إيلاف من دبي: تتكشف يوماً بعد يوم انتهاكات وجرائم تنظيم داعش الإرهابي، التي ارتكبها أثناء سيطرته على مناطق واسعة في العراق، قبل دحره منها وتشتيت أوصاله على يد القوات العراقية والتحالف الدولي في يوليو 2017.

فقد كشف محققو الأمم المتحدة في تقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست"، وتقله موقع "العربية.نت"، استخدام عناصر التنظيم السجناء العراقيين لإجراء تجارب عليهم بالأسلحة الكميائية والبيولوجية.

كما أوضح التقرير الأممي أن التجارب أجريت في وقت ما بعد عام 2014، عندما سيطر التنظيم الإرهابي على مدينة الموصل العراقية، وسيطر حينها على الجامعة الرئيسية في المدينة كمركز أبحاث لأنواع جديدة من الأسلحة.

وفحص المحققون تقارير عن تعرض السجناء لمادة الثاليوم، وهي مادة كيميائية شديدة السمية تستخدم تاريخياً كسم للجرذان، وكذلك النيكوتين الذي يعتبر مميتاً بجرعات عالية.

إلى ذلك، يحقق مسؤولو الأمم المتحدة أيضاً باستخدام داعش لمادة الكلور وخردل الكبريت، وهو السلاح الكيميائي المعروف باسم غاز الخردل الذي استخدم لقتل وتشويه آلاف الجنود في الحرب العالمية الأولى.

وظهرت الأدلة الجديدة من خلال فحص أجهزة الكمبيوتر والهواتف المحمولة الخاصة بعناصر داعش القتلى أو الأسرى، وفقاً للتقرير الذي قدم إلى مسؤولي مجلس الأمن هذا الأسبوع من قبل فريق التحقيق .

في موازاة ذلك، ذكر التقرير أن الأدلة التي تم الحصول عليها بالفعل تشير إلى أن داعش اختبر مواد بيولوجية وكيميائية وأجرى تجارب على السجناء كجزء من هذا البرنامج، ما تسبب في مقتل عدد منهم.

كذلك، أكد المحققون الدوليون أن المجهود الذي بذله التنظيم نجح جزئياً حيث صنع نوعاً من خردل الكبريت محلي الصنع ذي نوعية رديئة نسبياً، وقام باستخدامه في المعارك باستخدام صواريخ المدفعية.

وبحسب "العربية.نت"، قال المحللون إن جودة السلاح الكيميائي ربما تكون قد تحسنت مع مرور الوقت.

وكان التنظيم قد جنّد علماء ومهندسين من المحاربين القدامى في عهد الرئيس الأسبق صدام حسين، لمساعدتهم على إنتاج خردل الكبريت، باستخدام مختبرات جامعة الموصل كمركز أبحاث.

ويأتي تقرير الأمم المتحدة كجزء من تحقيق واسع في الفظائع التي ارتكبها داعش، بما في ذلك اغتصاب وقتل الإيزيديين العراقيين وإعدام الآلاف من الجنود العراقيين والطلاب العسكريين وضباط الشرطة الذين تم أسرهم في 2014.