واشنطن: أكد دونالد ترامب الأربعاء ما له من نفوذ قوي في صفوف الجمهوريين مع إزاحة النائبة المحافظة ليز تشيني، العدو اللدود للرئيس الأميركي السابق، من منصبها القيادي.

وقال قطب العقارات السابق في بيان إن ليز تشيني "لا تتمتع بأي شخصية وليس لديها ما تضيفه إلى حياتنا السياسية أو لبلدنا".

وأزاح الأعضاء الجمهوريون ال212 في مجلس النواب النائبة المحافظة من منصبها كمسؤولة ثالثة في كتلة الحزب الجمهوري النيابية خلال دقائق قليلة في اجتماع مغلق.

وقال بايرون دونالدز النائب عن فلوريدا والمؤيد لإبعادها للصحافيين: "لم تحصل على تأييد الكثير من الأصوات".

وقالت ليز تشيني للصحافيين عقب القرار "سأفعل كل ما في وسعي لضمان عدم عودة الرئيس السابق (إلى الرئاسة)".

وأضافت ابنة نائب الرئيس السابق ديك تشيني أن "البلاد بحاجة إلى حزب جمهوري قوي يقوم على الأسس الجوهرية للوطنية، وأنا ملتزمة بضمان أن يتحرك الحزب بهذه الطريقة للمضي إلى الأمام".

يؤخذ على ليز تشيني تنديها دونما ب"الكذبة الكبيرة" التي نشرها الملياردير الأميركي بقوله من دون أي دليل إن الانتخابات الرئاسية الأخيرة "سُرقت" منه. واتهمته كذلك بتحريض متظاهرين مؤيدين له على العنف خلال اقتحام مبنى الكابيتول.

استقبل الرئيس الأميركي جو بايدن بعد ذلك بقليل ولأول مرة في البيت الأبيض زعماء الكونغرس الأربعة؛ الديموقراطيان نانسي بيلوزي رئيسة مجلس النواب وتشاك شومر زعيم الغالبية في مجلس الشيوخ فضلا عن الجمهوريين كيفن ماكارثي زعيم الأقلية في مجلس النواب وميتش ماكونيل زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ.

وأكد الرئيس الديموقراطي الذي كان سيناتورا على مدى أربعة عقود في مستهل الاجتماع أنه يريد العمل مع معارضيه. وقال "سنرى ما إذا كان بإمكاننا التوصل إلى توافق... سوف نتحدث كثيرًا عن البنية التحتية" في حين ما زالت خطته الضخمة للبنية التحتية البالغة 2 ترليون دولار موضوع مفاوضات صعبة وطويلة خلف الكواليس في الكونغرس.

وركّز بايدن مع محادثيه على "نقاط الالتقاء"، وفق الناطقة باسم البيت الأبيض جين ساكي.

وأوضحت المتحدثة "لن يركز هذا الاجتماع على مستقبل الحزب الجمهوري".

ساهم الرئيس الجمهوري السابق من خلال بيانات نارية كثيرة في احتمال طرد ليز تشيني التي وصفها بأنها "غبية لا ينبغي أن تكون في قيادة" الحزب الجمهوري.

وبدت النائبة عن ولاية وايومينغ في الأيام الأخيرة مدركة لاحتمال أن تفقد منصبها كمسؤولة ثالثة في الحزب الجمهوري في مجلس النواب. إلا أنها حضت الجمهوريين رغم ذلك على رفض "عبادة الشخصية" التي يمثلها ترامب.

ومساء الثلاثاء كان لها خطاب لاذع استهدفت فيه الرئيس السابق.

وقالت في مجلس النواب الذي كان شبه خال "لزوم الصمت وتجاهل الكذب يشجع الكاذب" في إشارة إلى اتهامات ترامب بحدوث تزوير انتخابي.

ومضت تقول "لن أشارك في ذلك لن أبقى مكتوفة اليدين وصامتة في حين يجر آخرون حزبنا إلى طريق يتخلى عن دولة القانون وينضمون إلى حملة الرئيس السابق لتقويض نظامنا الديموقراطي".

وكانت ابنة نائب الرئيس الأميركي السابق ديك تشيني من بين عشرة جمهوريين صوتوا في مجلس النواب من أجل محاكمة دونالد ترامب بتهمة "التحريض على العصيان" خلال الهجوم على مبنى الكابيتول في السادس من كانون الثاني/يناير.

أفلتت ليز تشيني (54 عاما) من مذكرة حجب ثقة في شباط/فبراير الماضي. لكن منذ ذلك الحين تلاشى صبر بعض زملائها حتى من بين منتقدي دونالد ترامب.

فدورها كمسؤولة ثالثة لحزبها في مجلس النواب أو ما يعرف ب "كاونسل تشير"، يقوم على ابراز رسالة الجمهوريين. يضاف إلى ذلك أن انتخابات منتصف الولاية الأساسية في 2022 باتت قريبة.

ويرى النائب الجمهوري كيفن ماكارثي أن الرسالة واضحة ومفادها أنه لا يمكن الفوز بالانتخابات من دون جبهة موحدة.

وكتب تشيب روي وهو نائب جمهوري عن تكساس الثلاثاء "لقد خسرت قدرتها على التحدث باسمنا" مع أنه دعم ليز تشيني خلال مذكرة حجب الثقة الأولى عنها. وانتقد "انتقاداتها الشخصية ضد الرئيس ترامب" الذي ما زال يتمتع بشعبية كبيرة في صفوف الناخبين.

ويدعم ترامب وكيفن ماكارثي النائبة إليز ستيفانيك (36 عاما) للحلول مكان تشيني.

انتخبت ستيفانييك عضوا في الكونغرس قبل ست سنوات وكانت مواقفها معتدلة لكنها أصبحت بعد ذلك من أكثر الأصوات المؤيدة لترامب حيث تدعم اتهاماته بحصول عمليات تزوير انتخابية.

لكن التصويت على تسميتها قد يتأخر عدة أيام بضغط من محافظين استاءوا من تولي وسطية سابقة المركز الثالث من دون نقاش.