إيلاف من الرباط: في خطوة رأى مراقبون أنها ستزيد من توتر العلاقات المغربية - الإسبانية، نشرت صحيفة "إل موندو" الإسبانية، الأحد، مقابلة قالت إنها أجرتها مع ناصر الزفزافي، متزعم مظاهرات الريف، المحكوم بالسجن مدة 20 سنة بتهمة "المساس بالسلامة الداخلية للمملكة"، والذي قدمته الصحفية ذات التوجه اليميني على أنه "الوجه البارز لحراك الريف الذي انفجر نهاية عام 2016".
ونفى أحمد الزفزافي والد ناصر، في تصريحات نقلتها عنه وسائل إعلامية محلية، "حدوث مثل هذه المقابلة"، مشيرا إلى أن نشرها يهدف إلى تأجيج التوتر بين الرباط ومدريد، مؤكدا أن "التصريحات لا أساس لها من الصحة على الإطلاق"، وأن "هذه المقابلة لم تتم قط".
وشدد على القول إنه الوحيد الذي له الحق في التعبير عن آراء ابنه خارج السجن.


عدد صحيفة " إل موندو" الصادرة الاثنين

واستدرك الزفزافي الأب قائلا " إن الصحيفة ربما استندت على "تسجيل قديم" الذي "جرى تسريبه عندما كان مسجونا في الدار البيضاء".
وكان المعتقل الزفزافي قد أعلن قبل أيام تنحيه عن "المسؤولية الجسيمة"المتمثلة في قيادة الحراك ، التي قال إن الظرفية فرضتها عليه حينها، مشيرا إلى أنه قرر "ترك المجال" لغيره، "لعلهم ينجحون فيما فشلت فيه أنا"، حسب قوله.
وأوضح ناصر، في رسالة نشرت على حساب والده (أحمد الزفزافي)، الخميس الماضي، بموقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، حملت عنوان: "رسالة ناصر الزفزافي، المعتقل السياسي بسجن طنجة 2"، أنه تحمل المسؤولية كناشط في "حراك الريف" لما يزيد عن أربع سنوات ونيف، وأنه كان دائما حريصا على أن يرى أبناء جلدته كالبنيان المتراصة لا كما يريد لهم "أعداء الريف"، حسب قوله، قبل أن يستدرك بالقول: "لكن أحلامي تبخرت واصطدمت مع صراعات الجاهلية التي ما كانت لتكون لولا نية المهوسين بالزعامة والشهرة وحب الذات".
وزاد قائلا: "لقد ضاعت على الريف فرصة تاريخية أفشلها البعض من أبناء الريف أنفسهم، تاركين الفرصة للعدو كي يتربص بالريف"، لافتا إلى أنهم "تحولوا إلى معاول هدم بعضهم بعضا".
في غضون ذلك، وصفت وسائل اعلام محلية مغربية في المقابلة الصحافية بأنها "وهمية"، ونقلت عن الزفزافي الأب قوله إن مضمون وتوقيت نشر هذه المقابلة "الزائفة" لا شك يرتبطان بالتوتر في العلاقات الدبلوماسية الأخيرة بين الرباط ومدريد، بسبب استقبال اسبانيا لزعيم انفصاليي (البوليساريو) للاستشفاء فوق اراضيها بشكل سري وبهوية مزورة ومن دون إخطار المغرب.
ونقلت عن الزفزافي الأب أيضا قوله: "ابني في السجن منذ 4 سنوات. فلماذا لم يتم نشر ذكرياته إلا اليوم؟". ورجح أن يكون نشر هذه المقابلة وسيلة لتحويل الانتباه عن الأزمة الحالية بين الرباط ومدريد، في الوقت الذي ترتفع فيه أصوات كثيرة في إسبانيا من أجل محاكمة غالي على الأفعال التي يتهم بها أمام القضاء الإسباني.