إيلاف من الرباط: كشفت المندوبية السامية للتخطيط بالمغرب (هيئة الاحصاء)، اليوم الأربعاء، أن العنف النفسي يشكل غالبية حالات العنف الزوجي (94٪) التي يتعرض لها الرجال.
وأوضحت المندوبية، في مذكرة حول تمييز العنف بين النساء والرجال والتصورات الذكورية للعنف، أن نتائج البحث الوطني حول العنف ضد النساء والرجال لسنة 2019 تشير إلى "وجود فوارق كبيرة بين أشكال العنف الذي يعاني منه النساء والرجال في مختلف فضاءات العيش، حيث يتجلى العنف الذي يعاني منه الرجال داخل السياق الزوجي غالبا في شكله النفسي، والذي يمثل 94٪ من مجموع أشكال العنف الذي يتعرضون له".
وأبرزت المندوبية، بالمقابل، أن العنف الممارس ضد النساء يتوزع على أشكال مختلفة، منها 69٪ نفسي، و 12٪ اقتصادي، و 11٪ جسدي، و 8٪ جنسي.
وأكدت المندوبية، ضمن المذكرة ذاتها، أن العنف الزوجي لدى الرجال يبقى أكثر انتشارا في العلاقات خارج إطار الزواج، حيث يتعرض له العزاب (الذين لديهم أو كانت لديهم خطيبة أو صديقة تربطهم بها علاقة حميمة خلال الاثني عشر شهرا السابقة للبحث) أكثر من المتزوجين.
وعلى العكس من ذلك، فإن النساء المتزوجات بشكل عام هن الأكثر معاناة من العنف الزوجي بجميع أشكاله.
أما بالنسبة للفضاء العائلي، فيمثل العنف النفسي، الذي يحتل المرتبة الأولى في جميع فضاءات العيش، ما يقرب من ثلاثة أرباع مجموع العنف الذي يعاني منه كل من النساء والرجال.
ويختلف توزيع أشكال العنف الأخرى حسب الجنس، حيث يعود المركز الثاني في هذا الفضاء للعنف الاقتصادي بالنسبة للنساء، وذلك بنسبة 17٪ من مجموع أشكال العنف الممارس ضد المرأة (مقابل 6٪ عند الرجال).
أما بالنسبة للرجال، فيعزى المركز الثاني للعنف الذي يتعرضون له في هذا الفضاء إلى العنف الجسدي بنسبة 19٪ (مقابل 7٪ لدى النساء).
وبالنسبة لفضاءات العيش الأخرى، تشير المندوبية إلى أن نسبة العنف الجنسي تمثل 21٪ من مجموع أشكال العنف المرتكب ضد المرأة في مكان العمل (مقابل 2٪ عند الرجال)، و37٪ في مؤسسات التعليم والتكوين (مقابل 14٪ عند الرجال)، و42٪ في الأماكن العامة (مقابل 8٪ لدى الرجال).
من جانب اخر، قالت المندوبية إن النساء يتعرضن أكثر للعنف في جميع فضاءات العيش وبمختلف أشكاله.
وأوضحت المندوبية، أنه حسب نوع العنف، فإن الفارق بين معدلات انتشار العنف الذي تتعرض له المرأة والرجل هو 13 نقطة بالنسبة للعنف الاقتصادي، و12 نقطة بالنسبة للعنف الجنسي، و10 نقاط بالنسبة للعنف النفسي، ونقطتان بالنسبة للعنف الجسدي.
وأضافت أن هذا الفارق يصل، حسب مجال العيش، إلى 16 نقطة في الفضاء الزوجي، و11 نقطة بالنسبة لمؤسسات التعليم والتكوين، و7 نقاط في الفضاء العائلي، و3 نقاط في الأماكن العامة.
أما بالنسبة لمكان العمل، فتشير المندوبية إلى أن معدل انتشار العنف بين الرجال يفوق بنقطة واحدة معدل انتشار العنف بين النساء.
واستنادا إلى المذكرة ذاتها، فإن الفضاء الزوجي هو الفضاء المعيشي الأكثر اتساما بالعنف بالنسبة لكل من النساء والرجال، حيث إن 53٪ من جميع أشكال العنف التي تتعرض لها النساء، و39٪ من جميع أشكال العنف لدى الرجال مرتكبة من طرف الشريك(ة) الحميم(ة).
كما أنه من بين جميع أشكال العنف، يبقى العنف النفسي هو الشكل الأكثر انتشارا، حيث يمثل 54٪ من جميع أشكال العنف التي تتعرض لها النساء، و73٪ من العنف الذي يعاني منه الرجال.
وذكرت المندوبية أن نتائج البحث الوطني حول العنف ضد النساء والرجال لسنة 2019، أظهرت أن 50٪ من السكان الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و74 سنة تعرضوا إلى فعل عنف واحد على الأقل خلال الاثني عشر شهرا التي سبقت البحث، 57 ٪ من بين النساء و42٪ من بين الرجال.
تجدر الإشارة إلى أن هذه المذكرة تسلط الضوء على الاختلافات الرئيسية المتعلقة بتجليات العنف عند النساء والرجال، وكذا تصورات الرجال حول العنف، من أجل فهم أفضل لظاهرة العنف بمختلف مجالاتها وأشكالها.