حثّ مفوّض مكافحة معاداة السامية في ألمانيا، فليكس كلاين، السلطات في بلاده على منع المتظاهرين من استخدام شارة النجمة الصفراء التي كان اليهود في ألمانيا يُجبرون على ارتدائها إبان الحكم النازي.

وكان يتعين على اليهود في ظل الحكم النازي ارتداء شارة نجمة داوود الصفراء لتمييزهم عن غيرهم من السكان، وكان اليهودي الذي يخالف ذلك يعاقَب بالغرامة أو السجن أو الإعدام.

واستبدل بعض المتظاهرين كلمة "يهودي" التي كانت تُكتب على تلك الشارة النازية وكتبوا مكانها عبارة "غير ملقح"، على شارات صفراء يرتدونها أثناء المظاهرات.

ويحاول المتظاهرون المقارنة بين معاناتهم في ظل القيود التي تفرضها عليهم السلطات لمكافحة كورونا وما كان يلقاه اليهود من اضطهاد في أوروبا إبان الحكم النازي.

وخارِج الحدود الألمانية، شوهدت نجمة داود الصفراء في مظاهرات بالعاصمة البريطانية لندن، وفي مظاهرات مشابهة في العاصمة التشيكية براغ.

وأعرب المفوض كلاين عن أمله أن تنتهج المدن الألمانية نهج ميونخ في حظر استخدام تلك الشارة.

وفي تصريح لصحيفة دير تاجسشبيجل التي تصدر في برلين، حذّر كلاين من وقوع مستخدمي تلك الشارة في المظاهرات تحت طائلة القانون.

ويرى المتظاهرون في قرارات الإغلاق التي تفرضها الحكومة الألمانية لمكافحة كورونا انتهاكًا لحريتهم الشخصية وتهويلا من خطورة الفيروس.

وكان رئيس المجلس المركزي ليهود ألمانيا، جوزيف شوستر، قال في السنة الماضية إنه من غير الممكن مقارنة المعاناة في ظل الإغلاق بما كان يعانيه اليهود في ظل النازيين.

يهود إبان الحكم النازي بعضهم يرتدي الشارة المميزة
Getty Images
يهود من المجر لدى وصولهم إلى معسكر الإبادة النازي أوشفيتز، في بولندا في يونيو/حزيران عام 1944

وأدان سفير إسرائيل في التشيك ظهور نجمة داود الصفراء في مظاهرات مناوئة للإغلاق في يناير/كانون الثاني الماضي في براغ، معتبرا ذلك إهانة لملايين قُتلوا على أيدي النازيين.

وارتفع عدد جرائم معاداة السامية في ألمانيا العام الماضي إلى نحو 2,300. وقال المفوض كلاين إن الرقم مرعب ولكنه غير مفاجئ، لا سيما في أوقات الأزمات.

ورغم أن المتظاهرين المحتجين على قرارات الإغلاق ليسوا جميعا معادين للسامية، حذر كلاين من أن حركات احتجاجية مختلفة المشارب وجدت في معاداة السامية أرضية مشتركة.

ولم تكن نجمة داود الصفراء وحدها التي استخدمها المتظاهرون الألمان، وإنما رفع بعض المنتسبين إلى اليمين المتطرف أعلامًا ورايات تعود إلى الحقبة الاستعمارية، وذلك في مسيرات على مقربة من مبنى البرلمان النازي - الرايخستاغ.

وقال المكتب الاتحادي لحماية الدستور، وهو وكالة أمن محلية، إنه يراقب أعمال بعض الحركات المناهضة للإغلاق، وسط مخاوف من مساع لتقويض النظام.

ومن ناحية أخرى، قال جهاز المخابرات الألماني إنه مدد رقابته على حركة "بيغيدا" الاحتجاجية التي تعارض ما تسميه عمليات "أسلمة" للغرب، وذلك في ولاية ساكسونيا شرقي البلاد. ووصف مسؤولو المخابرات الحركة بأنها أصبحت متطرفة وغير دستورية.