ايلاف من لندن: فيما تنصلت السلطات الايرانية الاثنين من عمليات الخطف والاغتيال التي تمارسها مليشياتها العراقية ضد الناشطين فقد دعا وزير خارجيتها ظريف بغداد الى الكشف عن مسببي احراق قنصلية بلاده في كربلاء بينما عبر نظيره العراقي حسين عن أسفه للحادث.

فقد طالب وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف من نظيره العراقي فؤاد حسين الكشف عن مسببي اضرام النار في القنصلية الايرانية بمدينة كربلاء العراقية مساء الاحد مؤكدا على "ضرورة الكشف عن هوية القائمين على الاعتداء الذي استهدف القنصلية الايرانية العامة في محافظة كربلاء المقدسة متطلعا الى اتخاذ مواقف حاسمة من جانب الحكومة والقوات الامنية العراقية لمنع تكرار هكذا احداث" كما قالت الدائرة الاعلامية بوزارة الخارجية الايرانية اليوم .

وجاء كلام ظريف خلال مباحثات هاتفية اجراها مع نظيره العراقي فؤاد حسين حيث عبر عن "احتجاج الجمهورية الاسلامية الايرانية على هذا السلوك الذي يتعارض مع القانون والدبلوماسية ويشكل انتهاكا لمعاهدة فيينا - عام 1963".

ونوه ظريف الى مسؤولية الحكومة العراقية بشان الحفاظ على امن المقرات الدبلوماسية لدى بلدها مشددا على ضرورة الكشف عن المسببين هذه العمليات "المناهضة للقانون".. ومتطلعا الى موقف جاد من جانب الحكومة العراقية وقواتها الامنية لمنع تكرار مثل هذه الاحداث.

ومن جانبه اعرب وزير الخارجية العراقي عن أسفه لوقوع "هكذا احداث عنيفة".. مؤكدا على التزام بغداد بحماية الدبلوماسيين وتامين المقرات الدبلوماسية لدى العراق كما نوه بانه اصدر تعليماته حول تشديد الاجراءات الامنية في هذا السياق.
وفي وقت سابق اليوم اعلن المتحدث باسم الخارجية الايرانية سعيد خطيب زادة تسليم السفارة العراقية بطهران مذكرة احتجاج اثر احراق محتجين عراقيين في كربلاء قنصلية ايران في المدينة احتجاجا على اغتيال عناصر مليشياوية موالية لايران لرئيس تنسيقيات متظاهري المحافظة الناشط ايهاب الوزني.

وقال زادة في مؤتمر صحافي في طهران "للأسف، هاجم البعض الليلة الماضية قنصليتنا في كربلاء وحينها أجرت القنصلية والسفارة الإيرانية ببغداد اتصالات مع الجهات المعنية في العراق وتم التعامل مع الجناة من قبل قوات الأمن العراقية".

واضاف زاده "إن جمهورية إيران الإسلامية تدين الهجوم على منشآتها الدبلوماسية وتأمل أن تعمل الحكومة العراقية على حماية المنشآت الدبلوماسية الإيرانية في العراق".

ايران تتنصل من أغتيال مليشياتها العراقية للناشطين
تنصلت السلطات الايرانية الاثنين من عمليات الخطف والاغتيال التي تمارسها المليشيات العراقية الموالية لها ضد الناشطين والاعلاميين العراقيين المناهظين لها.

وقالت السفارة الإيرانية في بغداد في بيان حول هجوم محتجين على قنصليتها في كربلاء واغتيال الناشط المدني ايهاب الوزني انها "تدين باشد العبارات حادثة اغتيال الناشط المدني ايهاب الوزني وتعبر عن تعاطفها مع عائلته واقربائه".. مضيفة أن "ايران في كافة المصائب والمشاكل و الازمات كانت وما تزال تقف بجانب العراق حكومة وشعبا وتم تسجيل هذا الموقف مرات عدة وفي مراحل مختلفة".

واوضحت السفارة في البيان الذي بثته وكالة "شفق نيوز" العراقية وتابعته "ايلاف" ان "دحر جماعة داعش الارهابية وتقديم شهداء وامتزاج دماء شهداء البلدين مع بعضها البعض في طريق دحر الارهاب هي امثلة على ذلك والتي ادت الى ازالة الارهاب وتحرير المناطق المحتلة من يد داعش".

وقالت أن "ايران لطالما دعمت السيادة وسلامة الاراضي العراقية وفي هذا الطريق تدعم العراق لكي يكون اكثر قوة ولذلك تدعم استتباب الأمن المستدام في هذا البلد" بحسب قولها .. مبينة أن "توفير الجزء الأهم من احتياجات الكهرباء والغاز في العراق والذي يساهم في رفاه الشعب العراقي وتطويرهذا البلد رغم كل العراقيل وكذلك تصدير الخدمات الفنية والهندسية بشكل مباشر يكون في هذا السياق" من دون ان تشير الى انها تبيع هذه الخدمات العراقيين مقابل مليارات الدولارات.

وفي اشارة الى الهجوم على قنصيلتها في كربلاء شددت السفارة على ضرورة أن "يتوقف الهجوم على الاماكن الدبلوماسية بسرعة لكي لاتحرم الناس من الخدمات" بحسب رأيها..منوهة بالقول "ننتظر من الأجهزة العراقية المعنية اتخاذ اجراءات عاجلة وسريعة للتعرف ومطاردة القائمين على اغتيال الناشط المدني وكذلك المهاجمين على القنصلية العامة للجمهورية الإسلامية الإيرانية في كربلاء المقدسة وان لايسمحوا أن تسبب هذه الامور اي خلل ومشكلة لتقديم الخدمات للمواطنين في محافظة كربلاء والمحافظات المجاورة لها".

ظريف مجتمعا في بغداد مؤخرا مع نظيره العراقي فؤاد حسين

ودعت السفارة الايرانية المواطنين والمتظاهرين والشباب العراقيين الى عدم مهاجمة البعثات الدبوماسية والقنصليات بأي شكل من الأشكال .. قائلة "أن مثل هذه الامور تمس العلاقات البناءة بين البلدين ويسبب الخلل في تقديم الخدمات الاجتماعية لمواطني المحافظات العراقية".
وفي محاولة للتنصل من ممارسات المليشيات العراقية الموالية لها قالت السفارة "لم ولن تكون ايران تطلب قتل واغتيال المواطنين العراقيين وبالاساس تدين بأشد العبارات الأعمال الإرهابية. إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية دائما تحبذ الأمن والسلام والرخاء للشعب العراقي"

وفجر يوم أمس الأحد قام مسلحان مجهولان يستقلان دراجة نارية باغتيال مسؤول تنسيقية كربلاء للحراك المدني ايهاب جواد محمد الوزني بواسطة طلق ناري من سلاح نوع مسدس أمام منزله في حي الحداد وسط في مدينة كربلاء ما اثار غضبا عارما في المدينة التي خرج سكانها في فعاليات احتجاج كان من ضمنها حرق جانب من القنصلية الايرانية هاتفين "تشرينية تشرينية ضد ايران الجمهورية" و"كربلاء حرة حرة ايران برا برا" في اتهام للمسلحين العراقيين الذين يتلقون دعما ماليا وتسليحيا من ايران من اجل تنفيذ اجندتها في العراق.