إيلاف من لندن: على وقع تداعيات قضية الأمير حمزة، أكدت بريطانيا حرصها اللامحدود على متانة العلاقات التاريخية والشراكة الاستراتيجية مع الأردن.

ومع احتفالات الأردن بمئوية الدولة، حيث تأسيس الأردن الحديث العام 1921 بدعم من بريطانيا الدولة التي كانت انتدبته تنفيذا لاتفاقية سايكس بيكو، صدرت تصريحات من لندن تؤيد بقوة استقرار واستقلال الأردن.

وكان الأردن، أعلن يوم الأحد الماضي، إحباط مخطط لزعزعة أمن البلاد، مؤكدا تورط الأمير حمزة ورئيس الديوان الملكي الأسبق، باسم عوض الله، والشريف حسن بن زيد في هذه ”المؤامرة“.

جاء ذلك في بيان رسمي تلاه نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، لتوضيح ما جرى يوم السبت.

وقال الصفدي إن ”الأجهزة الأمنية تابعت عبر تحقيقات شمولية مشتركة حثيثة قامت بها القوات المسلحة الأردنية، ودائرة المخابرات العامة، ومديرية الأمن العام على مدى فترة طويلة نشاطات وتحركات للأمير حمزة بن الحسين، والشريف حسن بن زيد، وباسم إبراهيم عوض الله وأشخاص آخرين تستهدف أمن الوطن واستقراره.

مستشار الدفاع

وإلى ذلك، استقبل العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، بحضور الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، في قصر الحسينية، في مطلع الأسبوع، كبير مستشاري وزارة الدفاع للشرق الأوسط بالمملكة المتحدة، الفريق طيار مارتن سامبسون.

وجرى، خلال اللقاء، بحث الشراكة الاستراتيجية بين الأردن والمملكة المتحدة، وسبل تعزيز التعاون بينهما، خصوصا في المجالات الدفاعية. إضافة إلى الجهود الإقليمية والدولية في الحرب على الإرهاب.

وهنأ الفريق سامبسون، الملك عبدالله الثاني بذكرى مئوية تأسيس الدولة الأردنية، مشيدا بالعلاقات الاستراتيجية التي تربط بين البلدين الصديقين. وحضر اللقاء رئيس هيئة الأركان المشتركة الفريق ركن طيار يوسف الحنيطي.

معايدة تشارلز

وكان ولي عهد بريطاني الأمير تشارلز أمير ويلز، هنأ الملك عبد الله الثاني والشعب الأردني بمناسبة مئوية الدولة.

وقال الامير تشارلز في بطاقة معايدة "فيديو" ان هذا العام يشهد أيضا مرور 100 عام من الشراكة بين الأردن والمملكة المتحدة، حيث شهد البلدان تحولات كبيرة عبر السنوات، لكن صداقتهما المميزة والمتينة بقيت ثابتة، فهي مبنية على التاريخ المشترك والرؤية المستقبلية للبلدين.

وأضاف "في مناسبات كهذه، وبينما نحتفل بجميع الانجازات السابقة يبدو لي أنه من المهم أيضا أن ننظر الى المستقبل حتى تكون نجاحاتنا بعد 100 عام من اليوم نابضة بالحياة وتشهد استمرارية الشراكة التي تجمعنا اليوم، وهذا يتطلب أن نستثمر تحديدا في التواصل بين شبابنا حتى يتعرفوا بأنفسهم على تميز علاقتنا المبنية على مزيج رائع من الأصالة والحداثة، لذا يسرني أن مؤسسة تشارلز الخيرية ومؤسسة "تركواز ماونتن" تمكنتا من تثبيت جذورهما في بلدكم المميز".

وأشار ولي العهد البريطاني إلى ان جائحة كورونا أثرت على اقتصاد العالم كله بما في ذلك الأردن، مشيرا إلى "التحديات التي نواجهها بعد الجائحة بينما تبدأ اقتصاداتنا ومجتمعاتنا بالتعافي ستعطينا فرصة تبني نهج مختلف تماما في التصدي لتهديدات التغير المناخي وفقدان التنوع البيولوجي". وهنأ الامير تشارلز الأردن على دبلوماسيته الفريدة والعريقة في المنطقة كراع لا يكل للسلام وكقوة تدفع باتجاه الاستقرار، قائلا ان برنامج الشراكة والدعم بين قواتنا المسلحة هو ايضا مصدر للفخر.