إيلاف من بيروت: تلجأ أغلبية الدول في العالم في نهاية أكتوبر إلى بدء العمل في التوقيت الشتوي، وذلك بتأخير الوقت ساعة إلى الوراء.إلا أن أغلبية القراء العرب لا يرون أي فائدة من هذا التعديل.

سألت "إيلاف": "هل ترى فائدة ما بتغيير التوقيت من شتوي إلى صيفي والعكس؟" أجاب 25 في المئة من المشاركين في هذا الاستفتاء بـ "نعم"، مقابل 75 في المئة أجابوا بـ "كلا".

يتم العمل بالتوقيت الشتوي للاستفادة من ضوء النهار. عند تأخير الوقت ساعة في الخريف، تُنقل إحدى ساعات الليل إلى النهار، ويمكن الأشخاص الاستفادة من هذه الساعة. والعكس صحيح في الربيع.

عندما بدأت مصادر الطاقة بالنفاد، خصوصًا النفط، تنبه كثير من الدول، خصوصًا في أوروبا، إلى ضرورة الاستفادة من ضوء الشمس لتوفير الطاقة، وأصبح عدد الدول التي تقدم توقيتها ساعة واحدة صيفًا نحو 87 دولة معظمها في أوروبا، إذ تبلغ 55 دولة أوروبية، 9 دول في الشرق الأوسط، 11 في أميركا الشمالية، 5 في أميركا الجنوبية، 4 في أوقيانوسيا، و3 في أفريقيا.

اليابان هي الدولة الصناعية الوحيدة التي لا تتبع هذا النظام.

وخلافًا لكثيرين لا يرون فائدة من هذا التغيير في التوقيت، لهذه المسألة فوائد اقتصادية عدة. فالتوقيت الشتوي يقلل من استهلاك الكهرباء في ساعات الصباح الباكر: يستيقظ الناس من نومهم بعد شروق الشمس من دون الحاجة إلى الإنارة. كما يخفضو ذلك تكلفة استخدام الطاقة للتدفئة؛ فمع شروق الشمس، ترتفع درجات الحرارة تلقائيًا، وتتراجع الحاجة إلى استهلاك الوقود.

إلى ذلك، بفضل التوقيت الشتوي، تتراجع أخطار وقوع حوادث السير؛ إذ يكون الوقت كافيًا لإذابة الجليد المتكون على الطرقات بفضل أشعة الشمس، وذلك قبل انطلاف الناس إلى أعمالهم، وبالتالي يتراجع عدد حوادث الإنزلاق.

عمليًا، يبث التوقيت الشتوي الإيجابية في الفرد، فترتفع نسبة الطاقة الإنتاجية عند العامل، والطاقة الاستيعابية عند الطلبة.

كذلك، يؤثر التوقيت الشتوي في قطاع الطيران بشكل طفيف؛ إذ تحتاج الجداول الزمنية للرحلات الجوية إلى التغلب على مشكلة تغيير التوقيت في الدول المختلفة. لذلك، تعمل جميع الطائرات وجداول المطارات بحسب التوقيت العالمي، أي توقيت غرينتش.

وبوجود جائحة كورونا، يرى الخبراء أن عنف العدوى يزداد مع بداية الشتاء، فتعود الدول إلى الإغلاق، ما يؤثر سلباً في العجلة الاقتصادية، علمًا أنه في الوضع الطبيعي تأثر التبادل الاقتصادي بين بعض الدول بفعل تعديل التوقيت من صيفي إلى شتوي.