إيلاف من لندن: كشفت قوات سرايا السلام المسلحة التابعة للتيار الصدري بقيادة مقتدى الصدر الاحد عن خسائرها في هجوم لتنظيم داعش في مدينة سامراء شمال بغداد، فيما اكدت القوات الامنية اغتيال ناشط مدني في محافظة كربلاء الجنوبية مسؤولا عن تنسيقيات احتجاجاتها ما فجر تظاهرات شعبية في المحافظة.

واعلنت قوات سرايا السلام بقيادة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر وهي احدى فصائل الحشد الشعبي عن مقتل اثنين من مقاتليه وإصابة اثنين اخرين بهجوم لتنظيم داعش في مدينة سامراء بمحافظة صلاح الدين (120 كم شمال غرب بغداد).

تمت مواجهة الهجوم

قال المتحدث باسم سرايا السلام صفاء التميمي لوكالة الانباء العراقية الرسمية اليوم في تصريح تابعته "ايلاف" ان "تعرضا لعصابات داعش الارهابية على نقطة أمنية لسرايا السلام في محطة الجالسية بمدينة سامراء اسفر عن استشهاد مقاتلين اثنين وجرح اثنين اخرين احدهما بحالة خطرة ".. مؤكدا انه تمت مواجهة الهجوم وانهائه.

وأشار الى ان "القوة المهاجمة ارادت إستهداف مزارع الحنطة في منطقة ازريرة وصخيرة والجالسية وشيخ محمد، فضلا عن استهداف مختاري المنطقة وضباط ومنتسبين من سكنة هذه المناطق".

وفي السياق نفسه قالت مديرية اعلام الحشد الشعبي ان "قوات اللواء 315 في قيادة عمليات سامراء للحشد الشعبي تصدت لتعرض داعشي إرهابي شرق مدينة سامراء بمحافظة صلاح الدين. واضافت ان "التعرض الإرهابي استهدف نقاط اللواء 315 بالحشد الشعبي في منطقة الجالسية شرق سامراء".

وكان الصدر قد ارسل قبل 5 سنوات عدة الاف من مسلحي سرايا السلام التابعة له الى سامراء التي تعتر من المدن المقدسة لدى الشيعة في العراق وذلك لوجود ضريح الإمامين علي الهادي والحسن العسكري.

والاسبوع الماضي قتل وجرح اكثر من 20 عسكريا من الجيش العراقي وقوات البيشمركة بينهم ضباط في هجومين لتنظيم داعش قرب بغداد وفي محافظة كركوك الشمالية. كما قامت عناصر للتنظيم الاربعاء الماضي بتفجير بئرين نفطيين في محافظة كركوك بشمال البلاد ومقتل عسكري واصابة ثلاثة اخرين من عناصر القوات الامنية العراقية التي تصدت لافراد التنظيم واشتبكت معهم.

يشار الى ان تنظيم داعش قد دأب خلال الاشهر الستة الاخيرة على شن هجمات تستهدف المدنيين والقوات المسلحة وقوات البيشمركة الكردية تركزت على محافظات ديالى وكركوك والأنبار ونينوى وصلاح الدين العراقية (شمال شرق وغرب بغداد) حيث يلاحظ انه لا يزال يمتلك ما يكفي من الإمكانيات القتالية لتهديد الأمن والاستقرارفي العراق.

وكان العراق قد اعلن رسميا في كانون الاول ديسمبر عام 2017 هزيمة داعش واستعادة السيطرة بشكل كامل على الحدود العراقية السورية وأسترجاع كامل أراضيه التي كانت تقدر بنحو ثلث مساحة البلاد والتي اجتاحها التنظيم صيف عام 2014 إلا أنه لا يزال يحتفظ بخلايا نائمة في مناطق من العراق ويشن هجمات بين فترة وأخرى.

اغتيال ناشط

ومن جهة اخرى أعلنت خلية الاعلام الامني التابعة للقوات العراقية المشتركة اغتيال الناشط المدني ومسؤول تنسيقات التظاهرات ايهاب جواد الوزني في محافظة كربلاء الجنوبية الامر الذي فجر احتجاجات في المحافظة.

وقالت الخلية في بيان تابعته "ايلاف" الاحد ان شرطة محافظة كربلاء قد استنفرت جهودها "بحثا عن العناصر الإرهابية التي أقدمت على اغتيال الناشط المدني ايهاب جواد الوزني في شارع الحداد وسط مدينة كربلاء" عاصمة المحافظة.

وأشارت الى ان "الشرطة شرعت فور وقوع الحادث بتشكيل فريق عمل مختص لجمع الأدلة والمعلومات عن هذه الجريمة" من دون الادلاء بتفصيلات عن الجهة المسؤولة عنها والتي عادة ماتنفذها مليشيات عراقية موالية لايران وهو ما اثار تعليقات ضدها على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الاخيرة.

ومن جهتها اعلنت عائلة المغدور الوزني عدم مواراته الثرى حتى يتم القاء القبض على قاتليه.

وكان الوزني مسؤولا لتنسيقية كربلاء للاحتجاجات الشعبية وأحد أبرز الناشطين الميدانيين في محافظة كربلاء والعراق.

واثر عملية الاغتيال خرج المئات من المتظاهرين الى الشوارع اليوم وقطعوا الطرق الرئيسة ومنعوا حركة العجلات عبر حرق الاطارات في مفترقات الطرق في مركز المدينة وضواحيها.

احتجاجات شعبية مليونية

اغلقت السلطات الامنية جميع السيطرات الخارجية لمحافظة كربلاء وسمحت بالدخول لحاملي بطاقة السكن فقط كما اغلقت جميع الطق الترابية غير الرسمية الرابطة بين الاحياء ونشرت عناصر القوات الامنية بشكل مكثف للسيطرة على الاوضاع .

يشار الى ان الحكومة العراقية كانت قد اعلنت رسميا في 30 تموز يوليو 2020 عن ان العدد الكلي لقتلى الاحتجاجات الشعبية التي انطلقت اواخر عام 2019 من المتظاهرين والقوات الامنية قد بلغ 560 ضحية اضافة الى 21 الف مصاب.

واشارت الى ان معظم الضحايا هم من الشباب والشابات ونصفهم من بغداد منوهة الى انها اعتبرتهم جميعا من الشهداء لهم ولعائلاتهم حقوقا . واوضحت ان الحكومة ستدفع لعائلة كل ضحية 20 الف دولار وقطعة ارض وراتبا تقاعديا.. وبينت انه من حق العائلات تقديم شكاوى الى الفضاء عن قتل ابنائها ايضا بسبب العنف المفرط غير المبرر الذي ووجهوا به.

وكانت احتجاجات شعبية مليونية قد تفجرت في العراق في الاول من تشرين الاول اكتوبر عام 2019 ضد الفساد وفقدان الخدمات العامة الضرورية وللمطالبة بفرص عمل .. اضافة الى رفض الهيمنة الايرانية على شؤون العراق وادت في نهاية الشهر التالي الى ارغام رئيس الحكومة السابق عادل عبد المهدي على تقديم الاستقالة وتولي مصطفى الكاظمي رئاستها حيث دعا اثرها الى انتخابات مبكرة في تشرين الاول المقبل استجابة لمطالب المتظاهرين.