مدريد: لقي أربعة أشخاص على الأقل، بينهم امرأة حامل وطفل، حتفهم وفقد أربعة بعدما انقلب قارب يضم مهاجرين قبالة لانزاروتي في جزر الكناري، وفق ما أفاد عناصر إنقاذ الجمعة.

وكان المركب يقل 49 شخصا عندما اصطدم بمنطقة صخرية قبالة سواحل الجزيرة الشمالية، فيما تم إنقاذ 41 شخصا، وفق ما أفادت أجهزة الطوارئ.

وقال رئيس جهاز الطوارئ انريكي اسبينوسا لوكالة فرانس برس "قتل ثلاثة اشخاص بينهم امرأتان نعتقد أن إحداهما حامل".

ولا يزال عناصر الإنقاذ يبحثون عن خمسة ناجين وعثروا لاحقا على جثة أخرى، بحسب إسبينوسا، الذي أفاد أن الجثة كانت "لطفل يبلغ نحو ثماني سنوات".

وكان بين الناجين 20 رجلا و17 امرأة وطفلان ورضيعان، بحسب جهاز الطوارئ.

وانقلب المركب على مقربة من الساحل في مكان قريب من أورزولا، وهي قرية تقع في أقصى شمال الجزيرة، في منطقة تعرف بخطورة الملاحة فيها، وفق المصدر.

وقال إسبينوسا "إنها منطقة صخرية جدا.. إن لم تكن تعرفها جيّدا فسينتهي بك الأمر فورا عند الشعاب المرجانية".

ووقعت الحادثة في وقت متأخر الخميس عندما كان هناك العديد من الأشخاص في الشوارع سارعوا لتقديم المساعدة.

وأفاد إسبينوسا "كانت الساعة 22,00 في أمسية صيفية ولذا كان هناك كثير من الناس في الشارع. بفضل ذلك، قفز الجميع في الماء في محاولة لإنقاذهم".

وذكر أن المهاجرين كانوا من إفريقيا جنوب الصحراء وقد قالوا للمنقذين إنهم انطلقوا قبل يومين من مدينة طانطان المغربية، الواقعة على بعد 250 كلم شرق لانزاروتي.

وأفاد أن جهود الإنقاذ استؤنفت في وقت سابق الجمعة لكنها تعطّلت بفعل البحر الهائج.

وخلال الليل، نجح قاربان يقلّان 110 مهاجرين في الوصول إلى جزيرتين أخريين في الكناري، وفق أجهزة الطوارئ.

وكان بينهم 96 رجلا وثماني نساء وستّة قصّر.

وازداد وصول المهاجرين إلى الأرخبيل الواقع في الأطلسي منذ أواخر العام 2019 بعدما أضعفت الدوريات الإضافية في ساحل أوروبا الجنوبي بدرجة كبيرة مساعي المهاجرين للوصول إلى القارة عبر المتوسط.

وتبلغ أقصر مسافة ضمن المعبر البحري من ساحل المغرب حوالى 100 كلم، لكنه طريق يعرف بخطورته نظرا للتيارات القوية. وعادة ما تكون القوارب مكتظة وفي حالة سيئة.

وأفادت منظمة الهجرة الدولية العام الماضي أن 850 شخصا لقوا حتفهم في الطريق لكن منظمة "كاميناندو فرونتيراس" الإسبانية غير الحكومية التي ترصد تدفّق المهاجرين أشارت إلى أن العدد الفعلي أعلى بمرّتين، متحدثة عن حصيلة تبلغ 1851 شخصا.

وفي 31 أيار/مايو، دقّت المنظمة، التي تنذر عادة خفر السواحل بوجود قوارب تواجه صعوبات في البحر، ناقوس الخطر بشأن عشرة قوارب انطلقت من الصحراء الغربية والسنغال على متنها 481 شخصا.

وقالت مؤسسة المنظمة غير الحكومية هيلينا مالينو لفرانس برس الجمعة إن القوارب "اختفت"، مشيرة إلى أن أربعة منها انطلقت من مدينة الداخلة وخمسة من العيون وواحدا من السنغال.

وأفادت "تحدّثنا إلى أقاربهم وحتى في بعض الحالات مع قوارب كانت مفقودة في البحر. نعرف بأن الطقس في الأسابيع الأخيرة كان صعبا للغاية في المنطقة وبأن العديد من القوارب اختفت".

والعام الماضي، وصل 23023 مهاجرا إلى جزر الكناري، وهو رقم أعلى بثماني مرّات من 2019، وفق أرقام وزارة الداخلية.

ووصل منذ مطلع العام الجاري 5734 مهاجرا إلى الأرخبيل الإسباني، وهو ضعف العدد الذي سجّل في الفترة ذاتها من العام الماضي، وفق ما أظهرت أرقام حتى 15 حزيران/يونيو.