سيول: اعتبر الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-أون أن بلاده يجب أن تكون مستعدة "للحوار كما للمواجهة" مع الولايات المتّحدة، في أول رد فعل على سياسة الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن بشأن العلاقات مع بيونغ يانغ.

ولم يستبعد بايدن الذي ندّدت بيونغ يانغ بـ"سياسته العدائية" تجاهها، عقد قمة مع كيم يوماً ما، لكنّه يؤكّد أنّه لن يفعل ذلك من دون أن ينتزع من الزعيم الكوري الشمالي التزامات واضحة.

والمفاوضات بين واشنطن وبيونغ يانغ متوقّفة منذ فشلت القمّة الثانية بين ترامب وكيم في هانوي في شباط/فبراير 2019.

وقالت وكالة الأنباء الرسمية إنّه، خلال جلسة عامة عقدتها الخميس اللجنة المركزية لحزب العمال الكوري الحاكم، أوجز كيم المبادئ العامة للاستراتيجية التي سينتهجها في العلاقة مع واشنطن، و"الاتجاه السياسي للإدارة الأميركية" الجديدة برئاسة بايدن.

وأضافت الوكالة أنّ الزعيم الكوري الشمالي "شدّد على ضرورة الاستعداد للحوار كما للمواجهة، ولا سيّما الاستعداد الكامل للمواجهة من أجل حماية كرامة بلادنا".

كذلك دعا كيم "إلى الردّ بطريقة قويّة وسريعة على وضع سريع التغيّر، وتركيز الجهود على سيطرة ثابتة على الوضع في شبه الجزيرة الكورية".

بايدن يستشرف صعوبة التفاوض

وكان بايدن انتقد في أيار/مايو نهج سلفه دونالد ترامب الذي التقى كيم مرتين، في سنغافورة ثم في هانوي، من دون أن يحقّق أيّ نتائج ملموسة.

ويومها قال الرئيس الديموقراطي إثر لقائه في البيت الأبيض نظيره الكوري الجنوبي مون جاي-إن "لن أقدّم له (كيم) اعترافاً دولياً" من دون مقابل.

وأقر آنذاك في الوقت نفسه بأنّ "لا أوهام" لديه بشأن صعوبة إقناع كوريا الشمالية بالتخلّي عن ترسانتها النووية.

وأضاف بايدن "لا أوهام لدينا حول مدى صعوبة هذا الأمر، على الإطلاق. الإدارات الأربع الماضية لم تحقّق هذا الهدف. إنّه هدف صعب للغاية"، كاشفاً عن أنّه عيّن الدبلوماسي المخضرم سونغ كيم، السفير الأميركي السابق في سيول، مبعوثاً خاصاً له إلى بيونغ يانغ.

توقعات باستئناف التجارب النووية

وقد أجرت كوريا الشمالية ست تجارب على إطلاق صواريخ منذ العام 2006. وتخضع لسلسلة عقوبات دولية بسبب برامجها المحظورة للتسلح.

لكن بيونغ يانغ يمكن أن تقبل الآن "بخفض تدريجي لترسانتها النووية وتجميد برنامجها النووي في مقابل تخفيف العقوبات عنها" كما يقول شيونغ سيونغ-تشانغ مدير الدراسات الكورية الشمالية في معهد سيجونغ.

وجاء في تقرير لخبراء في الاستخبارات الأميركية نشر في نيسان/ابريل ان كوريا الشمالية يمكن أن تستأنف تجاربها النووية هذه السنة لإرغام إدارة بايدن على العودة الى طاولة المفاوضات.

وأضاف التقرير أن كيم جونغ اون "يمكن أن يتخذ عددا من الاجراءات العدائية التي قد تكون مزعزعة للاستقرار من أجل إعادة هيكلة الأمن الإقليمي والتسبب بهوة بين الولايات المتحدة وحلفائها".

هذا قد يجري عبر استئناف التجارب النووية وتجارب الصواريخ البالستية العابرة للقارات.