وجهّت تهمة القتل من الدرجة الثانية إلى الشرطية التي أطلقت النار على الشاب الأمريكي من أصول إفريقية دونتي رايت فأردته قتيلا، وفق ما قال ممثلو الإدعاء.

وأوقفت الشرطية كيم بوتر وستبقى قيد الاحتجاز.

وقالت بوتر إنها "أطلقت النار على دونتي رايت، عن طريق الخطأ، بعد أن سحبت مسدسها بدلاً من الصاعق الكهربائي".

وقال محامي عائلة دونتي رايت، بن كرامب، تعليقاُ على توجيه الاتهام إلى الشرطية، إن القتل كان "مقصوداً ومتعمداً واستخداماً غير قانوني للقوة".

وقدّم كلّ من رئيس قسم الشرطة تيم غانون، والشرطية بوتر استقالتيهما من شرطة مدينة "بروكلين سنتر".

وأدى مقتل الشاب إلى ثلاث ليال من المواجهات بين الشرطة ومحتجين.

ووقعت الحادثة في ضواحي مينيابوليس التي تشهد احتقاناً بسبب محاكمة شرطي سابق أبيض، بتهمة قتل الأمريكي من أصول أفريقية جورج فلويد، العام الماضي.

وأعلن مكتب الاعتقالات الجنائية عن توقيف الشرطية بوتر صباح الأربعاء، وأنها ستحتجز في سجن مقاطعة هينبين لاحتمال ارتكاب القتل غير العمد من الدرجة الثانية.

وقد تصل عقوبة تلك التهمة إلى السجن عشر سنوات كحد أقصى، وغرامة قدرها 20 آلاف دولار.

وأفادت وكالة رويترز أنه على الإدعاء إثبات أن بوتر "مذنبة بسبب الإهمال" وقامت بـ"مخاطرة غير محسوبة".

وقال محامي عائلة الضحية في بيان :"لا يمكن لأي إدانة أن تعيد لعائلة رايت محبوبها".

وأضاف المحامي قائلاً : "أي شرطي يعرف الفرق بين مسدس الصعق الكهربائي وسلاح ناري. لذا فإن بوتر أعدمت كيم دونتي بسبب مخالفة مرورية بسيطة".

وغرّد عمدة مدينة بروكلين سنتر، مايك إليوت قائلاً :" كان يجب أن يكون دونتي رايت، مثل كثيرين من أصحاب البشرة السوداء والداكنة في مجتمعنا، حيّاً في المنزل مع عائلته اليوم".

تحليل تارا مكيلفي

بي بي سي نيوز- مينيابوليس

تجمّع ناشطون لأيام خارج مركز شرطة "بروكلين سنتر".

كان توجيه تهمة القتل إلى الشرطية السابقة كيمبرلي بوتر، تطوراً إيجابياُ بالنسبة لهم. رفعت الشرطية المسدس بدلاً من الصاعق الكهربائي عن طريق الخطأ وقتلت دونتي رايت.

في بداية الأسبوع، أطلق الناشطون نكاتاً ساخرة حول المسدس والصاعق الكهربائي، وأشاروا إلى أنهما يمكن التفريق بينهما عن طريق الشكل والملمس.

وقال أحد النشطاء باشمئزاز مخاطباً صديقه: "لونهما مختلفان".

وكان الصديقان غاضبان مثل العديد من المحتجين خارج مركز الشرطة، من موضوع السماح للشرطية بوتر بتقديم استقالاتها، بدلاً من طردها.

وقال متظاهر آخر: "إن لم أعرف كيف أقوم بعملي، أطرد". وأضاف: "إن قتلت أحداً، أطرد".

أحد المحتجين
Reuters
اندلعت احتجاجات ومواجهات مع الشرطة بسبب مقتل دونتي رايت

وألقيت مساء الثلاثاء الزجاجات والمقذوفات على مركز الشرطة، التي ردّ عناصرها بإطلاق الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية والرصاص المطاطي.

وفي وقت مبكر من يوم الثلاثاء، اجتمعت عائلتا دونتي رايت وجورج فلويد، وطالبتا بإنهاء قتل الأمريكيين السود العزل.

وقال شقيق فلويد: "العالم مصدوم من مشاهدة مقتل رجل أمريكي - إفريقي آخر".

وقال رئيس شرطة بروكلين سنتر تيم غانون الإثنين، إن إطلاق النار على رايت بدا وكأنه "إطلاق نار بشكل عرضي"، بعد أن اعتقدت الشرطية بوتر خطأً أن مسدس الخدمة الخاص بها هو الصاعق الكهربائي.

لكن عائلته رفضت تفسيره لما حدث.

وقالت عمّة دونتي رايت: "لقد شاهدت الفيديو مثل جميع من شاهده. تلك المرأة أمسكت بذلك المسدس أمامها لوقت طويل".

وطلب من دونتي رايت التوقف جانباً بسبب انتهاء صلاحية لوحة ترخيص سيارته. لكن أفراد العائلة والمحامين وضعوا ما حدث معه في خانة العنصرية.

وسمحت الشرطة بنشر لقطات مصورة للكاميرا المثبتة على صدر الشرطية الاثنين. وتظهر تلك اللقطات رايت وهو يفر من الضباط بعد أن أخبروه أنهم بصدد اعتقاله.

وعندما دخل رايت سيارته من جديد، سُمع صوت الشرطية بوتر وهي تصرخ "صاعق" عدة مرات، قبل أن تطلق عليه رصاصة.

وقالت كايتي، والدة دونتي رايت - وهو أب لطفل يبلغ من العمر عاماً واحداً - إن ابنها اتصل بها عند توقفه جانباً وإنها عرضت عليه إعطاء تفاصيل بوليصة التأمين لعناصر الشرطة عبر الهاتف.

وقالت إنها "سمعت الشرطة تأمره بالخروج من السيارة. كان هناك صوت شجار وطلب منه شرطي إغلاق الهاتف".

وحين استطاعت معاودة الاتصال به، أخبرتها صديقته بأنه تعرّض لإطلاق نار.

وأضافت والدته وهي تبكي: "وجّهت الهاتف نحو مقعد السائق، وكان ابني مستلقياُ هناك، لا يستجيب".

وتابعت: "كانت تلك هي المرة الأخيرة التي رأيت فيها ولدي".