إيلاف من لندن: قالت إيران إنها ستفرج عن البريطانية الإيرانية نازانين زاغاري راتكليف ، إذا دفعت المملكة المتحدة 400 مليون جنيه إسترليني لها مقابل صفقة أسلحة سابقة، في عهد الشاه. ونقل التلفزيون الرسمي الإيراني، عن مسؤول لم يذكر اسمه قوله إنه تم التوصل إلى صفقات لإطلاق سراح سجناء تربطهم علاقات غربية في إيران.
وقال المسؤول أيضًا إن الصفقة مع الولايات المتحدة ستشهد تبادل أسرى مقابل الإفراج عن 7 مليارات دولار (5 مليارات جنيه إسترليني) من الأموال الإيرانية المجمدة، وهو ادعاء نفته الولايات المتحدة.

وفي لندن، قال وزير الخارجية دومينيك راب إن السيدة زاغاري راتكليف محتجزة بالفعل كرهينة من قبل دولة الشرق الأوسط. وعلى الرغم من المزاعم التي أذاعها التلفزيون الإيراني الرسمي، قلل مسؤولون بريطانيون من شأن التقارير التي تحدثت عما صدر من تصريحات حول الصفقة مع بريطانيا من عضو البرلمان العمالية توليب صديق، وقال المسؤولون البريطانيون إن عائلة زغاري راتكليف لم تسمع شيئًا عن هكذا صفقة.

وتشير التقارير إلى أن إيران قدمت الادعاء من قبل، دون الإفراج عن زغاري، وأن موقف الحكومة لم يتغير. وقالت النائبة العمالية صديق في تغريدة على موقع تويتر: "أنا على علم بأن هناك تقارير إخبارية متداولة حول الدين الذي تم دفعه إلى #FreeNazanin. لقد تحدثت إلى عائلتها ولم يسمعوا شيئًا يؤكد أيًا من هذه الشائعات".

لعبة القط والفأر
وقال وزير البريطاني في تصريحات لـ(بي بي سي)، يوم الأحد، إن معاملة إيران لنزانين زاغاري راتكليف ترقى إلى مستوى "التعذيب" ، وتقبلت أنها بالفعل رهينة دولة الشرق الأوسط. قال دومينيك راب لبرنامج أندرو مار على بي بي سي إن السيدة زاغاري راتكليف كانت "تتعرض للعبة القط والفأر" من قبل الإيرانيين.

وعندما سئل عما إذا كان يمكن وصفها بأنها رهينة ، أجاب: "أعتقد أنه من الصعب للغاية المجادلة ضد هذا الوصف. من الواضح أنها تتعرض للعبة القط والفأر التي يتعامل معها الإيرانيون، أو بالتأكيد جزء من النظام الإيراني ، ويحاولون استخدامها للضغط على المملكة المتحدة".

وجاء الحديث عن الصفقة مع بريطانيا لدفع مبلغ الـ400 مليون جنيه إسترليني، بعد أسبوع من الحكم على زاغاري راتكليف بالسجن لمدة عام آخر في إيران، علاوة على حكم بالسجن لمدة خمس سنوات قضتها بالفعل في الجمهورية الإسلامية.

صفقة دبابات
وجاء الحكم الجديد بحق زاغاري وهي أم لطفلة صغيرة وسط مفاوضات حيث سعت طهران للحصول على مئات الملايين من الجنيهات الاسترلينية من المملكة المتحدة من صفقة أسلحة استمرت لعقود. وكان تم احتجاز زاغاري راتكليف أثناء عملها في مؤسسة طومسون رويترز، الذراع الخيرية لوكالة الأنباء، في مطار طهران في أبريل 2016 ، حيث كانت عائدة إلى بريطانيا بعد زيارة عائلتها مع ابنتها.

وقد أدينت بالتخطيط للإطاحة بالحكومة الإيرانية، وهي تهمة نفتها هي وأنصارها والجماعات الحقوقية. وكان آخر حكم بتهمة نشر "دعاية ضد النظام" للمشاركة في احتجاج أمام السفارة الإيرانية في لندن عام 2009. وتعتقد هي وعائلتها أنها احتُجزت كوسيلة ضغط سياسية لمحاولة إجبار المملكة المتحدة على خوض نزاع مالي طويل الأمد مع إيران يعود تاريخه إلى السبعينيات عندما دفع شاه إيران آنذاك للمملكة المتحدة 400 مليون جنيه إسترليني مقابل 1500 دبابة من طراز (تشيفتن).

وعندما أطيح بالشاه عام 1979، رفضت بريطانيا تسليم الدبابات إلى الجمهورية الإسلامية الجديدة لكنها احتفظت بالمال، على الرغم من قبول المحاكم البريطانية بضرورة سدادها.