إيلاف من لندن: اكد وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب لرئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي خلال اجتماعهما في بغداد الثلاثاء دعم جهود حكومته لتحقيق الاستقرار وفرض سيادة القانون في مواجهة الميليشيات بينما عبر لرئيس البرلمان الحلبوسي عن رغبة بلاده في تطوير العلاقات الاقتصادية فيما وقع البلدان وثيقة تفاهم سياسي استراتيجية.

فقد بحث راب مع الكاظمي خلال اجتماعهما في بغداد سبل تعزيز علاقات بلديهما وبالأخص في مرحلة ما بعد التعاون العسكري ضمن التحالف الدولي لهزيمة داعش بهدف تطوير التعاون الإقتصادي والثقافي والصحّي، بالاضافة الى التعاون في المجال الاستثماري، وتوفير الظروف الملائمة للشركات البريطانية الكبرى للعمل في العراق كما قال المكتب الاعلامي لرئاسة الحكومة العراقية تابعته "ايلاف".

وأكد الكاظمي ان توقيع وثيقة التعاون السياسي الاستراتيجي بين البلدين اليوم يعد تتويجا للتطور الذي شهدته العلاقة الثنائية، معبرا عن تثمينه لموقف بريطانيا الداعم للعراق في حربه على الإرهاب، وترحيبه بدعم الحكومة البريطانية لجهود العراق في مجال الإصلاح الإقتصادي.

وشدد على أهمية تنسيق العمل مع الجهات الدولية الداعمة لتنفيذ الإنتخابات القادمة، عن طريق إسناد عمل مفوضية الإنتخابات ورفدها بالمراقبين الدوليين.

من جانبه نقل راب تحيات رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الى العراق حكومة وشعباً، مجدداً دعم المملكة المتحدة الكامل للعراق وجهود الحكومة في فرض سيادة القانون والاستقرار وكذلك دعم دوره الإقليمي المتنامي في تخفيف الصراعات وتغليب منطق الحكمة بدلا من النزاعات المستمرة.

وكان راب قد عبر للكاظمي خلال اتصال هاتفي الخميس الماضي عن رفض بلاده للتهديدات الامنية التي تقوم بها المليشيات العراقية المسلحة معتبرة انها تقوض سيادة القانون وتزعزع الاستقرار في البلاد. وقال راب في تغريدة على حسابه بشبكة التواصل الاجتماعي "تويتر" وترجمتها "ايلاف" انه ابلغ رئيس الوزراء العراقي ادانته للتهديدات الاخيرة للمليشيات ضد المنطقة الخضراء والتي تقوض سيادة القانون.

يشار الى ان بريطانيا قدمت مؤخرا الى العراق 16 مليون جنيه أسترليني (حوالي 20 مليون دولار) الى العراق لمواجهة جائحة كورونا اذ وافقت بغداد على استخدام لقاح أوكسفورد- استرازينكا المصنع في بريطانيا.

دعم بريطاني للعراق

ومن جهته دعا رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي خلال اجتماعه مع راب الشركات البريطانية إلى الاستثمار في العراق وتوسيع آفاق التعاون الاقتصادي بين البلدين.

وبحث المسؤولان العراقي والبريطاني تطوير العلاقات الثنائية وتعزيز سبل التعاون الاستراتيجي بين البلدين في مجال الأمن والاقتصاد والاستثمار وكذلك الدعم الدولي للانتخابات وناقشا الظروف الإقليمية المحيطة بالعراق.

وقد شدد الطرفان على أهمية الانتخابات العراقية المبكرة المقبلة في تشرين الاول اكتوبر المقبل وضرورة تهيئة الظروف اللازمة لها، وتعزيز الأمن الانتخابي سواء للمرشح أو الناخب، فضلاً "عن أهمية دور الرقابة الأممية لتعزيز ثقة الناخب بنتائج الانتخابات".

وشهد الاجتماع كذلك "بحث أهمية الإصلاح الاقتصادي وتسهيل الاستثمار في العراق، مما يسهم في توفير فرص عملٍ للطاقات الشبابية والحدِّ من البطالة، وناقش اللقاء أهمية استمرار التعاون بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب والقضاء على خلايا داعش الإرهابي ومحاربة التطرف، ودعم جهود الاستقرار وعودة النازحين إلى مناطقهم".

وأكد الحلبوسي هلى ضرورة بذل مزيدٍ من جهود المجتمع الدولي لدعم العراق من أجل تحقيق الاستقرار" داعياً الشركات البريطانية إلى "الاستثمار في العراق وتوسيع آفاق التعاون الاقتصادي" كما نقل عنه مكتبه الاعلامي في بيان صحافي تابعته "ايلاف".

ومن جهته أكد وزير الخارجية البريطاني "التزام بلاده بدعم العراق حكومةً وشعباً، والتعاون في المجالات كافة من أجل تحقيق التنمية والاستقرار".

وثيقة تفاهم

وفي وقت سابق اليوم وقع وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين مع نظيره البريطاني دومنيك راب وثيقة للتفاهم السياسي الاستراتيجي.

وقال حسين خلال مؤتمر صحافي مشترك مع راب تابعته"ايلاف" ان هذه الوثيقة تستند الى الاتفاقية السابقة بين الحكومة العراقية والاتحاد الاوربي.. موضحا ان توقيعها جاء بعد خروج بريطانيا من الاتحاد .

واشار الى انه بحث مع نظيره البريطاني مجموعة من القضايا تتعلق بالعلاقات الاستراتيجية بين البلدين، والمرحلة المقبلة اضافة الى الدعم الدولي للانتخابات العراقية والظروف الاقليمية المحيطة بالعراق .

ونوه حسين الى ان علاقات بلاده مع بريطانيا تعود الى تاريخ تاسيس الدولة العراقية عام 1921 وانها لعبت دورا مهما مع التحالف الدولي في محاربة داعش الارهابي .

من جانبه قال راب ان وجوده في بغداد فرصة مهمة لتأكيد دعم العراق والرغبة في توسيع العلاقات معه.

واشار راب الى انه حظي بحوار جاد مع نظيره العراقي سيؤدي الى تطوير العلاقات الثنائية على اسس بناءة لمصلحة البلدين.