون الذي كانوا ضمن الحكومة المنتهية ولايتها من تجاوز عتبة 4% لدخول البرلمان.

وقال انتوني غالابوف من الجامعة البلغارية الجديدة إن "النتائج تعكس التشتت العميق للمجتمع. لم تظهر أي غالبية صريحة وحزب غيرب لم يحقق فوزه إلا بسبب قلق الناخبين إزاء استقرار البلاد".

في هذه الظروف، مد رئيس الوزراء البالغ من العمر 61 عاما اليد مساء الاحد الى معارضيه الذين لم يكشفوا بعد عن نواياهم، ما ينذر بمفاوضات صعبة.

وفي تصريح نشر على فيسبوك اقترح بوريسوف تشكيل حكومة خبراء "حتى كانون الأول/ديسمبر" لتجاوز "ازمة كوفيد-19 والمضي الى الأمام".

ويرتقب ان تجري الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني/نوفمبر وقد تفضي الى اتجاه سياسي أكثر وضوحا.

والرئيس رومن راديف الذي ساند المتظاهرين، مرشح لولاية ثانية.